بالصور والفيديو.. كيف كان الاحتفال بعيد ميلاد «الرئيس المؤمن»؟ - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 5:46 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالصور والفيديو.. كيف كان الاحتفال بعيد ميلاد «الرئيس المؤمن»؟

آلاء سعد
نشر في: الخميس 25 ديسمبر 2014 - 1:45 م | آخر تحديث: الخميس 25 ديسمبر 2014 - 4:04 م

25 ديسمبر.. اليومٌ ربما لا تجد له مناسبة مميزة الآن في 2014، ولكن مهلًا؛ إن كانت بحوذتك الآن آلة التنقل عبر الأزمنة وتحركت بها لسنوات (1970 إلى 1981) ستجد الكثير من الدهشة في هذا التاريخ، لكونه يومَ ميلاد محمد أنور السادات رئيس الجمهورية آنذاك، والذي لم يتكاسل أبدًا عن الاحتفال بعيد ميلاده.

بوابة الشروق فتّشت في دفاتر ومذكرات السبعينات لتخبرك كيف كان يحتفل السادات بعيد ميلاده!

ميت أبو الكوم.. ما أدراك ما "ميت أبو الكوم"!

إن كنت من سُكان المنوفية أثناء حكم السادات فإنك بالطبع من المحظوظين، وإن كنت من سكان قرية "ميت أبو الكوم" مسقط رأس السادات فأنت بلا شك الأكثر حظًا على أرض المعمورة.

كانت من الطقوس الدائمة للسادات في عيد ميلاده، أن يذهب للاحتفال في مسقط رأسه، ودائمًا ما كان يفتتح الحفل بالهدية إلى القرية، فتارة تجده يسلم وحدات سكنية إلى أهل القرية على دُفعات سنوية في يوم مولده، ضمن المشروع الذي أسنده إلى شركة المقاولين العرب "عثمان أحمد عثمان"، وتارة تجده يضع حجر الأساس لمشروعات الأمن الغذائي، وذلك بالطبع فضًلا عن حفل القرآن برعاية إذاعة القرآن الكريم، والحديث الدائم إلى التليفزيون مع الإعلامية "همت مصطفى" من قلب القرية، والذي ستجده دائمًا في التاسعة والربع مساءً في أيام 25 ديسمبر.

ولا يُمكن الآن ألا يُذكر "محمد عبد الحليم" الصحفي دائم التردد على الصفحة الثالثة في جريدة الأهرام في أيام عيد ميلاد السادات، وتقريره الدائم عن تفاصيل يومه بقريته فمثلًا ستجد تقريره عام 1977 بعنوان "حديث الذكريات مع أهل ميت أبو الكوم في يوم ميلاد ابنها بطل الحرب والسلام" .. ويفتتحه قائلًا "اليوم 25 ديسمبر عيد ميلاد بطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات وبالرغم من المسؤوليات الجثام الملقاة على عاتقه لم يتواني عن قضاء عيد ميلاده مع أهل قريته"

شاهد: مقاطع نادرة من زيارة السادات لـ"ميت أبو الكوم" في عيد ميلاده عام 1978

التاسعة و 15 دقيقة!

امنعوا الكلام في حضرة التليفزيون والراديو .. حان موعد اللقاء السنوي مع الرئيس بمناسبة "عيد ميلاده"، كان هذا أحد الطقوس الدائمة في النصف الثاني من حكم السادات، فبعد أن كان يوم مولده يمر مرور الكرام في السنوات الأولى وحتى حرب 1973، لم تكن أيام 25 ديسمبر لتمر بقسم "الإذاعة والتليفزيون" بجريده الأهرام الرسمية إلا حين تقول "الليلة لقاء مع الرئيس في الساعة 9:15 بمناسبة عيد ميلاده!".

وكانت همت مُصطفى، رئيسة التليفزيون آنذاك، هي مُتعهدة اللقاء السنوي، وكان يُصوّر ويُسجل في قرية "ميت أبو الكوم"

شاهد جزء من أحد لقاءات السادات مع همت مصطفى في عيد ميلاده

اضغط هنا لقراءة نص اللقاءات التليفزيونية مع السادات بمناسبة عيد ميلاده

موسم تمجيد «الرئيس المؤمن»

"الرئيس المؤمن" هو ما لا كان يروجه إعلام السادات ورسائل الدولة ومواقفها السياسية أثناء جلوس السادات على كرسي الرئاسة، وربما لعب الحظ دوره في خلق فرصة مناسبة للحديث عن إيمانيات السادات والأقدار التي اختارت له يوم ميلاده.

المثير للدهشة في الأمر أن الترويج لـ"الرئيس المؤمن" كان منطلقًا من خلفيته الإسلامية، فلن تتعجب حين ترى خبر احتفال إذاعة القرآن الكريم بجريده الأهرام قائلة أنها اليوم 25 ديسمبر 1978 ستقيم سهرة قرآنية احتفالًا بميلاد الرئيس المؤمن. ولكن الأعجب أن الترويج لـ"الرئيس المؤمن" ينطلق من مناسبة مسيحية خالصة، لتزامن ميلاده مع ميلاد السيد المسيح.

مثلًا لا حصرًا؛ يفرد الكاتب الصحفي حافظ محمد مقالًا طويًا بالأهرام عام 1973 يتحدث عن العلامات القدرية لآيات الله في السادات، حسب وصفه فيقول إن الله اختار له يوم ميلاده بوم ميلاد السيد المسيح الذي يحتفل به مئات الملايين في العالم الغربي وإنه ابن محمد أفندي السادات المعروف بالورع الذي أورثه لابنه، ولم ينس التطرق لعام مولده الذي كان 1918 في هدنة الحرب العالمية الأولى بعد أربع سنوات من الحرب وفي عام الاستعداد لثورة 1919 المصرية.

1974 كانت هناك فرصة أيضًا للترويج لـ"إيمان الرئيس" حيث تزامن عيد الأضحى ليأتِ عنوان جريدة الجمهورية الرئيسي "الرئيس يصلي العيد في سيناء" ولا عجب أيضًا في نشر برقيات التهنئة بعيد الميلاد المجيد وعيد ميلاد السادات!

لازال هناك ما سيثير فضولك، كرسالة بعنوان "عيد الميلاد المجيد" كتبها اسطفانوس الأول، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثويك وكاردينال الكنيسة الإنجيلية، بجريدة الأهرام عام 1977 بالتزامن مع لقاء السادات وبيجن بالإسماعيلية الذي استغرق 3 ساعات، دمج فيها بين الحديث عن سلام السيد المسيح في يوم مولده أولًا لينطلق منه إلى مديح مسار السادات قائلا "لا تعجبوا إذا ركننا أمام الله وودعت وتخشعت قلوبنا وارتفعت نفوسنا بالرجاء ثقة في قرار رئيسنا وقائدنا السادات الذي ذهب إلى القدس يخاطب بالحكمة والمنطق العقول والقلوب ويؤكد للعالم أجمع أننا دعاة أمان وصناع سلام نزرع الخير والحب.

وتابع قائًلًا "بارك الله قراركم الشجاع أيها الرئيس المحبوب وأيد خطتكم وحقق أمانيكم فسيروا على بركه االله الذي شاء أن يجعل ذكرى ميلادكم يقع في ذكرى ميلاد السيد لمسيح له المجد الذي أكد قائلا طوبى لصانعي السلام"

أترغب في المزيد؟

توفيق الحكيم .. يوسف السباعي

الأول كان يومًا ما على خلاف مع السادات، والآخر كان وزير الثقافة في عهده، لذا فالأول استعان بفرصة "عيد ميلاد الرئيس" لإعادة المياه إلى مجاريها، والثاني بعث برسالة حب بهذه المناسبة على صفحات الأهرام. التي اعتادت أن تفرد ما يقرب من نصف الجريدة لتغطية احتفال الرئيس في أيام ميلاده.

يوسف السباعي 1977 – الأهرام

كل سنة وإنت طيب.. طيب بكل ما تحملة الكلمة من معنى ولأنك طيب فإن الله معك في كل ما تهفو إليه وما تقدم عليه لقد قلت في بداية مسيرتك في أول مايو 1971 إن علينا أن نجعل من هذه الهزيمة نقطة انطلاق لنا ودولتنا الجديدة.
وبإيمان عميق بالله وثقة كبيرة في قواتنا المسلحة مرت الهزيمة وحققت من النصر ما يشبه المعجزات وانتهت أكذوبة التفوق الإسرائيلي وقبضة اليد العليا الممتدة بالتهديد والتخويف والإنذار واستطاعت بحرب أكتوبر المجيدة أن تقف على أرض صلبة لتنطلق إلى أفق أرحب نحو السلام والبناء والرخاء.

كان الله في عونك فحققت النصر لأنك مؤمن وشجاع وحازم وحاسم ولأنك طيب.. فإن الله معك ومعنا هدانا وإياك إلى طريق السلام.

كل سنة وأنت طيب على درب العافية والنجاح ومصر طيبة على دروب البناء والرخاء والعرب طيبون على أرض الحب والود والعالم كله طيب.

توفيق الحكيم

 

على طريقة "يٌنعي ولده ويُصلّح ساعات"!

يوم بهذه الضجة بالتأكيد فرصة مناسبة للدعاية والإعلان عن محال ومصانع وماركات تجارية، فإن عُدت إلى صُحف السبعينات ستجد الكثير من التسلية والمُتعة بمطالعتك الإعلانات المقترنة بـ"كل سنة وإنت طيب يا ريّس!".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك