• بدأ شهرته بـ«تيتو» مع السقا ورحل قبل مشاهدة «الجزيرة 2»

•  كان يشعر بأنه لن يستمر طويلًا وسيصل للنهاية سريعًا

في صيف 2004 كانت بداية نبض نجومية الفنان خالد صالح عندما قال جملته الشهيرة في فيلم «تيتو»، أمام الفنان أحمد السقا، «أنا بابا يالا»، وفي صيف 2014 توقف نبض النجومية إلى الأبد، بعد جراحة قلب مفتوح لم يحتملها قلب صالح فتوقف عن النبض.

وبين بداية نبض النجومية وتوقفه مشوار سار فيه صالح بسرعة فائقة، وكأنه يدرك أنه لن يستمر فيه طويلا، وسيصل خط النهاية سريعا، مكتفيًا بعشر سنوات فقط من نبض النجومية.

الفنان خالد صالح، الذي توفي أمس الخميس، عن عمر يناهز 50 عامًا، بعد ساعات قليلة من خضوعه لعملية «قلب مفتوح» بمركز الدكتور مجدي يعقوب لجراحة القلب في أسوان، كان قد عانى من تدهور حالته الصحية ما تطلب خضوعه للجراحة التي انتهت بوفاته.

كان خالد صالح قد تعرض لآلام حادة في منطقة الصدر أثناء تصوير مسلسله الأخير «حلاوة الروح»، الذي عرض في موسم رمضان 2014، ومكث لعدة أيام في مركز الدكتور مجدي يعقوب، ليحدد طبيعة المشكلة، وسر شعوره بالألم، والذي أكد له ضرورة إجراء الجراحة، ولكنه قرر إجراء العملية بعد انتهاء التصوير واستمتاعه بإجازة قصيرة برفقة أسرته، لم يكن يعلم أنها الأخيرة.

وسبق أن خضع صالح في 2004 لعملية قلب مفتوح وذلك بعد انتهائه من تقديم دوره في فيلم «تيتو» مع أحمد السقا وإخراج طارق العريان.

ولد الراحل في القاهرة عام 1964، وبدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة ومثل في مسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان هذا في الوقت الذي كان يمارس فيه أعماله التجارية الخاصة.

تفرغ تمامًا للتمثيل في عام 2000 وهو في سن السادسة والثلاثين ولمع نجمه سريعًا وبرع في أداء الأدوار المعقدة وأدوار الشر.

ومن أهم أعماله السينمائية التي كتبت شهادة ميلاد نجوميته «تيتو» العام 2004، وأيضًا عرض له في رمضان 2007 مسلسل «سلطان الغرام» وفي رمضان 2008 «بعد الفراق» وهما بطولة مطلقة له وأيضًا في صيف 2007 فيلم «أحلام حقيقية».

ومثل خالد صالح ساحة خصبة للنقاد من حيث تباين آرائهم، حيث دفعته الأدوار الكبيرة التي لعبها في المسلسلات الرمضانية إلى الواجهة وجعلت منه أحد الشخصيات الأساسية في فترة رمضان التي تمثل الموسم الأساسي للأعمال الدرامية.

ويعتبر خالد صالح أحد أهم فناني الجيل الحالي، وامتدادًا لجيل العمالقة من الممثلين المصريين الذين برعوا في أداء الأدوار المعقدة مثل زكي رستم ومحمود المليجي، ويصف الكثيرون أداءه بالصدق وعدم الافتعال، مما أدى لشعبيته الواسعة اليى تمتد عبر الوطن العربي.

ومن أشهر أفلامه (هي فوضى، الحرامي والعبيط، ثمن دستة أشرار، الريس عمر حرب، حين ميسرة، ملاكي إسكندرية).

المثير في الأمر أن الفنان خالد صالح حاول جاهدًا، على مدار شهر كامل، أن يخفي تعرضه لبعض المتاعب الصحية التي دخل على أثرها إلى مركز لأمراض القلب، حيث اكتشف الأطباء ضرورة خضوعه لعملية القلب المفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب، ولكن وسائل الإعلام قامت بنشر هذا الخبر.

وحينها قال الفنان سامح الصريطي، وكيل نقابة الممثلين، إن خالد صالح أخبر قبل شهر الفنان منير مكرم، عضو مجلس النقابة، أنه يتعرض لمتاعب صحية سيقوم على أثرها بإجراء جراحة القلب المفتوح، ولكنه لم يكن حدد الموعد الخاص بالجراحة.

وأشار عضو مجلس النقابة إلى أنه حاول خلال الأيام الماضية (قبل نحو ثلاثة أشهر) التواصل مع خالد صالح، إلا أن الأخير لم يجب على اتصالاته والرسالة النصية التي قام بإرسالها له، مفسرًا الأمر بكون خالد صالح يفضل البقاء بعيدًا خلال هذه الفترة حتى إجراء الجراحة.

وكان صالح قد ظهر في مسلسل «حلاوة روح»، الذي لم تعرضه أي قناة مصرية، وحصلت عليه عدة قنوات عربية في شهر رمضان الماضي، وهو فاقد للكثير من وزنه، ولم يعرف إن كان لهذا علاقة بالمتاعب التي ألمت به، أم أن الدور الذي كان يلعبه في المسلسل حتم عليه فقدان هذه الكيلوجرامات.

رحيل خالد صالح جاء قبل أن يرى أحدث أفلامه الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» إلى جانب أحمد السقا وخالد الصاوي، والمقرر أن يعرض في موسم عيد الأضحى المقبل، وهو التعاون الرابع بين السقا وصالح بعد أفلام «تيتو»، «ابن القنصل»، «حرب أطاليا».