الزمان: أواخر عام 2010
المكان: قصر الأمير محمد على بالمنيل.
الحدث: احتفالية ضخمة للإعلان عن إعادة افتتاح متحف الفن الإسلامى بعد إغلاقه لسبع سنوات، «2003 ــ2010»، وسط حالة انبهار الحضور بالعرض التقديمى والفيلم الذى أذيع عليهم، حول أكبر متحف للآثار الإسلامية فى العالم.
بعد سنوات، من هذه الاحتفالية، تتوقف عربة فى ميدان باب الخلق، ببساطة غير متوقعة، لتنفجر بعد ثلاث دقائق من وقوفها، مستهدفة مبنى مديرية أمن القاهرة الواقع أمام المتحف التاريخى، ليطول الانفجار مبنى المتحف، الذى يضم، أيضا، دار الكتب والوثائق القومية «الكتبخانة»، وتدمر قرابة مائة سنة من الحضارة «الإسلامية»، عبر مقتنيات المتحف والدار، بالإضافة إلى المبانى التاريخية.
قبل هذا التاريخ بأكثر من مائة عام، وتحديدا فى 1869، كانت المحاولة الأولى لإنشاء متحف للآثار الإسلامية، بعدما لاحظ المهتمون من مثقفى أوروبا ومصر أن هناك اهتماما ملحوظا بالآثار المصرية القديمة والفن الفرعونى، مع وجود إهمال ملحوظ بفنون الحضارة الإسلامية، خصوصا بعد نشر كتاب «وصف مصر» الذى كان من نتائجه أن قدم إلى مصر كثيرا من علماء الآثار المبهورين بالآثار الإسلامية، وشاهدوا وكتبوا عن آثار القاهرة الإسلامية منذ الثلث الأول من القرن الـ19. وبحسب أحد الكتب المهمة الصادرة عن المجلس الأعلى للآثار فى 2010، بعنوان «من ذاكرة متحف الفن الإسلامى»، نشأ فى باريس، 1880، جماعة «محبى الفن الإسلامى» ووفد آلاف السياح إلى مصر، وكان من بينهم مغامرون ولصوص نهبوا الكثير من التحف الإسلامية والعناصر المعمارية، وباعوها إلى متاحف أوروبا.
استأنف المهتمون، من مثقفى أوروبا ضغوطهم، إلى أن أصدر الخديو توفيق أمرا إلى ناظر الاوقاف، بإنشاء متحف للآثار العربية، ليعمل المهندس النمساوى «يوليوس فرانز»، رئيس القسم الفنى بنظارة الأوقاف، على إنشاء المتحف بصحن جامع الحاكم بأمر الله، بجوار باب الفتوح، على أن تُكون لجنة حفظ الآثار العربية، تتلخص وظيفتها فى الإشراف على إدارة المتحف الجديد. 1902، يكتمل بناء المتحف، ويخصص الطابق الثانى منه لمقر الكتب الخديوية، لينتقل مقر المتحف قبل انتهاء العام نفسه إلى المقر الجديد بميدان باب الخلق، بعد اكتشاف ضيق مساحة المقر الأول قياسا بكم المقتنيات التى تم ترميمها وعرضها به.
فى ذلك الوقت، كانت ملامح الدولة العثمانية قد اتضحت معماريا، حيث أنشئت السكك الحديدية المصرية، أول سكة حديد فى أفريقيا، وبدأت دار «السك» المصرية فى عملها بقلعة صلاح الدين، وتم إصدار الجنيه المصرى والتعامل به رسميا، مع إنشاء مكاتب بريدية لبعض الدول الأجنبية بمصر.
2003، أغلق المتحف أبوابه استعدادا لعملية ترميم كبرى، تشمل المبانى والديكورات الداخلية، بالإضافة إلى ترميم المقتنيات التى تضاعفت عبر سنواته التى تجاوزت المائة، مع علاج مقتنيات المتحف الأثرية بجميع موادها وعصورها من خلال خطط سنوية يجرى فيها اختيار التحف الأثرية التى تحتاج إلى ترميم، قبل افتتاحه مرة أخرى للجمهور فى 2010، بعدما تجلت فيه مهارات الأثريين المصريين، الذين عكفوا طوال السنوات السبع على عمليات الترميم الداخلية والخارجية، ليرى الجميع أكبر متحف للفن الإسلامى فى العالم.