فؤجئ عدد من الشباب الناخبين أمام مقر لجنة مدرسة التدريب المهني الصناعي، بدائرة الرمل، بسؤال موجه لأحدهم من سيدة يناهز عمرها الخمسين عامًا، قائلة: "هو أبو إسماعيل رمز إيه يا بني؟"، فظل الشباب يحاولون إقناعها بأنه خرج من سباق الرئاسة ولا يوجد اسم ورمز له في كشف التصويت، بينما ظلت هي تجادلهم بأنها لن تنتخب غيره، ظنًا منها أنهم يحاولون تمويهها لصالح مرشحين غيره.
وظلت حالة الجدل بين العجوز والشباب لبضع دقائق، لإصرارها أنه ضمن المرشحين، لأنها سمعته على شاشات التليفزيون أكثر من مرة، ورأت صوره الدعائية في الشوارع من قبل، واستمر الجدل حتى تدخل في الحوار سيدات أخريات تواجدن أمام اللجنة، وأكدن لها أن أبو إسماعيل خارج سباق المرشحين، حتى اقتنعت وسألتهن: "طب أرشح مين دلوقتي يا ولاد؟" فقام الشباب بتعريفها باختصار نبذة عن كل مرشح.
لم تكن تلك السيدة الوحيدة من نوعها ممن أتوا للجان الانتخاب لترشيح أبو إسماعيل؛ حيث قالت مروة سعيد، إحدى الفتيات اللاتي حملن "لاب توب" ووقفن به بالقرب من لجان الانتخاب لتعريف الناخبين بأرقامهم الانتخابية، أنها مر عليها أكثر من حالة أتوا لمعرفة لجانهم الانتخابية ويسألون عن الرمز أو الرقم الانتخابي لأبو إسماعيل، وظلت هي وزميلاتها يحاولن إقناع هؤلاء بأنه ليس من المرشحين، منوهًا أن أغلبهم من كبار السن ذوي الطبقة البسيطة، وكانت عملية إقناعهم صعبة لترسيخ الدعاية التي قام بها المرشح في عقولهم.