أحـمـد شاكــر: مـشـرفــة حــرَّك الميـــاه الـراكـــدة.. وأخشى من الفهلوة فى التعامل مع سيرة العلماء - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 5:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رجل لهذا الزمان... يفتح الطريق لدراما العلماء

أحـمـد شاكــر: مـشـرفــة حــرَّك الميـــاه الـراكـــدة.. وأخشى من الفهلوة فى التعامل مع سيرة العلماء

أحمد شاكر في لقطة من المسلسل
أحمد شاكر في لقطة من المسلسل
حاتم جمال الدين
نشر في: السبت 24 سبتمبر 2011 - 8:40 ص | آخر تحديث: الأحد 25 سبتمبر 2011 - 8:43 م

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع نصف هذا الصدى الذى حققه مسلسل «رجل لهذا الزمان»، والذى يراهن عليه بعض النقاد فى إيجاد خط جديد فى الدراما المصرية يهتم بالجانب العلمى، الذى أصبح مطلبا ملحا لمرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، لتحرك الدراما حلم المصريين فى نهضة شاملة تقوم على تفكير علمى لا يؤمن بالخرافة، ولا العيش فى أمجاد الماضى أو حكايات «زهرة» و«سمارة».

 

شخصية عالم الذرة لمصر مصطفى مشرفة كان بمثابة محطة إثبات الوجود بالنسبة للفنان أحمد شاكر، الذى أعلن عن نفسه فى مسلسل «رجل لهذا الزمان» كفنان قادر على أداء الأدوار الصعبة، وممثل محترف يجيد فن التقمص فضلا عن قدراته الخاصة فى اللغات والعزف على الآلات الموسيقية، ولكن تظل هذه التجربة بمثابة مغامرة يصعب تكرارها وفق رؤية كل من شارك فى هذا المسلسل.

 

من هنا يضع أحمد شاكر شروطه للموافقة على المشاركة فى أعمال مماثلة، وفى مقدمتها أن يكون العمل أكثر ارتباطا بالواقع، وألا يعتمد على سيرة ذاتية لعلمائنا الراحلين، ويبرر ذلك بأننا فى تلك المرحلة التاريخية نتطلع لمستقبل يعتمد على أسس علمية، وأن يكون للعلم دور كبير فى كل الأمور المرتبطة بحياتنا، ومن هنا فإن تقريب العلم من حياة الناس سيكون شيئا مهما للغاية، وفى هذا الاتجاه يمكننا أن نتطلع لإنتاج مسلسلات وأفلام للخيال العلمى الذى يستشرف المستقبل، ويحلم به.

 

كذلك يشير إلى أهمية أن يستخدم تقنيات التصوير الحديثة التى تخلق صورة سينمائية لتعطى مساحة من الجمال والجاذبية لهذه الأعمال التى تبدو للمتلقى أعمالا ثقيلة، لما تحتويه من موضوعات قد يراها البعض موضوعات جافة.

 

ويستدرك أحمد شاكر قائلا: «هذا لا يقلل من قيمة وأهمية مسلسل «رجل لهذا الزمان» الذى كتبه المؤلف محمد السيد عيد، المعروف بأنه شخصية منهجية تحرص على دراسة كل التفاصيل، وكذلك المخرجة إنعام محمد على التى تدقق فى كل كادر ولا ترضى بأى مستوى، ولكنها اختارت أن تتبع مدرستها الفنية القديمة فى الفيديو والتى تعتمد على ثلاث كاميرات، وهى طريقة تعطى نتائج أقل فى المستوى من ناحية شكل الصورة عن الأساليب الحديثة التى تعتمد على كاميرات الـHd، وكذلك التصوير بكاميرا واحدة مثل التصوير السينمائى، وهذا ليس رأيى وحدى ولكنه رأى المخرجة إنعام محمد على».

 

وقال إنه يفضل التعامل مع مؤلفين ومخرجين شباب فى حالة مشاركته فى أعمال تتناول موضوعات علمية، مؤكدا أن الشباب هم الأقدر على التعبير عن عالمهم ومستقبلهم.

 

بينما يؤكد شاكر أهمية المسلسل الذى حرك المياه الراكدة، واخذ زمام المبادرة فى تقديم فن جاد يسهم فى بناء هذا الوطن، مشيرا لطبيعة المرحلة التى تمر بها مصر وتحتاج لكل الإسهامات الجادة، وهو الدور الذى يجب أن تلعبه الدراما التليفزيونية فى تثقيف المشاهد باعتبارها فنا شعبيا يصل إلى كل المصريين فى القرى والنجوع، خاصة فى ظل تراجع علاقة المصريين بالقراءة والكتب والاعتماد بشكل أكبر على شاشة التليفزيون كمصدر للمعلومة.

 

وعلق شاكر بقوله: «يجب على التليفزيون أن يرسخ لثقافة جديدة تقوم على المعرفة والعلم، وتواجه لثقافة الفهلوة والاستسهال التى استمر الترسيخ لها فى 30 عاما مضت، وعانينا منها الكثير».

 

ويحذر أحمد شاكر من التعامل مع هذه النوعية من المسلسلات بمنطق الاستسهال والفهلوة، والمنطق التجارى الذى غلب على صناعة الدراما كما سيطر على الكثير من الأشياء فى حياتنا.

 

كما حذر من الاعتماد على المشهيات المعتادة فى تناول سيرة العلماء لتخفيف المادة العلمية الجافة، والانغماس فى تقديم قصص عن تفاصيل علاقاتهم الشخصية، والعبث بالحياة الخاصة وأسرارها، والابتعاد بذلك عن الهدف الأساسى من العمل وهو إعلاء قيمة العلم والعلماء.

 

فيما شدد شاكر على ضرورة تغيير الأنماط السائدة فى الدراما لصورة العالم، والذى يتم تصويره بشكل ساخر لشخص لا يهتم بمظهره أو شخص حاد ومتجهم، وان يقدم العالم فى صورة إنسانية تبرز قيمة العمل وموقف العلم والعلماء فيما يدور حولهم من أحداث سياسية واقتصادية وكيف يمكنه الإسهام فى حل مشاكل المجتمع.

 

ويشير هنا لأن أمتع المشاهد فى مسلسل «مشرفة» كانت تلك التى تدور حول الخلاف بينه وبين الملك، والتى تعبر عن موقف العلم الذى يؤمن بأن هناك دائما ما هو أفضل من الواقع، بما يدفع العالم دائما للبحث عن التطوير والابتكار، وهو ما يختلف مع الموقف السياس» الذى يسعى إلى الاستقرار ويرى أن الواقع أفضل من مغامرات قد تأتى بأشياء غير مستحبة.

 

عانيت طويلاً فى التدقيق والبحث .. ولا أنوى تكرار التجربة«كنت واثقا من أنه سيلقى اهتماما كبيرا عند عرضه» تعليق قاله الكاتب محمد السيد عيد على مسلسله «رجل لهذا الزمان» الذى يراه بداية لخط جديد من الأعمال التى ستلقى قبولا كبيرا لدى المشاهد المصرى والعربى فى الفترة القادمة، مشيرا إلى أن المسلسل يعد من الأعمال الصعبة جدا، وحاصرته منذ البداية مخاوف عديدة بسبب أنه يتناول مادة علمية يراها كثيرون بأنها ستخرج دراما جافة يعزف عنها الجمهور، ولكن جاءت النتائج مرضية للغاية.

 

وقال السيد عيد لـ«الشروق» إنه رغم هذا النجاح الذى تمتع به مسلسله إلا أنه لا ينوى تكرار تجربة التعامل مع هذه النوعية من المسلسلات الدرامية لأنها تحتاج إلى بحث وتدقيق فى كل مصطلح لتوظيفه بالشكل المناسب فى المكان المناسب، مع الحفاظ على الجانب التاريخى للفترة التى عاشتها الشخصية الرئيسية فى العمل، كما يجب أيضا الحفاظ على الجانب الدرامى بحيث تكون الجرعة متوازنة بشكل يجذب المشاهد لمتابعة العمل، ولا ينفره من الطبيعة الجافة للموضوعات التاريخية والعلمية.

 

وأشار السيد عيد إلى أن مشروعه الأساسى يرتبط بتقديم تاريخ مصر الحديثة، والذى قدم من خلاله مسلسلات مثل قاسم أمين، وعلى مبارك وطلعت حرب، ولم يكن يبحث عن تقديم مسلسل يحمل الطابع العلمى، ولكن لأن بطل القصة الحقيقية هو أول عالم مصرى يتخصص فى علوم الذرة فكان لابد وان يخرج المسلسل بهذا الشكل الذى يجمع بين الجانى العلمى والتاريخى.

 

وأضاف أن اختياره للدكتور مشرفة جاء من كونه عالما كان يملك مشروع نهضة علمية لمصر، ومن هنا كان اتجاهه لدراسة علوم الذرة، وبذلك دخل سجل صناع النهضة المصرية الذى يتتبعها فى سلسلة من الأعمال الدرامية، مشيرا إلى أن دوره فى العلم يأتى موازيا لدور طلعت حرب فى مشروع النهضة الاقتصادية، ومشروع على مبارك فى النهوض بالتعليم وقاسم أمين كبداية تحرير المرأة المصرية.

 

وقال إن نجاح مسلسل مشرفة ربما يفتح الباب أمام تناول شخصيات علمية أخرى مثل الدكتور أحمد مستجير والدكتورة سميرة موسى والدكتور أحمد زويل والدكتور مصطفى السيد، ولكنه لا يعتزم السير فى هذا الاتجاه.

 

فيما شدد على ضرورة تبنى مؤسسات الإنتاج التابعة للدولة لدراما تبرز قيمة العلم، مشيرا إلى أن الدراما العلمية ليست بالضرورة أعمال سيرة ذاتية بل يمكن أن تكون دراما اجتماعية يلعب فيها الجانى العلمى والعالم دورا مهما.

 

إنعام محمد على: حاربت ليخرج المسلسل للنور.. وأسرته علَّقت: «كأننا نراه على الشاشة»«لو قالوا لى إن المسلسل سيراه مشاهد واحد فقط، لما تراجعت عن إخراجه» .. هكذا كان موقف المخرجة الكبيرة أنعام محمد على من مسلسلها «رجل لهذا الزمان» منذ البداية،حيث تقول إنها حاربت من أجل خروج هذا العمل للنور، وذلك لاقتناعها بأن واجبها هو تقديم أعمال فنية تصل للجمهور بقيمة أو معلومة تضيف شيئا لحياته، أو تقدم له فكرة ربما تغير من واقعه.

 

ورغم ذلك تستبعد أنعام محمد على تكرار تجربة أعمال ترتبط بالعلم والعلماء، وتقول إن مثل هذه الأعمال تحتاج لجهد كبير، ودراسة وتدقيق فى كل التفاصيل، وهذا يتطلب فترة إعداد طويلة، مشيرة إلى أن الإعداد لـ«مشرفة» استغرق أكثر من عامين، ويضاف إلى هذا محاولات إقناع منتج للتصدى لعمل من هذا النوع، خاصة وأنها اختارت فريق عمل يرى المنتجين أنه يصعب التسويق بأسمائه فى أسواق الفضائيات.

 

ولكنها كانت تبحث عن ممثلين قادرين على تقديم الأدوار المطلوبة، وفى مقدمتهم شخصية مشرفة التى تحتاج ممثل جيد، يجيد فن التقمص، ويملك أدواته مثل إجادة اللغات الأجنبية ويعرف كيف ينطق المصطلحات العلمية بشكل جيد، وهو ما وجدته فى الفنان أحمد شاكر، الذى يتمتع أيضا بإجادته العزف على البيانو والكمان، وهما الآلتان اللتان كانتا يعزف عليهما مشرفة، الذى كان يهوى الموسيقى وتربطه علاقات بفنانى عصره خاصة محمد عبدالوهاب.

 

وقالت إن العمل تعثّر كثيرا، لولا وجود مدينة الإنتاج باعتبارها جهة إنتاج تابعة لجهاز الإعلام الرسمى وتبنيها للمسلسل لما خرج المسلسل للنور وتؤكد المخرجة الكبيرة أنها تحدت الجميع بهذا العمل، وكان رأيها أن القيمة هى رهان المكسب فى تلك المعادلة، وهو ما تحقق مع عرض المسلسل فى شهر رمضان الماضى حيث أقبلت القنوات العربية على عرضه فى أوقات مميزة، وكذلك تمتع العمل بمساحات عرض جيدة على الشاشة المصرية، وإن كان الاهتمام بدرجة أقل.

 

وقالت إنها من جيل عاصر الزمن الذى كان فيه الاهتمام بالثقافة والعلم، وكانت تريد التعبير تلك الفترات الزمنية من خلال مسلسلات السيرة الذاتية التى قدمتها والتى يحتل «رجل لهذا الزمن فيه رقم 3 بعد أم كلثوم وقاسم أمين، وانه جاء فى هذا التوقيت لأنها كانت مهمومة بما وصلنا إليه من عشوائية وإهمال وإهدار لقيمة العلم والعلماء، ومن هنا استدعت هذا الزمن الذى عاش فيه مشرفة، وكيف كان الناشرون فيه يهتمون بالكتب العلمية، وهنا أشار المسلسل لشخصية الناشر محمد المعلم الذى أنشأ دار نشر للعلوم الحديثة، وقام بطباعة كتب لمشرفة.

 

وأشارت أنعام محمد على إلى الاهتمام النقدى الذى تمتع به المسلسل، وإشادة الكثير من الكتاب بشكل التناول، ورأى أفراد من أسرة الدكتور مشرفة نفسها والذين قالوا إنهم استشعروا بأنهم يشاهدونه على الشاشة.

 

وعن مستقبل الدراما التى تتناول قضايا تتعلق بالعلم والعلماء قالت مخرجة «مشرفة» إننا الآن على أعتاب مشروع جديد لنهضة مصر، وهذا يتطلب الاهتمام بإيجاد منهج علمى تسير عليه هذه النهضة، وأن ينعكس العلم على كل شىء فى حياتنا بما فيها صناعة الدراما، ومن هنا يجب على صناع الدراما المساهمة فى مشروع النهضة بإيجاد مسلسل أفلام تقوم على البحث العلمى العلمى، وتبرز قيمة العلم فى تحسين حياة الإنسان، وممكن أن تقدم هذه الأعمال سيرة ذاتية لرحلة نجاح عالم، أو تعالج موضوعا مرتبطا بقضية أو مؤسسة علمية، وقد تكون دراما عن خيال علمى، وهذا يحتاج ثقافة جديدة لكتاب الدراما تختلف عن تلك الثقافة الأدبية والتاريخية التى ألقت بظلالها على الإنتاج الدرامى فى الفترة الأخيرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك