مصائب قوم عند قوم فوائد تلك العبارة يمكن أن تلخص ما يحدث فى عالم صناعة الموسيقى بعد وفاة ويتنى هيوستن.
فالمغنية دوللى بارتون صاحبة الأغنية الأصلية لأشهر أغانى ويتنى «سأحبك دائما» وهى أيضا التى كتبتها ــ عام 1974 ــ ستصبح مليونيرة بعد أن تجاوزت عدد مرات تحميل الأغنية 195 ألف مرة منذ وفاة ويتنى وخصوصا بعد أن قامت شركة «أبل» برفع سعر تحميل ألبومها قبل الأخير الذى أصدرته عام 2007 من 3 جنيهات استرلينى ليصبح 100 جنيه استرلينى وبالتالى فحقوق الأداء العلنى والطبع الميكانيكى سوف ترتفع. الامر لم يتوقف عند هذا الحد حيث تسبب ارتفاع سعر التحميل إلى اتهام الشركة باستغلال وفاة هيوستن المفاجأة وهو الأمر الذى حملته أبل لشركة سونى ميوزيك صاحبة الألبوم. وكانت ألبومات ويتنى قد شهدت ارتفاعا كبيرا فى المبيعات رغم أن ألبوماتها الأخيرة لم تكن مبيعاتها تتناسب مع حجم شعبيتها. ولكن يبدو أنها لعنة الوفاة المفاجأة التى تصيب المشاهير فتمنح أقرباءهم الثراء المفاجئ وبهذا يمكن اختصار حياة ويتنى فى هذه العبارة: «فتاة نحيلة سمراء حلمت يوما أن تصير مشهورة فحققت حلمها ووصلت لقمة النجاح قبل أن تهوى من فوقها مطبقة لمقولة: «ومن الحب ما قتل» عندما قلدت زوجها بوبى براون وأدمنت المخدرات وعندما حاولت أن تستعيد توازنها وتعود من جديد ماتت».. أنها ويتنى إليزابيث هيوستن. والمولودة لأب يدعى جون راسل هيوستن كان جنديا فى الجيش وأم تدعى كايسى هيوستن وهى منشدة للإنجيل ونشأت ويتنى فى نيو جيرسى. وهى فى الحادية عشرة من عمرها كان أول إنشاد منفرد لها بالكنيسة بعنوان «»Guide Me, O Thou Great Jehovah» وبجوار تأثرها بأمها تأثرت أيضا بكل من شاكا خان وجلاديس نايت وروبيرتا فلاك وهو الأثر الذى ظل معها سواء فى غنائها أو طريقة أدائها فى عروضها الغنائية. وفى عامها الرابع عشر انضمت ويتنى لكورال فرقة مايكل زيجر. فى أغنية «الحياة حفلة» وبعدها بعام غنت فى كورال شاكا خان فى أغنية «أنا كل امرأة» وهى الأغنية التى غنتها بعدها فى فيلم «الحارس الشخصى» لتصبح من أكثر أغنيات العالم مبيعا. وفى عام 1980 وهى فى السابعة عشرة بدأت العمل كموديل وظهرت على أغلفة 17 مجلة.
وكانت أولى نجاحاتها الفردية عام 1984 وأغنيتها «لغة الحب» وفى 1985 كان أول ألبوماتها بعنوان «ويتنى هيوستن» ليكون موعدها الأول للترشيح لثلاث جوائز فى جرامى بما فيها جائزة ألبوم العام، وفى 1987 تطلق ثانى ألبوماتها «ويتنى» لتحصل على جائزتها الثانية كأفضل مطربة بوب عن أغنيتها «أريد أن أرقص معك» وبعد إطلاقها للألبوم قامت بأولى جولاتها العالمية التى تم تصنيفها ضمن أفضل عشر جولات فى هذا العام .وكانت ويتنى ترفض التعامل مع أية وكالة تتعامل مع الكيان العنصرى الذى كان يحكم جنوب أفريقيا وقتها. وفى 1988 احتفلت أثناء جولتها بالعيد الـ70 للزعيم المسجون وقتها نيلسون مانديلا.
وفى العام التالى أنشأت مؤسستها الخاصة للأطفال لمكافحة مرضى الإيدز والسرطان لديهم. وفى أكتوبر 1994 يتم دعوة ويتنى للترحيب برئيس جنوب أفريقيا وقتها نيلسون مانديلا.
وكانت ويتنى على شفا إشهار إفلاسها قبل عدة أشهر. وبالرغم من هذا كانت تحاول العودة من خلال ألبوم جديد كانت تعمل عليه لكن كل هذا توقف مع موت مفاجئ داهمها بغرفتها بأحد فنادق مدينة بيفرلى هيلز وفاة غير معلومة السبب للآن، وإن كانت بلا سبب جنائى مع ترجيح من البعض أنها بسبب جرعة زائدة لترحل واحدة من أفضل مغنيات أمريكيا والتى وصفها البعض هناك بأن صوتها كنز قومى قبيل حفلة جرامى بعدة ساعات وقبيل 6 أشهر من عيد ميلادها الـ49، وفى رحيل مفاجئ يضعها بجوار رفيقها وزميلها الأسمر مايكل جاكسون فى مفاجأة الوفاة أثناء محاولتهما للعودة للساحة مجددا.. رحلت ويتنى وبحوزتها 170 مليون أسطوانة باعتها و6 جوائز جرامى وبلا نقود لكنها بالتأكيد ستجلب لعائلتها نقودا كثيرة بعد موتها فشلت فى أن تحتفظ لهم بها أثناء حياتها.