الشروق في فرز «الخلفاء الراشدين».. ساعات من التوتر تحسم مستقبل الوطن - بوابة الشروق
الثلاثاء 22 يوليه 2025 11:00 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

مندوب شفيق: المؤشرات الأولية تنشر الفلول على الثوار

الشروق في فرز «الخلفاء الراشدين».. ساعات من التوتر تحسم مستقبل الوطن

أحد القضاة يغلق الصندوق بالقفل الرقمي بعد امتلائه بالبطاقات    تصوير-روجيه أنيس
أحد القضاة يغلق الصندوق بالقفل الرقمي بعد امتلائه بالبطاقات تصوير-روجيه أنيس
ندى الخولي
نشر في: الجمعة 25 مايو 2012 - 4:05 م | آخر تحديث: الجمعة 25 مايو 2012 - 4:05 م

أغلقت بوابة المدرسة على من بداخلها من ناخبين.. لا يتجاوز عددهم العشرات، وباقتراب الساعة من التاسعة، كانت اللجان الأربعة بمدرسة الخلفاء الراشدين بالخليفة المأمون بمصر الجديدة تخلوا إلا من القضاة ومعاونيهم، ووكلاء ومندوبي المرشحين الرئاسيين، وحوالي 4 صحفيين من صحف مستقلة، بعدما كانت تزدحم بالمئات منذ ساعات قليلة.

 

هنا لجان 15 و16 و17 و18، كل لجنة تحتوي على 3 صناديق، كل صندوق يحمل بشرى أو أمل أو إحباط أو احتمالات لأي من نواب المرشحين ووكلائهم، وللجميع على السواء، إنهم بصدد استقبال المؤشرات الأولية لنتيجة أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير.

 

وقضت "الشروق" ساعات الفرز التي امتدت من التاسعة وحتى الثانية بعد منتصف الليل، مع مندوبة حملة أبو الفتوح، داليا غنيمة، طبيبة بشرية في الأربعينات من العمر تتميز بالهدوء، وشاب في العشرينات ذو مظهر "كاجوال"، مندوب عن حملة حمدين صباحي، وكان الأكثر توترا بين الجميع، وحضر رجل يرتدي بدلة رسمية، يشبه كثيرا أبو الفتوح، وللوهلة الأولى حسبه الجميع ابنه أو أخوه، حتى نفى قرابته به، وانضم بدوره للمنتظرين، فيما حضر مندوب المرشح الرئاسي أحمد شفيق بعد الواحدة من منتصف الليل، يضحك ويتفاخر بالمؤشرات الأولية التي تنصر "الفلول على الثوار" كما قال مازحا.

 

بدأت كل لجنة من اللجان الأربعة الفرز، على طريقة القاضي الخاصة، فلجنة 15، فضل قاضيها فرز صندوق بصندوق، وإعلان نتيجة كل صندوق على حدة بعد مراجعته مراجعة دقيقة والتشاور مع مندوبي المرشحين حول كيفية احتساب الأصوات الباطلة، وكانت هي اللجنة الأخيرة التي أعلنت نتيجتها.

 

باقي اللجان 16، و17، و18، فضل قضاتها فرز جميع الصناديق مرة واحدة، من خلال تفريغها من محتواها تماما، وتجميع أصوات الناخبين في رزم ورقية، ثم تقسيم تلك الرزم إلى رزم أصغر حسب أصوات المرشحين، ثم العد والمراجعة وإعلان النتائج.

 

وخارج اللجنة، كانت أعمدة دخان السجائر تتصاعد لتملأ الأجواء بمزيد من القلق والتوتر، وشارك في الحديث أفراد الجيش والشرطة، المسئولون عن تأمين اللجان. تبادل الجميع أطراف الحديث عن إن "مصر الجديدة مش مقياس، بالتالي ماحدش يتصدم من نتيجة الفرز هنا"، وعن المرشحين وبرامجهم الانتخابية وقربهم من تحقيق نسبة تصويت عالية تؤهلهم للإعادة، وعن محطات الثورة والعلاقة بين الجيش والشعب، وعن سيناريوهات المرحلة المقبلة.

 

ينقطع الحديث خارج اللجان كلما أعلنت لجنة عن انتهاء فرز صندوق أو مرشح، فيتوجه الجميع على شباك اللجنة المطل على فناء المدرسة الذي ينتظر به الجميع، وتصغي الآذان جيدا، ويراجع الجميع الأرقام والنتائج للتأكد من دقتها، وفي بعض الأحيان، كان حديث خافت يدور بين مندوبي المرشحين داخل اللجان وخارجها، حتى يلتفت القاضي للحديث الدائر على الشباك، فيبتسم ويقول "وبعدين.. عاوزين نركز".

 

مواقع التفاعل الاجتماعي "تويتر وفيس بوك" لعبت دوراً هاما في إلهام الجميع بنسب التصويت تارة، ولعبت بأعصابهم تارة أخرى مع تضارب الأرقام والمؤشرات.

 

ومنذ إعلان نتيجة الصندوق الأول، كانت النتائج تشير إلى تقدم شفيق وحمدين ثم يتبادل المرشحان موسى وأبو الفتوح على المركزين الثالث والرابع، ويأتي في آخر الترتيب مرسي وباقي المرشحين.

 

دقت الثانية بعد منتصف الليل، وكان قاضي اللجنة 15، قد أعلن نتيجة فرز آخر صندوق في المدرسة، فجلس الجميع على "دكك" المدرسة في فنائها، وجمعوا الأصوات النهائية، وعلى الفور دارت الاتصالات الهاتفية لإعلانها، أو إرسالها.

 

وبمودة شديدة وغيرة على مستقبل الوطن، سلم الجميع على بعضهم البعض وشكروا القضاة، وتمنى مندوبو ووكلاء المرشحين التوفيق للجميع، بعدما شمع القضاة الأصوات والأحراز، لتصل لمثواها الأخير، في مقر اللجنة العليا للانتخابات، حيث تتحول لمجرد أرقام تحسم مصير الوطن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك