زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسرى لـ«الشروق»: غالبية سلاح المقاومة فى الضفة من معسكرات الجيش الإسرائيلى - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 4:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسرى لـ«الشروق»: غالبية سلاح المقاومة فى الضفة من معسكرات الجيش الإسرائيلى

زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسرى
زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسرى
 أجرى الحوار ــ محمد خيال
نشر في: الخميس 25 أبريل 2024 - 7:42 م | آخر تحديث: الخميس 25 أبريل 2024 - 7:43 م

 لدينا تنسيق عالى المستوى مع مصر .. والقاهرة تواصل جهودها فى دعم غزة

لا يمكن القول أن هناك مفاوضات جادة ..وما يجرى أقرب لمراسلات ومحاولات من المصريين والقطريين لوقف الحرب

الاحتلال قتل 70 من أسراه وكرر قصف أماكن تواجدهم.. ولدينا يقين أنه يبحث عنهم لقتلهم

الحديث عن إبعاد قادة حماس من غزة أطروحات واهية .. والسنوار والضيف سيعيشان كريمين أو سيرحلان شهيدين

الضفة الغربية تعيش حالة انتفاضة منذ معركة «سيف القدس».. والمقاومة هناك ليست خيارا

حديث أمريكا عن عملية سلام لإيجاد دولة فلسطينية «حقنة تخدير» يجب التخلص منها

يتولى القيادى فى حركة حماس زاهر جبارين المتواجد فى تركيا مسئولية مجموعة من الملفات شديدة الحساسية والأهمية فى الوقت الراهن داخل الحركة، خاصة بعدما تولى رئاسة مكتب الحركة فى الضفة الغربية خلفا لصالح العارورى نائب رئيس المكتب السياسى للحركة الذى اغتالته إسرائيل فى بيروت مطلع يناير الماضى. ويعد جبارين أحد الأسرى البارزين المحررين فى صفقة الجندى جلعاد شاليط عام 2011 إلى جانب يحيى السنوار زعيم الحركة فى غزة، إضافة إلى كونه أحد مؤسسى كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس.

«الشروق» حاورت جبارين عبر الهاتف للوقوف على موقف الحركة من الأحداث التى تشهدها الضفة، ومصير مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، وملف الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وإمكانية التوصل لاتفاق وشيك يعطل اجتياح رفح.

وإلى نص الحوار:

● تتجه الأنظار حاليا إلى الضفة الغربية فى ظل هجمات المستوطنين المتصاعدة، ونشاط المقاومة هناك.. فهل من الممكن أن تكون الضفة على موعد مع انتفاضة جديدة؟

- الضفة الغربية تعيش حالة انتفاضة حقيقية منذ معركة «سيف القدس» عام 2021، و هجمات المستوطنين المتصاعدة والدموية هى ضمن أجندة تيار الصهيونية الدينية الذى يسيطر على المستوطنات فى الضفة الغربية، وهذا التيار يضع على جدول أعماله حسم الصراع فى الضفة الغربية، عبر السيطرة على أكثر من 60% من مساحتها وضمها بصورة رسمية للكيان وإبقاء الفلسطينيين ضمن مجاميع سكانية بإدارات محلية لحين توفر الظروف والتخلص منه، فما يقوم به المستوطنون هجمات منظمة ضد البلدات والقرى الفلسطينية برعاية كاملة من الجيش، ويسعى المستوطنون للضغط على القرى الفلسطينية فى الأطراف من أجل دفع سكانها للهجرة، ومحاولة تفريغ نطاقات جغرافية كاملة فى الضفة، مثلما يحصل فى الأغوار وفى منطقة جنوب غرب نابلس القريبة من مستوطنة يتسهار، بالإضافة لمناطق شرق نابلس المطلة على الأغوار فى إطار بناء حزام أمنى عازل بين القرى الفلسطينية ومستوطنات الأغوار.

لذلك المقاومة فى الضفة ليست فقط خيارا بل واجبا بكل المستويات الوطنية والدينية، كما أن ما تقوم به المقاومة فى الضفة الغربية هو ردة فعل طبيعية على عدوان وصل حد القتل وحرق قرى فلسطينية مثل حوارة ودوما والمغير، و«الحبل على الجرار» فى ظل تغول المستوطنين وحماية الجيش.

● يتساءل البعض عن عدم تحرك فلسطينيى الداخل (الخط الأخضر) حتى الآن بمستوى تصعيد واسع.. فكيف ترى ذلك؟

ــ المكون الفلسطينى فى غزة كان تاريخيا جزءا من حالة النضال الفلسطينى التى ثبتت الهوية الوطنية وتحملت تباعات بقاء الفلسطينيين فى أرضهم ضد مشاريع التهجير والاستئصال والترانسفير، ولذلك كل المكونات الفلسطينية اليوم بما فيها الداخل يجب أن يكون لها دور يرتقى لمستوى الحدث الإجرامى الذى تقوم دولة الاحتلال وجيشها النازى، والتى تضع فى أولوياتها تمزيق الوجود الفلسطينى داخل فلسطين التاريخية، وجعله مجرد أناس يبحثون عن لقمة العيش، وانتظار الفرصة المناسبة لدفعه نحو الترانسفير.

ومشروع يهودية الدولة الذى أقره التيار اليمين القومى ويستهدف بالدرجة الأولى فلسطينيى الـ48 وجعلهم لا مكان لهم فى أرضهم وبيوتهم، وعمليات هدم البيوت التى كانت تقوم بها حكومة الاحتلال قبل معركة سيف القدس هى من أجل تفريغ المدن العربية المختلطة لجعلها يهودية خالصة، هذا المشروع توقف بسبب معركة سيف القدس ومقاومة غزة، ولذلك غزة وأهلها ومقاومتها لهم دين فى رقاب كل الفلسطينيين، وعلى كل الفلسطينيين أن يتوحدوا فى مساندة غزة ودعم أهلها بكل ما يملكون.

● تحدثت تقارير أمريكية وعبرية مؤخرا عن عمليات إيرانية واسعة لتهريب السلاح إلى المقاومة داخل الضفة الغربية.. كيف تقيِّم تلك التقارير.. ومن أين يأتى سلاح المقاومة فى الضفة؟

ــ أولا: الغالبية العظمى من سلاح المقاومة فى الضفة هو من معسكرات الجيش الإسرائيلى، والعدو يعرف أن سلاح المقاومة فى الضفة له مصادر متنوعة لكن غالبيتها محلية، ومحاولة تضخيم عمليات التهريب الإيرانى هى محاولة لاستغلال حالة الاصطفافات الإقليمية للتحريض على المقاومة فى الضفة وأن أهدافها غير فلسطينية ومرتبطة بأجندة خارجية، فنحن نريد الدعم من كل العالم من أجل مواجهة هذا العدو الذى يملك الطيران والدبابات والقنابل النووية، وهل أصبح محاولة إيصال بندقية للفلسطينى ليدافع عن نفسه جريمة؟!!.

نحن نتوجه بالتحية لكل من يدعم المقاومة الفلسطينية سواء كانت إيران أو غيرها من مكونات الأمة فهذا واجبهم الدينى والأخلاقى والأخوى، ونتمنى أن يكون لجميع الدول العربية دور فى إسناد المقاومة ودعمها، فالشعب الفلسطينى جزء أصيل من الشعب العربى والمفترض أنه يقع ضمن نطاق استراتيجيات الأمن القومى العربى.

اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية

● هل المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار تسرى أيضا على الوضع فى الضفة الغربية أم أن هناك فصلا؟

ــ فى الوقت الراهن هناك قضيتان رئيسيتان فى المفاوضات، وقف الحرب على غزة، وصفقة تبادل الأسرى، فى الطروحات السياسية المتقدمة والتى نسأل عنها بشكل دائم حول الرؤية السياسية للحالة الفلسطينية بعد الحرب، فإنه نؤكد على موقفنا أنه من حق الشعب الفلسطينى تقرير المصير، واختيار قيادته بصورة حرة ونزيهة وتوحيد مؤسساته السياسية، ويقع هذا الموقف فى صلب الأولويات الوطنية الفلسطينية، فى ذات الوقت نرفض الدور الأمريكى فى فرض وصاية على خيارات الشعب الفلسطينى.

موقفنا السياسى يدعمه طيف واسع من دول العالم بما فيها دول غربية، التى باتت تؤمن أنه من حق شعبنا الحصول على دولة فلسطينية كاملة السيادة وحق شعبنا فى اختيار قيادته، وعدم ترك الدولة الفلسطينية للنوايا «الإسرائيلية» أو إخضاع اختيار القيادة الفلسطينية لاشتراط القبول بالعدو.

والشعب الفلسطينى هو صاحب الحق الوحيد فى اختيار قيادته والتى ستحدد أولوياته السياسية والتى قطعا ليس من ضمنها الاعتراف بالعدو المجرم النازى الذى ارتكب مذبحة مليئة بالإجرام والسادية والعنصرية فى غزة، ولذلك المنطق الأمريكى بمنع الدولة الفلسطينية لاعتبارات أمنية بدولة الاحتلال هو منطق لا يقل فاشية عن موقف الصهيونية الدينية التى تقوم بالقتل من أجل أساطير وخرافات عنصرية وسادية، فكيف تربط الإدارة الأمريكية حقوق شعب مظلوم ذبيح جريح بالاعتراف بقاتله؟.

● بحكم معرفتك بالمجتمع الإسرائيلى هل تعتقد أن حل الدولتين أو الاعتراف الإسرائيلى بدولة على حدود الرابع من يونيو 1967 أمر قابل للتنفيذ ؟

ــ رفض الدولة الفلسطينية وحرمان شعبنا من حقوقه يوجد عليه شبه إجماع فى الحلبة السياسية الصهيونية، آخر تصويت كان فى الكنيست على موضوع الدولة الفلسطينية صوت 99 عضو كنيست ضد إقامة دولة فلسطينية وإذا استثنينا 10 نواب كنيست عرب من أعضاء الكنيست، فإن ما تبقى من النواب اليهود هو 10 ما زالوا يتحدثون عن حل الدولتين يعنى أقل من 10% من المجتمع الصهيونى يمكن أن يقبلوا بحل الدولتين.

هذا التحدى يُطرح أمام الإدارة الأمريكية التى أوهمت العالم بأنه يوجد عملية سلام لأجل إيجاد دولة فلسطينية، لتتفضل تلك الإدارة وتقول أين ستقوم الدولة الفلسطينية فى المريخ مثلا، ولذلك على الطرف الفلسطينى الرسمى أن يملك الشجاعة لاتخاذ القرار والتخلص من «حقنة تخدير» التى تمنحها الإدارة الأمريكية بشكل دائم، عندما تنفرد الولايات المتحدة بين جميع دول العالم وتعطل قرار قيام الدولة الفلسطينية فماذا يعنى ذلك، كيف يوجد سياسى فلسطينى يمكن أن يثق فى نوايا الإدارة الأمريكية أو خطابها؟!.

الضفة الغربية هى فى قلب الصراع لأهميتها الاستراتيجية ولطبيعة الصراع الإيديولوجى مع التيار الذى يؤمن أنها كانت مركز ما يسمى بدولة «يهودا والسامرة»، وعليه فإن المواجهة فى الضفة تتحول لمواجهة مصيرية فى الدفاع عن الوجود الفلسطينى، وعلى الجانب السياسى الفلسطينى الرسمى «السلطة» أن يقرر موقفه مما يدور فى الساحة الفلسطينية خاصة بعد الموقف الأمريكى الذى انكشف على حقيقته ودون مواربة، وامتلاك الشجاعة لرفض الوثوق بالوعود الأمريكية مرة أخرى، والعودة لبناء استراتيجية وطنية تنتمى لتاريخ شعوب العالم فى التحرير، واليوم معركة طوفان الأقصى هى حدث تاريخى مؤسس يمكن البناء على نتائجه من أجل الضغط على العالم للاعتراف بحقوق شعبنا.

● قلت سابقا إن الاحتلال فعّل ويُفعل بروتوكول هنيبال مع أسراه المتواجدين فى غزة هل من شواهد واضحة بشأن هذا؟

ــ المعطيات التى بين أيدينا تؤكد أن هناك قرارا من المستوى السياسى بقتل الأسرى الإسرائيليين بتواطؤ من الجيش، نحن نعرف أن نتنياهو لا يريد دفع الثمن ولذلك يسعى لقتلهم وإطالة أمد الحرب من أجل التخلص منهم وعدم دفع ثمن الإفراج عنه. بالإضافة الى أن الجيش متواطئ بشكل كامل مع نتنياهو فى قتل الأسرى، هناك 70 قتيلا من أسرى العدو، هل هناك جيش وهو يبحث عن رهائنه يقتل 70 منهم فى غارات جوية تشرف عليها منظومة الاستخبارات فى جيش العدو جهازا «الشاباك» و«أمان».

العدو اعترف بأنه قام بقتل أسراه وأخفى أسباب القتل عن عائلاتهم، كما أنه ادعى دفن بعضهم ليكتشف أهاليهم أنه لم يتم دفنهم، بالإضافة لاعتراف قادة الجيش بأنهم وافقوا على قصف السيارات التى كانت تتحرك من مستوطنات الغلاف باتجاه غزة وقتل من فيها سواء كانوا عناصر من المقاومة أو أسرى، يضاف لذلك أن العدو قصف العديد من أماكن تواجد الأسرى بشكل متكرر، الأمر الذى خلق شبه يقين لدينا أن الجيش يبحث عن أسراه من أجل قتلهم.

● هل ما زالت فكرة تبييض السجون قائمة أم أن متغيرات عملية التفاوض دفعت لتعديلها فى ظل مراوغة الاحتلال وحكومته؟

ــ هدف تبييض السجون سيظل متجذرا فى شعبنا الفلسطينى، لأن هذا الشعب يحافظ على عهده لأسرى الحرية، فهؤلاء الطليعة النضالية يستحقون منا كل الوفاء، وندفع الضريبة من أجل حريتهم عن طيب خاطر، ستتحدد مسارات الصفقة بعد الاتفاق على مفاتيحها.

إذا بقى الأسرى فى السجون فستظل «معركة حرية الأسرى» مفتوحة بين الاحتلال وشعبنا، وإذا كان العدو ومعه العالم يدرك درس معركة طوفان الأقصى فعليه أن ينهى ملف الأسرى الفلسطينيين، فهذه المعركة بدأت دوافعها من داخل السجون والظلم الواقع على أسرانا، والهجمة الفاشية النازية التى قام بها بن غفير على الأسرى.

● هل من الممكن أن تقبل حماس بإبعاد قادتها مثل السنوار والضيف من غزة مقابل إنهاء الحرب أو إتمام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى؟

ــ هذه الطروحات واهية يحاول العدو طرحها من أجل القول إن حماس ترفض المفاوضات ووقف الحرب، ثم لماذا يحق للعدو فرض شروطه على شعبنا بتواطؤ من الولايات المتحدة الأمريكية، من يقود المقاومة لا يفكر فى الاستسلام، وقادة الحركة فى غزة بما فيهم الأخ أبو إبراهيم حفظه الله والأخ أبو خالد الضيف هما طلاب حرية ويدافعان عن كرامة وحقوق الشعب الفلسطينى، وهما بين أبناء شعبهما وفوق أرضهما يعيشون كرماء أو يرحلوا شهداء.

 ● هل هناك مدى زمنى يمكن بموجبه أن تعلق حماس والمقاومة التفاوض مع الاحتلال حال واصل المراوغة خاصة وأن نتنياهو يوظف هذا الملف صعودا وهبوطا بما يخدم مصالحه وأهدافه داخليا؟

ــ أولا: لا يمكن القول أن هناك مفاوضات جادة، هناك شىء أقرب للمراسلات ومحاولات من الوسطاء خاصة الإخوة المصريين والقطريين لإيجاد مقاربات هدفها الأساس وقف الحرب على شعبنا، نحن نتجاوب مع كل الجهود التى تضع وقف العدوان ضمن شروط أى صفقة، لكن الجميع لمس حجم الكذب والخداع الذى يمارسه العدو الصهيونى فى ملف التفاوض، وحالة الارتباك والانقسام الموجودة فى داخل كيان العدو، خاصة أن صاحب القرار «نتنياهو» غير معنى بالأسرى أو المفاوضات وهو منشغل بكيفية النجاة من المأزق السياسى الذى يعيشه، ووصل به الحد أن يهاجم برنامجا تلفزيونيا تحدث عن المفاوضات وكشف حجم الخلافات الداخلية الصهيونية فى الملف، لذلك الجميع مدرك أن نتنياهو عقبة حقيقية فى وجه الصفقة، وهو يريد بقاء الحرب من أجل بقائه فى منصبه، ويبذل كل الجهود من أجل استمرارها وفى هذا الإطار لا يريد الأسرى ويسعى للتخلص منهم لكى لا يضطر لدفع ثمن من أجلهم، ولاحقا يؤثر ذلك على مستقبله السياسى فى احتمالية سقوط الحكومة الحالية بسبب الخلاف على صفقة التبادل.

تبادل الأسرى

● ما الذى وصلت إليه جولة المفاوضات الأخيرة التى استضافتها القاهرة؟

ــ مرة أخرى يدرك الجميع وبما فيهم الإخوة المصريون الذين قادوا مفاوضات صفقة شاليط، أن العدو وخاصة نتنياهو غير جادين فى المفاوضات، وأن نتنياهو يرسل الوفود من أجل تهدئة الشارع «الإسرائيلى» خاصة أهالى الأسرى، لكن على أرض الواقع لعبة نتنياهو تقع فى إدارة الملف وليس حله، لذلك لم تتراكم أى مؤشرات إيجابية إضافية لدى الوسطاء بما فيهم الغربيون أن هناك أى إضافة نوعية حدثت فى ملف التبادل أو وقف الحرب، ما يتم فى المفاوضات هو مبادرات من الوسطاء، ومن باب تقديرنا لدور الإخوة الوسطاء فإننا نستجيب لجهودهم فى الحراكات التى نقوم بها بين الدوحة والقاهرة، لكن دون جواب واضح عن القضايا الأساسية للمفاوضات وهى وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة وعودة النازحين والإعمار فإن المفاوضات ستظل فى مكانها حتى وإن تمت لقاءات.

● هل من الوارد أن تشهد الوساطة الحالية انضمام أطراف جدد مثل تركيا على سبيل المثال؟

ــ الحركة ليس لديها ممانعة تجاه أى طرف سياسى على ذات القواعد الأساسية، والإخوة الأتراك هم على تواصل دائم مع الإخوة القطريين والمصريين وهم يحددون شكل ونوع تدخلهم، لكن نحن فى حركة حماس قبول عقد صفقة مرتبط بقبول وقف الحرب، ومعالجة تداعياتها وتشمل الانسحاب من غزة، وعودة النازحين والإعمار وفك الحصار.

الطيران الإسرائيلى تعمد قصف المباني المدنية فى غزة

● عقب عملية جيش الاحتلال فى مستشفى الشفاء قال وزير الدفاع يوآف جالانت إنهم وجهوا ضربات قاصمة أربكت المستويات القيادية فى الحركة ويروج نتنياهو أنهم عزلوا قيادة حماس فى غزة عن الخارج بشأن التواصل المتعلق باتخاذ القرارات فما مدى صحة ذلك؟

ــ العدو يعلن كيفما يشاء، لكن الحقيقة أنه لا يوجد عزل لقيادة حماس، ومستشفى الشفاء عاد له العدو من أجل ترميم صورته التى اهتزت فى عمليته الأولى على المجمع الطبى، بعد أن انفضح كذبه حول وجود مقرات عسكرية فى أسفله، لذلك بقى للعدو «ثأر دعائى» مع المستشفى، وحاول ترويج كم كبير من الشائعات حول ما جرى فى الشفاء، لكن ما قام به هو جريمة حرب مكتملة الأركان بقتل الناس وحرق المستشفى وتدميره وتنفيذ إعدامات فى ساحة المستشفى ومنع المرضى من الحصول على العلاج، أكثر من ذلك العدو عطل عمل لجنة تحقيق دولية كانت تريد تقصى الحقائق فى مستشفى الشفاء ونفذ تحركات عسكرية فى اتجاه المستشفى مما اضطر اللجنة الدولية للانسحاب تحت ضغط التهديد العسكرى الصهيونى، وهنا السؤال ما الهدف من منع لجنة دولية من التحقيق، الجواب بالتأكيد هو منع كشف الحقائق والجريمة التى حصلت فى أروقة المستشفى وداخل ساحاته.

● لا صوت يعلو الآن على عزم الاحتلال شن عملية عسكرية واسعة فى رفح.. هل من الممكن أن تعطل المفاوضات تلك الخطوة أم أن نتنياهو كان يكسب وقت طوال الفترة الماضية للوصول لتلك النقطة؟

ــ هناك تداعيات سياسية فى عملية رفح أكبر من قضية التبادل، لا سيما أن العدو عليه أن يجيب على عدة أمور مرافقة لعملية رفح، هل سيتجاوز اتفاقية كامب ديفيد والتى حددت نوع وعدد القوات التى يمكنها التواجد على عمق 4 كيلو من الحدود المصرية، التداعيات الإنسانية مع إغلاق أهم معابر تجارية تدخل المساعدات الإنسانية لأهل غزة، حجم الشهداء والجرحى الذى سيكون فى العملية فى ظل نية العدو تحريك مليون ونصف مليون إنسان بالنار، نية إعلان نتنياهو الحكم العسكرى لقطاع غزة استجابة لمطالب التيار الصهيونى الدينى الذى يهدد بإسقاط الحكومة، وهنا يمارس نتنياهو الخداع بأنه سيقوم بعملية محدودة فى رفح لا تؤثر على الواقع السياسى فى قطاع، وأن أدعو جميع الأطراف ذات العلاقة بعملية رفح عدم الوثوق فى وعود نتنياهو، فلقبه داخل كيان العدو «كذاب بن كذاب».

● شاركت بكل جولات التفاوض.. فهل كان الموقف الأمريكى رافضا لمبدأ اجتياح رفح أم أنه كان معترضا فقط على الخطط والتوقيت ولا يعارض العملية نفسها؟

ــ باطن الموقف الأمريكى لا يزال يحمل الانحياز التام للعدو الصهيونى، وهو ذات الموقف الذى يقول أن قتل أكثر من 30 ألف طفل وامرأة يأتى فى إطار الدفاع عن النفس، لا يوجد أحد فى العالم يشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية فى ذات الموقف، لذلك الإدارة الأمريكية حاولت تحسين موقفها بعد اعتراض الكثير من دول العالم على موقفها وتعطيلها للمؤسسات الدولية حتى حلفائها الغربيين رفضوا المنطق الأمريكى ومواصلة دعم كيان العدو بالقنابل التى تزن أطنانا من أجل استهداف المدنيين، فهذه الأسلحة مخصصة لاستهداف الجيوش والتحصينات، فأين الجيوش والتحصينات فى غزة، لذلك أمريكا شريك كامل فى كل ما سيحصل فى رفح، وهى بالمناسبة شريكة فيما يحصل حاليا فهى أعادت تعبئة مخازن السلاح لكيان العدو خاصة القنابل ذات الأوزان الثقيلة من طراز MK والتى شاهدها الجميع وهى تسقط على المبانى المتهالكة فى غزة مجددا.

● هل هناك خطط لدى مكونات محور المقاومة بالتصعيد العسكرى لمستويات أعلى حال أقدم الاحتلال على اجتياح رفح؟

ــ لدى محور المقاومة استراتيجية عمل فى إسناد جبهة غزة، وسيكون هناك ما سيقوله فى كل مرحلة من المراحل، ويجب أن يكون هناك موقف من جميع الدول العربية والإسلامية وليس الإخوة فى محور المقاومة فقط، مسألة إبادة الشعب الفلسطينى بهذه الطريقة، والاستباحة التى يقوم بها كيان العدو بصورة مفتوحة أمام شاشات التلفزة يجب أن تتوقف، ويجب أن يكون لجميع الدول العربية والإسلامية موقف من المذبحة التى تدور فى غزة.

● كيف تقيِّمون الدور المصرى فى الأزمة حتى الآن وما هو مستوى التنسيق بين الحركة والقاهرة؟

ــ لدينا تنسيق عالى المستوى مع الإخوة المصريين، وهم يواصلون جهودهم فى إطار دعم غزة إنسانيا، كما أن الإخوة المصريين هم جزء أساسى من المفاوضات حول ملف الأسرى ووقف إطلاق النار، نحن سنظل ننتظر من كل الدول العربية موقفا أكثر حزما تجاه العدوان على شعبنا، ونعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بضغوط على دول المنطقة من أجل منعها من التدخل فى وقف الحرب، لكن فى هذه المذبحة التى فى غزة تراق دم الشعب العربى الفلسطينى صاحب أطول مظلومية فى العالم وهو ينتظر من إخوانه وأشقائه العرب والمسلمين أن يكون دورهم متقدما ومواجهة الضغوط السياسية والضغط على المنظومة الدولية من أجل وقف الحرب.

● كيف تقيِّمون فى حركة حماس «طوفان الأقصى» بعد مرور ستة أشهر وهل أنجزت الأهداف التى جاءت من أجلها؟ 

ــ طوفان الأقصى معركة خالدة بدوافعها ونبيلة فى أهدافها، شعبنا الفلسطينى المظلوم الذى يعيش تحت الاحتلال وقهره وظلمه سواء فى غزة التى ظلت محاصرة عشرات السنوات وفى الضفة حيث الاستيطان والقتل وعربدة المستوطنين يستحق الحرية وقيام دولته، نحن طلاب حرية لأرضنا ولشعبنا ولأسرانا، وما فعله بن غفير ضد الأسرى فى السجون لم يكن ليتم السكوت عليه، وعلى العدو أن يفهم أنه زرع ثأر هذه المعركة فى قلوب أجيال قادمة، وأن استمراره فى فاشيته ووحشيته ونازيته فى القتل دون حسيب أو رقيب مستغلا الدعم الأمريكى سيأتى يوم وينقلب عليه وبالا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك