لا تزال المصالح الفرنسية مهددة فى الدول الإفريقية رغم تدخلها العسكرى الأخير فى مالى لصد الجماعات الإسلامية المتشددة وضبط الأوضاع، إذ جاء الهجوم الإرهابى مؤخرا على ثكنات عسكرية فرنسية وموقع للتنقيب عن اليورانيوم بالنيجر، بمثابة تهديد كبير لكنز باريس الإستراتيجى فى القارة «اليورانيوم»، حسبما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية.
الصحيفة قالت، إن الشركات الفرنسية العاملة فى النيجر وعلى رأسها شركة «إريفا» تعتبر هذا البلد «محافظة يورانيوم رئيسية» تعتمد عليها المولدات الكهربائية فى فرنسا والقائمة على المفاعلات النووية التى تنتج ما يزيد عن 75% من الكهرباء، مشيرة إلى أن حقول اليورانيوم بالنيجر تمد فرنسا بأكثر من ثلث احتياجاتها.
وهو ما توافقت معه صحيفة ليبراسيون أمس، مشيرة إلى أن «النيجر بلد استراتيجى، وإن الشركات الفرنسية تستغل مناجم اليورانيوم فيه منذ خمسة عقود، وأن أية محاولات لتهديد استقرار الأوضاع ونشر الفوضى، فإن باريس تعتبرها خطا أحمر».
وتتابع الصحيفة، أنه بالإضافة الى أهمية النيجر على صعيد اليورانيوم، فهناك تمركز واسع لقواعد عسكرية فرنسية، كما فى جمهورية أفريقيا الوسطى، الواقعتين فى قلب القارة السمراء، تكسبان باريس قوة من حيث سرعة الانتشار فى أماكن الاضطراب بالقارة لحماية مصالحها.
وتضيف الصحيفة، لدى شركة إريفا الفرنسية رخصة لاستغلال منجم «إيمورارن» لليورانيوم الذى يعتبر ثانى أكبر منجم من نوعه فى العالم والأكبر إفريقيا بالنيجر.
وعلى صعيد متصل، قتلت أمس الأول قوات خاصة مشتركة فرنسية ونيجيرية آخر اثنين من الإسلاميين الذين شاركوا فى هجومين على القاعدة العسكرية ومنجم اليورانيوم الخميس الماضى، فى هجمات اعلن العقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن فى منشأة إن أميناس الجزائرية مختار بلمختار فى يناير الماضى مسئوليته عنهما.
وقال مختار بلمختار القيادى البارز فى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى فى بيان أمس الأول إن كتيبته التى تعرف باسم الملثمين قامت بهجومين بالتعاون مع حركة التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا ردا على دور النيجر فى الحرب التى قادتها فرنسا على الإسلاميين فى مالى. وكان الهجومان قد أسفرا عن قتل 24 جنديا ومدنيا واحدا وألحقا أضرارا ببعض المعدات فى منجم سومير التابع لشركة أريفا الفرنسية للطاقة فى بلدة أرليت النائية.