• حرق 8 منازل بالقرية بعد شائعة علاقة آثمة بين مسلمة ومسيحى
• بيان كنسى يؤكد الاعتداء على العجوز والأهالى ينفون.. والأمن ينتشر فى محيط القرية ويضبط بعض المتهمين
• الضحية سعاد ثابت: بهدلونى وحرقوا البيت وخلعونى هدومى زى ما ولدتنى أمى
• الست المسلمة قالت فى القسم إن زوجها نظير بيشهر بيها وابنى أشرف مالوش علاقة بالموضوع
أعرب عدد من أهالى قرية الكرم بمركز أبو قرقاص بالمنيا، أمس، عن تخوفهم من تجدد الاشتباكات الطائفية التى شهدتها القرية الأسبوع الماضى، وأسفرت عن حرق 8 منازل لمسلمين وأقباط، بعد شائعة وجود علاقة عاطفية بين سيدة مسلمة وشاب مسيحى.
وعزز مخاوف أهل القرية البيان الصادر، أمس الأول، من الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، حول الأحداث حيث ذكر أن «الأحداث المؤسفة بدأت فى قرية (الكرم) بعد شائعة علاقة بين مسيحى ومسلمة، وتعرض المواطن أشرف عبده عطية، للتهديد وترك القرية، وحرر والده ووالدته محضرا بمركز الشرطة، قالا فيه إنهما تلقيا تهديدات من المتوقع أن تنفذ، وبالفعل خرجت مجموعة تقدر بثلاثمائة شخص فى الثامنة من مساء الجمعة 20 مايو 2016، حاملين أسلحة متنوعة، وتعدوا على سبعة منازل».
واعتبر محمود على، من أبناء «الكرم» أن ما ذكره بيان مكاريوس بقوله: «قام المتعدون بتجريد مسيحية مسنة من ثيابها، وشهروا بها أمام الجميع فى الشارع، حتى وصلت قوات الأمن وألقت القبضت على 6 أشخاص» ــ أشعل النيران من جديد، بعد الجهود التى بذلت لإجراء مصالحة بين الطرفين، وأن واقعة التعدى على مسنة مبالغ فيه، قائلا:«نحن فى القرية ولن نقبل ذلك».
وقال مواطن آخر طلب عدم ذكر اسمه، إن بيان المطرانية تأخر أسبوعا عن الأحداث، وأنه لم يقصد إذكاء الفتنة الطائفية كما ذكر البعض، موضحا أن ذكره واقعة تجريد سيدة مسنة من ملابسها أثار حفيظة الشباب الأقباط، وظنوا أن الأحداث تجددت، فعبروا عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وظن البعض أن الحدث جديد.
من جانبه طالب رضا عزت، ناشط قبطى، بتطبيق القانون على كل من أخطأ، مستنكرا التعدى على سيدة مسنة وتجريدها من ملابسها لو صحت الواقعة، مطالبا بوقف شريعة الغاب.
وقالت سعاد ثابت، 70 عاما، فى محضر الشرطة: «بهدلونى يا بيه حرقوا البيت ودخلوا جابونى من جوه، ورمونى قدام البيت وخلعونى هدومى يا بيه زى ما ولدتنى أمى مخلوش حاجة حتى ملابسى الداخلية وأنا بأصرخ وأبكى، وبعدين ربنا خلصنى من إيدهم، وناس خدونى جوه بيتهم أخدت جلبية قديمة ولبستها، ولما سألوا عليه مرة ثانية الناس اللى كنت عندهم أنكروا وجودى».
وحددت السيدة فى محضرها المتهمين بالتعدى عليها، وهم، نظير. أ، زوج السيدة المسلمة، ووالده، وشقيقه، وتابعت أنها ذهبت لقسم شرطة أبوقرقاص وحررت محضرا بالواقعة التى حدثت معها، وأضافت: «ابنى أشرف مالوش علاقة بالست المسلمة، وهى جات المركز وقالت إن زوجها نظير بيشهر بيها ورفعت قضية، وهو عمل كده علشان يطلقها، وابنى هرب خوفا من القتل، وهو برىء من هذه التهمة، واحنا اتبهدلنا وكل بيتنا اتحرق وجوزى ضربوه، وأنا لحد دلوقت مش قادرة أصلب جسمى بعد ما ضربونى».
وفى تصريحات صحفية، نفى العميد عبدالفتاح الشحات، رئيس مباحث مديرية المنيا، ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى بزعم قيام مجموعة من مسلمى قرية الكرم بتجريد قبطية من ملابسها والاعتداء عليها فى الشارع، وتجدد أعمال الشغب، مؤكدا أن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، ولا يعدو كونه «شائعة سخيفة».
وأضاف رئيس مباحث مديرية أمن المنيا، أن قرية الكرم شهدت قيام عائلة مسلمة منذ عدة أيام بالاعتداء على عائلة أخرى قبطية بسبب مشكلات الجيرة وسريان شائعة بالقرية تتعلق بالعرض قاموا خلالها بالاعتداء على عدد من منازل الطرف الثانى، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية وسيطرت على الأحداث وتم ضبط 5 من المتهمين وعددهم 23، تمت إحالتهم للنيابة العامة التى قررت حبسهم، وجار ملاحقة الباقين، مؤكدا أن ما جرى من أحداث هى جنائية فى المقام الأول وليست طائفية.
وأكمل العميد عبدالفتاح الشحات، أن هناك خدمة أمنية متمركزة بالقرية على أعلى مستوى أمنى والحياة تسير بشكل طبيعى، وأن المشكلة التى نشبت بالقرية هى خاصة بعائلتين فقط ولا علاقة لباقى عائلات القرية بها.
وأضاف مصدر أمنى بالمنيا، أن واقعة السيدة وتجريدها من ملابسها قديمة، وهى لم تتهم 300 كما جاء فى مواقع التواصل الاجتماعى، بل اتهمت زوج السيدة المشاع أن ابنها على علاقة بها، وشقيقه ووالده، وتم القبض عليهم وإحالتهم للنيابة العامة جهة التحقيق.
وقررت النيابة العامة تجديد حبس 5 متهمين بالأحداث 7 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بسرعة ضبط وإحضار باقى المتهمين فى الواقعة وعددهم 18.
كان اللواء رضا طبلية، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، قد تلقى اخطارا من اللواء محمود عفيفى، مدير ادارة البحث الجنائى بالمديرية بوقوع اشتباكات بين مسلمين وأقباط بقرية الكرم بأبوقرقاص، وعلى الفور انتقل العميد عبدالفتاح الشحات، رئيس مباحث المديرية إلى مكان الحادث لفحص البلاغ، حيث تبين وقوع اشتباكات طائفية بالقرية بسبب وجود علاقه عاطفية بين أشرف ــ د، 30 سنة، صاحب محل أدوات منزلية قبطية، وربه منزل مسلمه تدعى ن ــ ر، 32 سنة، مما أثار حفيظة زوجها وقام بتطليقها وتجمهر عدد من مسلمى القرية أمام منزل الشاب القبطى، وأحرقوا منزله و7 منازل أخرى بالقرية من بينها 3 منازل لمسلمين امتدت إليها النيران، ومخزن بلاستيك ملكا للأقباط.
وتبين إصابة عطيه عياد فرج، 58 سنة، ونجله عياد، 30 سنة، بكدمات وجروح، واعتدى المهاجمون على منزل والدة المتهم بإقامة العلاقة غير الشرعية، لولا تدخل العقلاء.
وبانتقال المقدم علاء جلال، رئيس مباحث أبوقرقاص، والرائد علاء الأمير، معاون المباحث، ألقى القبض على 5 متهمين وجار ضبط باقى المتهمين من مثيرى الشغب، وتم فرض كردون أمنى حول القرية، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامه التحقيقات.
وقال وليد مسامح، الأمين العام المساعد لحزب حراس الثورة بالمنيا، وعضو لجنة المصالحات إنه: «فى إطار النفخ الطائفى تأتى كل التصريحات والمقولات التى يطلقها دعاة الفتن من كل الأطراف، بغرض تعزيز فرص الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، والإنسان لايستطيع أن يدافع عن قناعاته بإثارة الفتن لأنه لا فائدة منها إلا المزيد من تأجيج الفتنة وشحن النفوس والعقول تجاه هذا الوطن».
وأضاف: «إننا نرفض وبشدة كل المقولات والتصريحات الطائفية، من أى جهة صدرت، ونعتبر أن دفع الأمور نحو الصدام بين أبناء الوطن، هو من أكبر الجرائم التى ترتكب بحق أبناء الشعب جميعا، وأن وطننا العزيز من أقصاه إلى أقصاه ليس مكسر عصا لأحد، لذلك نرفض وبشدة أى محاولة تستهدف تصدير بعض أشكال الفتن الطائفية، وعليه فإننا ندعو كل أبناء وطننا من مختلف مواقعهم الفكرية والاجتماعية، إلى الوقوف بحزم، ضد كل محاولات زرع الفتن الطائفية بين أبناء مجتمعنا وعدم التساهل مع كل أشكال إذكاء روح الانقسام فى وطننا».