لم تكتف الفنانة إلهام شاهين بإطلاق آراء سياسية «مثيرة للجدل كثيرا ما وضعتها فى قائمة «أعداء الثورة»، لكنها ترجمت تلك الآراء على شاشة رمضان بمسلسل «معالى الوزيرة» الذى تلعب فيها دور وزيرة «وطنية ونزيهة» بالنظام السابق، وهو ما زاد من سهام النقد الموجه لإلهام شاهين.. غير أنها ترد بأن العمل يرصد العديد من أوجه الفساد قبل الثورة، وتقديم نموذج مشرف للوزراء «طبيعى» خاصة أنه ليس صحيحا ان كل وزراء مبارك «فاسدين».
إلهام تصر على أن «معالى الوزيرة» قادر على المنافسة بقوة رغم حملات المقاطعة التى يتعرض لها ورغم وجود اسمها ضمن ما يطلق عليه «القائمة السوداء».
● تقدمين نموذجا مشرفا لوزيرة قادمة من عالم رجال الأعمال.. ألا تعتقدين أنه اختيار غير موفق خاصة أنه كان أحد أسباب ثورة 25 يناير؟
ــ لا يجب تعميم الكلام.. من المؤكد أنه كان هناك نماذج جيدة من وزراء رجال الأعمال الذين يحبون بلادهم ويسعون لخدمة مصر بكل قوتهم، وهو النموذج الذى أقدمه فى هذا العمل.. فأنا ألعب دور سيدة أعمال ناجحة فى المجال السياحى ويتم الاستعانة بخبرتها لتولى وزارة السياحة وعندما قبلت تولى الوزارة كان بدافع حبها لمصر وليس حبا فى السلطة خاصة أنها بالأساس صاحبة «جاه ومال»، وحينما تقترب من الحزب الحاكم تلمس بنفسها حجم الفساد وتسعى لفضحه بكل السبل الممكن وهو ما يجعلها شخص غير مرغوب فيه من الحزب وتتعرض بسبب هذا لمشاكل عديدة.
● كيف يتعامل المسلسل مع الأحداث بعد الثورة؟
ــ حرصنا تماما على التمسك بكل كلمة فى النص الذى كتب منذ أكثر من 3 أعوام ولم نغير فيه شيئا، فمن غير الملائم أن يكتب أحد عن ثورة لم تكتمل فكرتها وكل يوم تتغير أحداث ويطرأ الجديد، ثم إن العمل يناقش فترة مهمة شهدتها مصر وينتقد مساوئ النظام السابق ويكشف أوجه فساده.
● كيف استطعتم الانتهاء من تصوير المسلسل فى هذا الوقت المبكر؟
ــ بدأنا تصويره قبل ثورة يناير 2011 بنحو شهر ونصف الشهر وتم إيقافه بسبب الظروف التى شهدتها البلاد ثم عدنا واستأنفنا التصوير وحدث توقفات عديدة لأسباب مختلفة لكن فى النهاية نجحنا فى استكمال تصويره، وربما يعتقد البعض أننا أول مسلسل يتم الانتهاء من تصويره قبل شهر رمضان بوقت طويل ولكن الحقيقة أن هذا المسلسل استغرق وقتا طويلا جدا لتصويره ربما يستطيع المشاهد ملاحظته من بعض الاشياء مثل طول الشعر أو طريقة المكياج.
● وكيف تعاملتم مع مشاهد مجلسى الشعب والوزراء وغيرهما من الأماكن الحكومية؟
ــ لن يجد المشاهد أى فارق بين قاعة مجلس الشعب التى نصور فيها وبين البرلمان المصرى الحقيقى وهذا كلف الجهة الإنتاجية أموالا كثيرة.. فقد قام مهندس الديكور عادل المغربى بانشاء ديكور كامل لمجلس الشعب ووزارة السياحة وتم ايجاد أماكن بديلة لتصوير مشاهد وزارة الدخلية ورئاسة الجمهورية وهى الأماكن الطبيعية التى تتعامل معها الوزيرة، وشعرت باشفاق كبير على الجهة الانتاجية ولكن لم يكن هناك أى حلول بديلة فى ظل الفوضى الأمنية التى نتعرض لها منذ الثورة وتسببت هذه الحالة فى تهديد حياة الفنان مصطفى فهمى أحد أبطال العمل حينما خرج عليه بعض البلطجية لمحاولة ايقاف سيارته بالقوة فى مدينة 6 أكتوبر ولولا تدخل الأهالى لحدث ما لا يحمد عقباه.
● الملابس باهظة الثمن التى تظهرين بها فى العمل.. ألا ترينها مثيرة لمشاعر البسطاء؟
ــ نجاح الشخصية يعتمد على مصداقية الأداء وعلى الشكل الخارجى بنسبة متساوية، وهو ما دفعنى لشراء جميع الفساتين التى أظهر بها فى 30 حلقة من الماركات العالمية لأننا هنا أمام امرأة ثرية جدا ثم أصبحت وزيرة، وعلى مدى العامين الماضيين وأنا أشترى ملابس ثمينة للغاية، وهذا أمر لا يغضبنى فهذا هو دور الفنان الذى لابد ألا يبخل بشىء على عمله.. أما عن الأداء فهذا ما اعتاده الجمهور منى أن أدرس الشخصية جيدا وأعيش بداخلها وأؤديها كما يجب أن تكون.
● منذ الثورة ولم تتوقف عن التصريحات التى توصف بالعداء.. بصراحة إلى أى مدى تأثر تسويق مسلسلك بآرائك السياسية؟
ــ المسلسل يعرض على قناة «الحياة» حصريا وهى قناة لها نسبة مشاهدة عالية، وفيما يتعلق بمواقفى فهى تبقى آرائى الخاصة التى بالمناسبة تلقى إعجاب كثيرين ممن أقابلهم.. فكثيرا ما أسمع جمل «انتى بتعبرى عننا».. فلم أركب الموجة مثلما فعل البعض وقلت ما أؤمن به لأننى انسانة صادقة وليس لدى أى حسابات.
أما عن «القوائم السوداء» ودعوات مقاطعة أعمالى فلا تهمنى كثيرا فلا أتعامل مع الإنترنت ولا تشغلنى هذه المسائل، إلى جانب أنه ــ للأسف ــ أصبح لكل واحد قائمته السوداء وزادت نبرات التخوين وهذا أمر غاية فى السوء.. فمن غير المعقول ان يخسر البعض اصدقاءه لانهم يختلفون معه فى آرائه وأن نسمع كلمة هذا «فلول» وذاك «ثورى» وتلك المحاولات البشعة لتفريق صف هذا الشعب وأتمنى أن نتدارك كل هذا وننعم بحياة أفضل.
● ألم ينصحك أحد المقربين بعدم الإدلاء بأى تصريحات فى هذا الشأن كما فعل بعض الفنانين الذين قالوا إن أعمالهم تعبر عنهم وأن الفنان غير مطالب بأن يكون ذا انتماء سياسى؟
ــ لا أؤمن بهذا الرأى.. فالفنان لا يجب أن ينفصل عن مجتمعه فهو مواطن كغيره من المواطنين مهموم بمشاكل بلاده والسياسة أصبحت جزءا أصيلا من حياتنا حينما يسألنى أحد أجيب بصراحة فأنا لا أتبرع بالادلاء بتصريحات ولكنى اعتدت أن أكون صريحة فى كل أجوبتى.
● لكن المنافسة فى رمضان الحالى ليست سهلة ويمكن وصفها بـ«الشرسة»؟
ــ نحن الآن نعيش موسما لا اعتقد أنه سيتكرر كثيرا فالمشاهد العربى والمصرى بات حائرا بين المسلسلات المعروضة حاليا والتى تجمع كبار النجوم الشباب والكبار وفى مقدمتهم الفنان عادل إمام العائد بعد غياب عقود عن الشاشة الصغيرة وهناك محمود عبدالعزيز والسقا وكريم عبدالعزيز بخلاف يحيى ونور ويسرا وليلى وانغام وهند وأسماء كبيرة ورائعة فهى سنة قوية جدا وصعب أن تتكرر بسهولة.
● وهل تشعرين بالقلق من هذه المنافسة؟
ــ المنافسة شىء صحى للغاية ومطلوب ولا تثير أى قلق خاصة أن هذا يدفع الفنان لكى يجود ويخرج أحسن ما لديه.. لست قلقة وأتمتع بثقة كبيرة فى نفسى ومن العمل الذى أقدمه بمشاركة كبيرة من الفنانين وإخراج الرائعة رباب حسين.