رحب إسلاميون من مختلف أنحاء العالم بفوز محمد مرسي بأول انتخابات حرة نزيهة في مصر، واعتبروه نصرًا لقضيتهم، بينما اتسمت ردود أفعال الدول الغربية ودول الخليج وإسرائيل بالحذر والقلق من أجندته السياسية.
وحظي فوز مرشح حركة الإخوان المسلمين على القائد السابق لسلاح الطيران الفريق أحمد شفيق باهتمام كبير من غزة وإلى الخليج، واعتبر على نطاق واسع حدثًا تاريخيًا له نتائج بعيدة المدى تتجاوز حدود مصر.
وقال فوزي برهوم- المتحدث باسم حركة حماس في غزة، إن الشعب المصري لم ينتخب رئيسًا لمصر فقط ولكن للأمتين العربية والإسلامية أيضًا.. وتأمل حماس أن ينهي مرسي تعاون القاهرة مع إسرائيل في فرض حصار على غزة".
ورغم محاولات إسرائيل الحثيثة لإضعاف حماس فإنها أعربت هي الأخرى عن احترامها لفوز مرسي والعملية الديمقراطية، وحثت الحكومة الجديدة في القاهرة على الحفاظ على اتفاقية السلام التي حافظ عليها الرئيس المخلوع حسني مبارك طوال 33 عامًا.
وبالنظر لانتصار مرسي في إطار انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت برؤساء تونس وليبيا واليمن ومصر أيضًا، قال إسلاميون إنهم يرون فوز مرسي دليلاً على أن ثورتهم على مسارها الصحيح.
وقال محمد القحطاني- المؤسس المشارك لجمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية، التي تدافع عن القيم الديمقراطية، في تعليق على موقع (تويتر) "إن فوز مرسي يمثل انتصارًا للثورات العربية".
ورحبت الولايات المتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لمصر بنتيجة الانتخابات الرئاسية، ولكنها أكدت على أنها تتوقع من مرسي أن يعمل على ضمان الاستقرار، وألا ينحرف نحو المغالاة.
وقال جاي كارني- المتحدث باسم البيت الأبيض -في بيان- "نعتقد أن من المهم للرئيس المنتخب مرسي أن يتخذ خطوات في هذا الوقت التاريخي للنهوض بالوحدة الوطنية، بالتواصل مع كل الأطراف والقوى في مشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة".
ودعا المتحدث الزعيم الجديد إلى "ضمان أن تبقى مصر دعامة للسلام والأمن والاستقرار الإقليمي".
وأثنت إيران التي تفتخر بقيمها الإسلامية على من وصفتهم شهداء الثورة (المصرية) وقالت "إنهم المسؤولون عن توجيه البلاد لرؤية رائعة للديمقراطية".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية "حركة الشعب المصري الثورية في مراحلها النهائية للصحوة الإسلامية، وعصر جديد من التغيير في الشرق الأوسط".
ولم يصدر أي تعليق على النتائج من حكومة المملكة العربية السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وتتسم العلاقات بين الحكومة السعودية والإخوان المسلمين بالسوء نظرًا لأن العديد من المسؤولين في السعودية يتهمون الإخوان بدعم مطالب تدعو لتغيير سياسي في المملكة.
لكن محللين قالوا إن "على السعودية العمل مع الرئيس المصري الجديد".
وقال الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، الذي له علاقات بالأسرة الحاكمة في السعودية، إنه يعتقد أن السعوديين سيكونون عمليين جدًا بشأن فوز مرسي. وقال إنه "بمرور الوقف سيكتشفون مصالح مشتركة في الاقتصاد والسياسة وفي التعامل مع إيران".
وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إن "الانتخابات تمثل حدثًا مهمًا في التحول الديمقراطي لمصر"، وإنها تأمل في أن يكون الرئيس الجديد ممثلاً للتنوع في مصر.
وفي بيان كرر بشكل كبير ما ورد في بيانات صدرت عن دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بفوز مرسي، وحثه على بناء الجسور والحفاظ على حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة والأقليات الدينية.