انضمت رناد الغز، البالغة من العمر 24 عامًا، من حي التفاح شمال شرق غزة، والحاصلة على دبلوم في الفندقة، حديثًا إلى فريق الضيافة في مطعم "السلام" الواقع على شاطئ البحر الغزاوي.
بدأت الشابة مشوارها هذا قبل ثلاثة أعوام بالعمل في الحفلات النسائية، قبل أن تقرر العمل نادلة في المطعم الشهير والمكتظ بالزبائن.
ولا تخفي رناد أن العوز والهواية معا دفعاها للعمل في هذه المهنة، التي لا تلقى قبولاً كبيراً في الشارع الغزي المحافظ. كذلك تعمل أسمهان نصر كنادلة في فندق الديرة الشهير الواقع على شاطئ البحر، منذ 4 أشهر.
ويحرص سمير سكيك مدير فندق الديرة على ظهور النادلات بغطاء الرأس ولباس مقبول "نريد مراعاة التقاليد والثقافة". ويقول سكيك، وهو مدير التطوير والتدريب في الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية، إنه ينفذ مشروعاً بدعم من الحكومة الألمانية لتطوير أداء المضيفين في قطاع السياحة في غزة بما في ذلك نادلات محترفات.
من جهتها، تؤكد غيداء الأمير من مؤسسة "جي أي زد" الألمانية أن دورة التدريب جزء من مشروع متكامل لتطوير السياحة، خصوصا في غزة و"نحن سعداء لوجود عنصر نسائي، وهذا كان شرطنا ومطلبنا منذ البداية". وترى أن عدد النساء حالياً "قليل" في هذا الحقل، لكن "نحن نؤمن بأن النساء لديهن قدرة كبيرة للعمل في قطاع السياحة رغم الاحتياجات في كل الأماكن".
ويركز تدريب المضيفات النادلات على تطوير قدراتهن وأدائهن من حيث أهمية المظهر والابتسامة وطريقة تقديم الخدمات والتعامل مع الزبائن "مع مراعاة دائمة للتقاليد السائدة".
على الرغم من الموقع الجغرافي المميز ووجود مناطق أثرية وتاريخية، فإن قطاع السياحة في قطاع غزة يعاني من خسائر فادحة، أدت إلى إغلاق عدد من الفنادق والمطاعم منذ تشديد إسرائيل الحصار منتصف 2006.
في المقابل، أكد مسؤول في حكومة حماس أن حكومته لا تمنع المرأة من العمل في كل المجالات، شرط التزامها بالقيم والأخلاق والتقاليد.
يذكر أن المرأة الغزاوية تعمل في قطاعات مختلفة، خصوصاً قطاعي التعليم والصحة، وفي شركات ومؤسسات خاصة، لكنها المرة الأولى التي تشاهد فيها نادلات في القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس الإسلامية منذ منتصف العام 2007.