المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ أحد الذين صنعوا موسم الدراما الرمضانية بما قدمه من مسلسلات تمثل علامات بارزة فى تاريخ الدراما المصرية مثل ليالى الحلمية، والوسية، وجمهورية زفتى، والعائلة، والمصراوية وغيرها، يعود عبدالحافظ للمنافسة فى سباق رمضان هذا العام من خلال مسلسل جديد يحمل اسم «ابن ليل».
يشارك فى بطولته مجدى كامل وأحمد بدير ونهال عنبر ويوسف شعبان ومحمد وفيق والتونسية فريال يوسف وأحمد راتب ومحمد عبدالحافظ وفتوح أحمد، ويراهن فى هذا العمل على سحر الاجواء الصعيدية التى يعود لها بعد مسلسله «حدائق الشيطان» الذى عرض فى 2006، حيث تدور أحداث المسلسل بين مدينتى قنا ونجع حمادى حول مفاهيم وتقاليد راسخة فى قلب المجتمع الصعيدى، كذلك يراهن عبدالحافظ على التفاصيل التى ترصدها كاميراته بكل عناية دون النظر لعامل الزمن الذى داهم كثيرا من الأعمال وجعلها تستغنى عن بعض المشاهد التى ربما يكون لغيابها تأثير على جودة العمل الفنى.

وفى حديثه معنا أكد إسماعيل عبدالحافظ أنه استمر فى تصوير المسلسل حتى الأسبوع الأول من رمضان، وقد يصل العمل فى الأستوديوهات لنهاية العشر الأوائل، وقال: «ما يعنينى فى الأمر هو تقديم عمل جيد، يرضينى فنيا ويرضى عنه الجمهور الذى ينتظر منا مستوى معينا، وعندما أقدم على عمل، لا يشغلنى إن كان سيعرض فى رمضان أم خارجه، ينصب همى على تقديم عمل جيد، ولكن طالما اتخذت الجهة المنتجة قرار العرض فى رمضان فنحن سنواصل العمل خلال الشهر الكريم حتى ننتهى من المسلسل».
● سألته: هل كانت المشاكل هى سبب تعطيل تصوير المسلسل؟
أجاب: لا يوجد عمل فنى أيا كان إلا وتوجد فيه مشاكل، و«ابن ليل» كأى عمل تعرض لبعض المشاكل العابرة والتى قمنا بحلها ببساطة وبالحكمة والتراضى والمحبة سارت الامور إلى أن انتهينا من حوالى 20 ساعة تصويرا، وما تبقى لا يتجاوز بضع ساعات وهى مشاهد بين بطلى العمل مجدى كامل وأحمد بدير وسيتم تصويرها داخل الحى الريفى بمدينة الانتاج الإعلامى، والحقيقة أن معظم العاملين فى المسلسل يعملون حبا فى العمل ولديهم رغبة حقيقية فى تقديم عمل جيد.
● تردد أنك قمت بإلغاء رحلات تصوير فى صعيد مصر لأسباب مادية فما حقيقة هذا؟
بالفعل كان هناك نية لتصوير بعض المشاهد الخارجية فى الصعيد حيث الأجواء الحقيقية التى تدور فيها أحداث المسلسل، ولكن المناخ العام والظروف الأمنية جعلتنا نعيد النظر فى اختيار أماكن التصوير، واستعضنا عنها بمواقع ريفية قريبة اختصارا للوقت والنفقات، واحب أن أشير هنا إلى أن البيئة الريفية فى مصر متقاربة جدا وهناك تشابه كبير من حيث الشكل، وأن عدم السفر للصعيد لن يؤثر على المسلسل فى شىء، لأننا لم نقم بحذف المشاهد ولكننا صورناها فى أماكن أخرى.
● رمضان هذا العام يعتمد على نجوم ممن يعرفون بالسوبر ستار، فأين تضع مسلسلك بين مسلسلات هؤلاء النجوم؟
بالفعل أسماء النجوم هذا العام حاجة «تخض»، ولكن رغم هذا أشك فى أن كل المسلسلات ستكون على مستوى أسماء النجوم وأعتقد أن السطحية ستكون هى الغالبة على دراما 2012 حيث تم تنفيذ الكثير من الأعمال على عجل، والأعمال الجيدة ستكون قليلة جدا، لا تتجاوز 5 أعمال، ونحن فى مسلسل «ابن ليل» نراهن على القيمة والموضوع الذى تم صياغته بعناية شديدة، وفريق العمل الذى جاء فيه كل ممثل بالدور المناسب له تماما، وشعرت أثناء التصوير بأن كل فنان متعايش تماما مع الشخصية التى يلعبها، فضلا عن أننى مقتنع بأن الأدوار هى التى تختار أصحابها، وجميع الاختيارات فى ابن ليل جاءت مناسبة، وأستطيع أن أقول بأن المسلسل فيه كل العناصر اللازمة لتقديم مسلسل جيد.
● تقدم الدراما هذا العام أكثر من مسلسل تدور أحداثه فى صعيد مصر فهل هذا نوع من مغازلة الجمهور بنوعية محببة من الاعمال الفنية؟
صعيد مصر منطقة ثرية جدا والدراما نهلت منها الكثير، ورغم ذلك مازالت هناك مناطق كثيرة يمكن التعامل معها، والأخذ منها وعنها، ولكن كى يصل العمل للناس يجب أن يتمتع بقدر كبير من الصدق والعمق، وعلى المبدعين أن يجتهدوا ويغوصوا فى هذا المجتمع لاستخراج الجواهر الكامنة فيه، وفى ابن ليل ترتبط الأحداث بالمفاهيم السائدة فى هذا المجتمع المتمسك بتقاليده، وعاداته، بحيث تكون أكثر مصداقية مما لو وقعت نفس الأحداث فى أى مكان آخر، ومن هنا كان اختيار الصعيد الجوانى خلفية للأحداث فكرة موفقة جدا.
● تعاملت مع كبار الكتاب أمثال أسامة أنور عكاشة ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن، فما الذى جذبك للعمل مع مؤلف جديد؟
الموضوع الذى طرحه المؤلف طارق بركات يحمل قدرا كبيرا من الدراما، فضلا عن أن الأحداث تدور فى مجتمع ريفى صعيدى، بما يحمله هذا المجتمع من سحر خاص، وتقاليد وافكار تثرى الدراما، فعندما يكون بطل العمل «حامد» مجدى كامل شخص مجهول النسب فى مجتمع يعتز بالأنساب والأصول، فهذا يفجر مواقف درامية شديدة التأثير، كذلك شعور «حامد» بالتميز وتمكنه من تعليم نفسه بنفسه رغم اعتراض أهل القرية على مواصلة تعليمه ورغم تسخير العمدة له بالعمل فى زريبة المواشى، وإلصاق التهم به لأنه الشخص الوحيد الذى لا عزوة له فى القرية، وأيضا قصة الحب الصامتة التى يعيشها مع «عزة» فريال يوسف ابنة «عرفة» شيخ القرية، والتى تكون سبب تحول عنيف فى شخصيته، وتغير حاد فى مسار الأحداث، كل هذا تخرج منه دراما عميقة، تتناسب مع الجو الصعيدى الذى يغلف الاحداث.
● مما تم نشره عن المسلسل نجده يدور حول فكرة تناولتها الكثير من الأعمال التى قدمت شخصا يعود إلى قرية لينتقم من أهلها، فما هو الجديد فى تناول «ابن ليل»؟
فكرة الصراع بين الخير والشر هى فكرة تقوم عليها الدراما فى كثير من الأعمال، ويظل اختلاف التناول هو الذى يميز عمل عن آخر، وفى المسلسل تدور الأحداث فى الجنوب، حيث تكون الأحداث أكثر سخونة، وتكون فكرة الثأر والانتقام مناسبة لثقافة هذا المجتمع، ومن هنا يكون للجو الصعيدى فى المسلسل مبرر درامى مقنع.
● أغانى التترات فى أعمالك تمثل جزءا مهما من ذاكرة الدراما التليفزيونية، فماذا أعددت لابن ليل؟
هذا صحيح فأنا أحرص على مستوى معين لأغانى التترات، لأنها تكون واجهة العمل وصوتا مميزا لمسلسل يتتبعه الجمهور، فعندما يسمعه يعرف أن المسلسل قد بدأ، وقمنا أخيرا بتسجيل أغانى مسلسل «ابن ليل» وهى من أشعار سيد حجاب وألحان عمار الشريعى ويقدمها المطرب على الحجار.