بعد فترة طويلة من التوقف والعودة والقيل والقال، خرج فيلم المصلحة للمخرجة ساندرا نشأت إلى النور، الفيلم الذى يقوم ببطولته اثنان من أهم نجوم الشباك فى مصر أحمد السقا وأحمد عز صاحبه كلام كثير حول دور صناعه فى تبييض وجه جهاز الشرطة
من خلال إظهار بطله أحمد السقا ــ الذى وصله خطاب شكر من الداخلية على مجهوداته ــ أفراد الوحدات الخاصة والأمن المركزى بصورة الملائكة حتى إن البعض ذهب إلى أن الداخلية شاركت فى إنتاج الفيلم وهى معلومة لا أعرف حقيقتها على وجه الدقة وإحقاقا للحق، أعترف أننى ذهبت إلى دار العرض لمشاهدة الفيلم بهذه الافكار المسبقة
وكدت أتربص لأسرة الفيلم رغم أنى لا أمانع فى أن يقوم أحد بتبييض وجه أى فصيل، وهو حق مشروع للجميع، لكنى وللحقيقة لم أجد ذلك فى الفيلم حتى مع بداية الفيلم التى شهدت صلاة جماعية بين أفراد كتيبة شرطة فى طريقها لحصار وإحباط عدد من مهربى المخدرات! وهو مشهد ربما يدفعك إلى فكرة «التبييض» دفعا لكنى مررت عليه
ولم يستوقفنى كما لم يستوقفنى روح الدعابة بين أفراد هذا الفريق ولا روح المودة والعائلة التى ظهرت بين قادته وبين أفراده، كلها أشياء يمكن أن تندرج تحت بند المجاملات الطبيعية خاصة إذا عرفنا أن جهاز الشرطة ساهم بمجهوداته وبتسهيله لأمور كثيرة فى إخراج هذا الفيلم للنور، لكن الحقيقة ومع سير الأحداث التى كتبها المنتج والمؤلف وائل عبدالله استوقفنى شىء مهم، وهو السبب الذى جعل أبطال الفيلم يوافقون عليه، فنظريا يوافق الممثل على بطولة عمل ما إذا أعجبه «الورق»
ونحن فى فيلم المصلحة لم نرى ورقا، يمكن أن يوافق عليه السقا وعز أو يمكن أن يغرى مخرجة فى حجم ساندرا نشأت لأن تقدم على مثل هذا عمل ــ المصلحة هو أقل أعمالها نضجا ــ فالحقيقة أن الأحداث التى صاغها المؤلف المنتج وائل عبدالله، وإن كانت مستمدة بالفعل من أحداث حقيقية تشعر وأنت تشاهدها أنك شاهدتها من قبل فى سيل من الأفلام المصرية التى كانت المطاردات بين الشرطة والخارجين عن القانون محورها، أحداث لا جديد فيها ولا إثارة ولا أى شىء
وربما هذا ما دفع أبطال الفيلم لأن يرفعوا شعار مصلحتك أولا فبدى، وكأن السقا وعز يلعبان بمفردهما ولصالحهما فقط فقد أدركا منذ البداية أن الهدف الأساسى من لقائهما هو شباك التذاكر فعمل كل منهما لهذا الغرض، وأضافا له هدفا ذاتيا، وهو أن يخرج كل منهما منتصرا فى الفيلم فلعب كل منهما لنفسه وليس للفيلم، فكانت النتيجة للأسف خسارة الجميع فى مباراة نمطية مكررة لا طعم فيها ولا رائحة.
المصلحة فيلم خارج كل التوقعات وليس فى مصلحة أحد حتى بطلاته من النجمات، وعلى رأسهن الأكثر خبرة حنان ترك وزينة وكندة علوش أعتقد أن حرصهن على الاشتراك معا فى عمل كان أكثر من حرصهن على قراءة السيناريو فلا يعقل ان تقبل حنان مثل هذا الدور، ولا يمكن أن تتوقع زينة أن مشاهدها الفاترة فى الفيلم سوف تضيف لها، الحقيقة أن فيلم المصلحة فى مجمله تجربة قصدت دور العرض وعينيها على شباك تذاكره فهل تنجح فى ذلك؟ أشك.