لكونه مرشح «الثورة»، الذى فاز على آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك، الفريق أحمد شفيق، ليصبح أول رئيس «مدنى» منتخب فى تاريخ مصر منذ ستين عاما، هيمن مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسى، على وسائل الإعلام الغربية والعربية فور إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
وتحت عنوان «مرشح الإخوان المسلمين أول رئيس لمصر بعد مبارك»، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن إعلان فوز مرسى جاء بعد أيام من التوتر خشية وقوع مصادمات فى حالة عدم إعلان فوز مرشح الجماعة بالرئاسة.
أما وكالة رويترز فعنونت بـ«محمد مرسى الفائز برئاسة مصر»، مضيفة أن مرسى بعد أن كان سجينا إسلاميا فى عهد الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، الذى أصبح سجينا، تمكن من الفوز برئاسة مصر أكبر دولة عربية، ليكسر هيمنة «العسكر» على الرئاسة.
ورأت أن المؤسسة الحاكمة، التى يقودها المجلس العسكرى، لم تكن ترغب فيما يبدو فى السماح للإخوان المسلمين بالحصول على سلطة كاملة، وأن مرسى يقدم نفسه كمدافع عن الثورة، التى تردد الإخوان، الذين تعرضوا للقمع على مدى عقود، فى الانضمام إليها فى البداية. وشددة على أن أن «الإخوان يواجهون تحدى تحقيق المصالحة الوطنية» بعد أن فازوا بالرئاسة.
فيما أبرزت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى تعهد مرسى بالحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ونقلت عن المحلل فى مجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، إيليا زروان أن «مرسى سيواجه تحديا كبير للإمساك بمقاليد الدولة، وربما محاولات لإحباط مبادرته من قبل مؤسسات مهمة».
أما صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فرأت على موقعها أن «فوز مرسى يدخل علاقات إسرائيل مع مصر فى مرحلة من الأزمات»، مشيرة إلى تصريحاته خلال الحملة الانتخابية حول تحرير مدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلى.
بينما اعتبرت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية أن «نتائج انتخابات الرئاسة مثلت إنجازا فارقا للإسلاميين، الذين خرجوا من عقود من الاضطهاد ليحصلوا على منصب بدا غير ممكن الفوز به فى مصر بعد إسقاط مبارك».
ومضت قائلة إنه «على الإخوان المسلمين الآن أن يقرروا كم من الجهد سيبذلون لاستعادة السلطات الكاملة لمنصب الرئيس، فمرسى سيحصل فى المستقبل القريب جدا على سلطة على جهاز الشرطة (...) وسيترأس مجلس الدفاع الوطنى، ولكن قرارات هذا المجلس ستأخذ بأغلبية أصوات المجلس، الذى يتكون من 16 عضوا، بينهم 11 جنرالا».
وفى قطاع غزة المجاور، الذى تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم يختلف المشهد عن ميدان التحرير، حيث اندفع آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع للاحتفال بفوز مرسى. وأشاد القيادى البارز فى الحركة، محمود الزهار، بهذا الفوز، معتبرا إياه «لحظة تاريخية وفاتحة لعهد تاريخى جديد فى مصر».
كما هنأ رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، القيادى فى حماس، إسماعيل هنية، مرسى بفوزه. وقال المتحدث باسم الحكومة، طاهر النونو، إن هنية «هاتف الدكتور مرسى وهنأه بفوزه بمنصب رئاسة مصر كأول رئيس مصرى بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير». وتابع هنية فى مكالمته الهاتفية: «كلنا أمل أن يحقق فوز مرسى الأمن والاستقرار للشعب المصرى الشقيق».
وفى إيران، قالت صحيفة طهران تايمز على موقعها الإلكترونى إنه «رغم فوز مرسى برئاسة مصر، فإن المجلس العسكرى الذى سيسلم السلطة التنفيذية لأول رئيس منتخب نهاية الشهر الحالى، مازال الأقوى فى الساحة السياسية المصرية».