«اعترافات المتهمين بقتل طالب الهندسة بالسويس منعت الجماعات الدينية من تنفيذ مخططاتها فى شهر رمضان»، هكذا أكد مواطنون وسياسيون وأعضاء مقربون من الجماعات الدينية فى السويس، مستندين فى ذلك إلى أن الاعترافات التى أدلى بها قتلة طالب الهندسة أمام النيابة العامة حول انتمائهم لجماعة دينية ومدى قناعتهم بما فعلوه من تدخل فى الحياة الشخصية للمواطنين، دفع زملاءهم بالجماعات الدينية إلى التراجع عن التدخل فى حياة المواطنين خلال شهر رمضان.
وقال طلعت خليل عمر، رئيس حزب غد الثورة بالسويس: «نحن على يقين كامل من أن الموقف الجماعى الشعبى الرافض لممارسات المتشددين دينيا وقتلهم طالب الهندسة، كان له دور كبير فى الحد من تحركات الجماعات الدينية خلال شهر رمضان والتى كانت ستتدخل فى حياة المواطنين بكل الطرق من أجل فرض طقوس دينية هى وحدها مقتنعة بها وتراها ملزمة على المواطنين. وأشار إلى أنه من الواضح أن عددا من الجماعات الدينية خاصة التى ينتمى اليها قتلة طالب الهندسة تخشى المجتمع المصرى الذى يرفض التشدد.
وأكد طلعت خليل، أن الموقف الشعبى الرافض لسلوك المتطرفين فى قضية طالب الهندسة هو نفس ما شهدته مصر من قبل من تكاتف الجميع خلال فترة التسعينيات لرفض ممارسات الجماعات الإرهابية، والتى ساعد كثيرا هذا الموقف الجماعى للقضاء على الإرهاب وقتها.
ومن جانبه، قال محمد فواد حسين، المسئول عن أحد الأماكن الترفيهية بكورنيش السويس، إنه رغم حزن الجميع لمقتل طالب الهندسة على يد المتطرفين، فإن تواجد المتطرفين دينيا فى الأماكن العامة اختفى تماما بعدما كان العديد من المواطنين يتعرضون للمضايقات منهم بسبب تدخل المتشددين دينيا فى حياتهم، لكن الحقيقة فمنذ وقوع الجريمة ونجاح الإعلاميين فى كشف اعترافات المتهمين بانتمائهم لجماعة دينية، اختلف الأمر. وأضاف: «نلاحظ أن عددا كبيرا من الشباب حاليا أصبحت لديه الشجاعة الكاملة لرفض أى تدخل فى حياته الشخصية، خاصة أنه قبل قضية طالب الهندسة كان المتشددون يقومون بالدخول على أى رجل وسيدة جالسين فى وضع طبيعى ويقومون بسؤالهم عن طبيعة علاقتهم، وكان الأمر ينتهى فى النهاية بانصراف الشاب والفتاة أو الرجل والسيدة فى هدوء تجنبا لمعركة وأزمة قد تحدث، ولكن هذا الأمر تقلص الآن ولا يجرؤ متشدد ممن كانوا يقومون بالتدخل فى حياة المواطنين تحت ستار الدين على الاقتراب من أحد، لأن قضية طالب الهندسة الراحل أحمد حسن عيد علمتنا عدم الصمت».
أما محمود عبدالله، طالب فى كلية التربية بالسويس، فقال إن قناعتى أنا وزملائى بأن جريمة مقتل طالب الهندسة حدثت بسبب سكوتنا فى السابق على تدخل أعضاء هذه الجماعات المتطرفة فى حياة المواطنين والشباب، ونحن نؤكد أننا لن نسمح لأحد مهما كان أن يمارس علينا أفكاره المتطرفة، خاصة أننا شاهدنا بأنفسنا أن بعض من يدعون التقوى والحديث باسم الدين هم من تم ضبطهم فى أوضاع غير أخلاقية.