سيناريو الطريق إلى كرسى الرئاسة ربما يكون فيلما سينمائيا خياليا فى أوقات مضت، لكنه الآن أصبح واقعا سوف يتحقق عن قريب، وفى الطريق إلى كرسى الرئاسة ومن خلال ثلاثة عشر مرشحا، هناك سيناريوهات عديدة يحاول أن يرسمها كُتاب السينما فى هذا التحقيق.
السيناريست رءوف توفيق يرى أن المعركة الانتخابية لن تحسم من الجولة الأولى ويوصى المرشحين للرئاسة بالنزول إلى الشارع، ويقول: من المؤكد أن المرحلة الأخيرة من الانتخابات معركة، ومن هذه المعركة سوف تشهد أوراقا كثيرة فى يد كل مرشح، وأنا شخصيا أرجو أن تتحد القوى الثورية والمدنية فى وجه التيارات الدينية من أجل الحفاظ على هوية الدولة مدنية، لأن تغيير مسار مصر سوف يضر بها وبشعبها لفترات طويلة، وأنا شخصيا أتوقع تراجعا فى الثقافة والفنون والتعليم إذا ما جاء مرشحا دينيا رئيسا للدولة، ولذلك أتمنى أن يبدأ المرشحون الليبراليون فى النزول إلى الشارع منذ الآن ولا أعنى مجرد المؤتمرات الجماهيرية، وإنما احتكاك مباشر للتأكيد على أن الدولة المدنية ليست ضد الدين وأن يقوموا بتوضيح الأمور دون زيف ودون شعارات رنانة أو أن يصف المرشح نفسه بأنه المخلص الذى سوف ياتى لحل كل الأزمات، ويملك عصا سحرية لكل المشكلات المصرية وهذا ما يمكن أن يضع المرشح على أرض الواقع أكثر، وهو شىء ربما يزيد من فرص فوزه. ويضيف رءوف توفيق: لا أعتقد أن سيناريو الانتخابات البرلمانية والذى دعم التيارات الإسلامية والذى تجسد فى شكل تبرعات أو دعم بأنابيب البوتجاز والطماطم والخيار واللحوم، وهو السيناريو الذى نعلمه جميعا، وشاهدناه من بعض القوى السياسية لن يصلح فى انتخابات الرئاسة خاصة أن التجربة أثبتت أن سلاح الخيار والطماطم لن يدوم وقد كشف لنا عن أزمات حقيقية داخل البرلمان. رءوف توفيق لا يستبعد وجود حبكات درامية أثناء رحلة الوصول إلى قصر الرئاسة، ويقول: لا أستبعد أن تكون هناك مفاجآت حقيقية وأخرى مدبرة، ولا أستبعد أن تكون هناك مشاهد عنيفة وأخرى توافقية، فالفيلم لم ينتهِ بعد.
كذب وخداع
السيناريست محمود أبوزيد يرى أن السياسة هى فن الكذب والخداع وأن أغلب من وصلوا إلى المرحلة النهائية سوف يعتمدون على هذه السياسة، ويقول: أنا لست إخوانيا ولا أنتمى إلى التيار السلفى، ومع ذلك فأنا مؤمن بقول الله: «قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ»، ولذلك فمن الممكن أن يفوز فى الانتخابات المقبلة شخص لا نتوقعه تماما، وليس من الضرورى أن يكون هو الأصلح والأنسب فمن قال إن مبارك الذى حكمنا لـ30 عاما كان هو الأصلح والنسب، ولذلك فلا يمكن أن يتحقق أى سيناريو محتمل للوصول إلى قصر الرئاسة دون إرادة الله، والحقيقة أننا أمام مشهد همجى من الجميع يكذب فيه من يدعون الإيمان ويتراجع من يريدون أن يمثلوا الإسلام عن وعودهم ويقف فيه الشباب موقف الحائر، ولذلك فأى سيناريو لأى مرشح هذه الأيام سوف يكون صعبا.
ويضيف أبوزيد عن السياسة: لأنها فن الخداع والكذب فسوف ترى وتسمع وعودا كثيرة خلال الأيام المقبلة وسوف ترى المرشح بأكثر من وجه، وأنا شخصيا أتمنى أن يفوز من هو أقوى إيمانا الذى يحكم هذا البلد بالقوة لا بالكرباج، الذى يظهر ما يبطن ولا يخفى شيئا، ويدرك أنه أمام شعب مختلف يعيش حالة من التشرذم ولا يمكن خداعه بالكلمات.
البحر والطحينة
السيناريست محمد حلمى هلال يرى أن الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية من الانتخابات سوف يتبعون جميعهم أسلوبا واحدا، وهو إيهام الشعب بقدرتهم على تحويل البحر لطحينة، ويقول: الحقيقة أنا لا أعرف ما الذى وضعه كل مرشح للرئاسة فى برنامجه وعلى أى أساس وضع هذا البرنامج، فكلهم وبدون شك سوف يؤكدون للناس مقدرتهم على تحويل مياه البحر إلى طحينة كما يقولون، وأنا لا أعرف كيف يوعدون الناس بما لم يتم تقريره فى الدستور، فحتى الآن ليس معروفا حدود وصلاحيات الرئيس، فمن الممكن أن يأتى الدستور بنص يمنع تحويل البحور إلى طحينة، وبالتالى أصبح السيد المرشح كذابا ومخادعا، وأنا لا أجد من بين الثلاثة عشر مرشحا الباقين من اعترض على هذه المسألة، ولا أعرف كيف يوعدون الناس بما لا يملكونه أصلا.
محمد حلمى هلال يرى أيضا أن الـ100 متر الأخيرة أو معركة الإعادة سوف تكون بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وهو السيناريو الذى يتوقعه لكن لا يتمناه، ويقول: انتماء أبوالفتوح للإخوان واضح تماما وأنا شخصيا أعتبره حتى الآن مرشح الإخوان عمرو موسى من بقايا النظام السابق، وهو شىء لم أكن أتمناه بعد الثورة.
هلال يرى أن الوسائل التى تم استخدامها فى انتخابات البرلمان سوف تكون موجودة فى انتخابات الرئاسة أيضا، ويقول: أعتقد أن هناك مرشحا سوف ينجح بكيلو خيار وكيلو طماطم ودجاجة، كما حدث فى انتخابات البرلمان، فالديمقراطية ليست بضغطة زر ومصر ليست كلها على فيس بوك.