مسئولو الآثار لـ«الشروق»: ليست يهودية والبعثة الألمانية بريئة من اتهامات نقش الحجر.. وقررنا إزالتها تجنبا لاستغلال الموقف سياسيا
كشف الدكتور محمود عفيفي، مدير عام قطاع الآثار المصرية، لـ«الشروق» عن كواليس خاصة بالكتلة الحجرية التي قيل إن بها نقشين لنجمة داوود اليهودية بمعبد أزير نسمتي، المنتمي للعصر الروماني، بجزيرة ألفتين بأسوان، والتي على إثرها تم تشكيل لجنة فنية من قبل وزارة الاثار لتقصي الحقائق حول ماهية ذلك النقش على الكتلة الحجرية، وهل هو بالفعل ينتمي ويرمز الى نجمة داوود اليهودية أم لا.
يقول مدير عام قطاع الآثار المصرية: «الحجر الذي تم التنقيب عنه يعد بالفعل أصلا من أصول المعبد فضلا عن أن النقش علي تلك الكتلة الحجرية هو قديم ولكن عندما لاحظ القائمين على وزارة الآثار الحديث المتصاعد وبقوة من قبل الإعلام عن هذا الحجر، والتأويل لعلاقته بنجمة داوود، قررنا نحن المسئولين في وزارة الأثار إزالته من المعبد لحين دراسة الأمر من خلال خبرائنا الفنيين بالوزارة وتجنبا لاستغلاله سياسيا".
وتابع عفيفي حديثه لـ«الشروق» «هذه ليست نجمة داوود بل هي نجمة سداسية كانت مستخدمة بأماكن متعلقة بالآثار الاسلامية وكانت مستغلة في عمل الزخارف الخاصة بالمساجد والمعالم الأثرية الإسلامية وهي تعود للقرن الخامس وقد اتخذت قرارا شخصيا بإزالة هذا الحجر حتى لا يتصاعد الهجوم في وسائل الإعلام ويتم التأويل بان الحجر لنجمة داوود فضلا عن استغلال الموقف من قبل اليهود بان لديهم تراثا اثريا بأحد المعابد المصرية ولذلك وضعنا كل هذه الأمور في الحسبان حتى نتجنب أي اغراض سياسية».
ونفى عفيفي الاتهامات الموجهة للبعثة الالمانية في أسوان بنقشها النجمة على الحجر: «هل من المعقول أن تأتي البعثة الالمانية لكي تنقش على حجر بمعبد فهذا الحديث غير منطقي فضلا عن أن البعثة الألمانية متخصصة في ترميم الحجر وهو موجود بالفعل قبل قدومهم، وجميع الصور التي تم التقاطها من المعبد تؤكد ان الحجر راسخ في مكانه الطبيعي»،
من جهة أخرى قال الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة بوزارة الآثار، إن "الجميع تسرع في معرفة هوية الحجر والقصة مشكوك في صحتها بخصوص انتماء النحت الحجري الى نجمة داوود التي يعتز بها اليهود والكشف عن حجر اثري لم يتم معاينته بدقة هو امر خاطئ ومثير للبلبلة».
وأوضح سنبل، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، «الجميع لم يتأكد من صحة المعلومة والنقش نفسه من المحتمل أن لا يكون له علاقة من الأساس بنجمة داوود أو أي شيء من هذا القبيل وجميع الأمور سوف تتضح من خلال اللجنة الفنية المشكلة من قبل وزارة الاثار ووقتها نستطيع ان نؤكد او ننفي كونها نجمة داوود أو لا».
تابع: «فيما يتعلق بالنجمة المنقوشة على الحجر هناك خلط في الأمور فهناك تطور تاريخي وعلمي للنجمة السداسية والسباعية فضلا عن قيام أي بعثات أجنبية بإبراز شيء من المعالم الاثرية كاكتشاف لغرض سياسي وربطه بمواضيع غاية في الحساسية بين الدول يجب ايقافها على الفور واتخاذ اجراءات صارمة معهم وبتوقف فورا عن التنقيب في تلك المنطقة».
وقال بسام الشماع أستاذ علم المصريات والباحث الأثري «لو تم إثبات أن النجمتين من ضمن الآثار القديمة فمن المنطقي أن تكونا نجمتي داوود السداسية، حيث كان هناك جالية أو مرتزقة من اليهود تعيش على جزيرة الفنتين كما ذكر وزير الاثار الجديد الدكتور خالد العناني».
وأوضح الشماع، لـ"الشروق: «من الممكن أن يكون للموضوع صلة بنجمة داوود او النجمة السداسية، ولكن في التوراة وفي العهد القديم لا يوجد ذكر لنجمة داوود كمعتقد ديني عند بني إسرائيل، والمفاجأة ان النجمة السداسية وجدت على منابر المسلمين وهو نوع من انواع الوحدات الزخرفية على شكل نجمة بستة نقاط ».