متواضع وهادئ ومحب للأفكار الجديدة، ذلك هو الانطباع الذى أخذه فريق عمل برنامج «ذيع انت»، الذى يقدمه مجموعة من الشباب على موقع يوتيوب على الإنترنت، عن الدكتور هشام قنديل، وقت أن كان وزيرا للري، وقبل أن يصير رئيسا للوزراء بيوم واحد.
وقف الكشك الصغير أمام المركز العلمى للأبحاث عندما وردت إليهم معلومات بأن المركز يستضيف مجموعة من المبتكرين الذين لم يجدوا فرصة لطرح أفكارهم وتنفيذها، فكر شريف حسنى، صاحب فكرة البرنامج والمشرف على إعداد الحلقات، أن استضافة هؤلاء المبتكرين ستقدم حلقات مميزة ومختلفة، تناسب البرنامج القائم أساسا على طرح أفكار جديدة من الشعب وإلى الشعب.
«وقف هو أمام الكشك، ظن أنه اختراع، أخذ يستكشفه بعينه، فقلت له إنه استوديو متنقل»، هكذا يحكى شريف ما دار بينه وبين الدكتور هشام قنديل الذى كان يزور المركز بصحبة محافظ الجيزة، أعجبت الوزير فكرة البرنامج، بحسب رواية شريف، وأخبر فريق العمل بأن لديه فكرة عن المياه يحب أن يطرحها فى البرنامج، ودخل أفراد الأمن المصاحبون له الكشك لتأمينه قبل أن يدخل الوزير.
«لو عندك دقيقة زيادة تعالى نسمع فكرة جامدة»، كان هذا عنوان الفقرة التى استضافت قنديل، وكانت فكرته هى وضع قانون يلزم الناس بترشيد المياه عن طريق استخدام كمية محددة منها، «هذا القانون موجود لكن لا يتم تطبيقه لأسباب كثيرة واحد من أهم هذه الأسباب الكثافة السكانية العالية، علينا أن ننظر للمستقبل ونعتمد على أساليب جديدة ونحاول الخروج من الوادى الضيق»، تلك كانت فكرة وزير الرى.
وطلب فريق البرنامج من الوزير أن يتحدث بحرية عن شئ يرغب فى الحديث عنه، فقال: «اسمى هشام محمد قنديل، طلبوا منى أن اتكلم عن حاجة شخصية، والحقيقة أنا أحب اتكلم عن التجارب اللى مررت بها فى عجالة، أنا كنت أعمل فى منظمة دولية فى تونس أثناء الثورة التونسية، وشاركت ضمن اللجان الشعبية التى تحمى الأحياء التى كنا نعيش فيها.. لكن حماسى كان كبيرا جدا لما قامت الثورة المصرية، وده كان السبب الوحيد والأساسى لعودتى إلى مصر وأملى فى أن نبنى مصر، ولم أندم على هذا القرار، وأتمنى أن يجعل الله عملى خالصا لوجهه تعالى، وأنا أدعو شباب مصر أن يتوحدوا ويلتفوا حول العلم والعمل حتى نرقى بمصرنا الحبيبة، ونحتسب عملنا لوجه الله، فالأرزاق على الله، وأنا عندى 50 سنة، وعندى 5 بنات، وأقدر أقول عندما أنظر إلى حياتى التى عشتها وما وصلت إليه أنها صارت بتوفيق الله».
لم يكن شريف حسنى يعلم فى البداية أن ذلك الرجل الذى وقف ينظر إلى كشكه، ويتأمل الصور الملصقة على جدرانه، (صورة لفتاة تحمل علم مصر، ومجموعة من الشباب يرفعون لافتة تقول إحنا المصريين) هو وزير الرى، وبالتأكيد لم يكن يدرى أنه سيصبح فى اليوم التالى للحلقة رئيس الوزراء.