قال ياسر الحمبولى أشهر بلطجى بمحافظة الأقصر، والمعروف بـ«خط الصعيد»، والذى سقط فى قبضة الأمن عصر الخميس الماضى، إنه ضحية نظام فاسد جعله مجرما، وأنه رغم هروبه المستمر فإنه كان على يقين بحتمية سقوطه، وأنه «واقع واقع» على حد تعبيره.
وأضاف الحمبولى أنه فوجئ بمعاملته معاملة كريمة من قبل رجال الشرطة، وأنه لو كان يعلم بأنه سيعامل تلك المعاملة لكان قد سلم نفسه لأجهزة الأمن منذ زمن طويل. نافيا ما نسب له فى أحاديث صحفية، ومؤكدا براءته من التهم الموجهة إليه.
الحمبولى ناشد أعوانه وأعضاء تشكيله العصابى وزوج شقيقته أحمد حمزة بتسليم أنفسهم للشرطة، وأن النهاية قادمة لا محالة، وأن حمله السلاح جاء للدفاع عن نفسه، وأنه ما أن تأكد من حصاره حتى استسلم لقوات الشرطة. وأنه لن تكون هناك أى ردة فعل من قبل أهله وأن «اللى بيموت بيتنسى» حسب قوله.
اللواء أحمد ضيف صقر مدير امن الأقصر، سأل الحمبولى: «ليه كذبت وقولت فى الصحف أنك لم تصب من الشرطة خلال إحدى محاولات القبض عليك وسط زراعات القصب، طالبا منه الكشف عن مكان الإصابة؟»، مضيفا: «صرحت للصحف بأنك حضرت لتقدم لى واجب العزاء، وعموما لو كان ده حصل كنت هسلم عليك بأيد واقبض عليك بالإيد التانية لأنك مطلوب للعدالة وروعت أمن وأمان المواطنين»، وهو ما نفاه الحمبولى.
ياسر الحمبولى ألقى القبض عليه أثناء زيارته لزوجته الثانية، داخل منزل أحد أعوانه، وعندما حاصرت قوات الأمن المنزل، حاول أعوانه منعهم من الدخول بدعوى وجود نساء، لكن النقيب عبد العزيز الساعى تمكن من ضبطه والسيطرة عليه، وآخر يدعى حسن الحميد الرفاعى.
ويواجه الحمبولى 102 اتهام ما بين قتل وشروع فى قتل وسرقة وسطو مسلح، كما أنه هارب من تنفيذ 6 أحكام جنائية، وصدر قرار بإحالته للمحاكمة الجنائية فى 5 قضايا أخرى، بجانب أنه ينتظر سماع أقواله فى 78 قضية أخرى لا تزال قيد التحقيق.
الجدير بالذكر أن ياسر عبدالقادر أحمد إبراهيم الحمبولى 39 عاما، من مواليد قرية الزينية مركز طيبة بمحافظة الأقصر فى أغسطس 1973، واحترف السرقة منذ صغره، حيث كانت بداية اتهامه فى قضية سرقة ماشية من جيرانه، وتبعها بعد ذلك بعدة عمليات سرقة.
توسع نشاط الحمبولى ليخرج من دائرة مركزه الصغير، ليتحول الى أشهر مجرم فى جنوب الصعيد، حيث وسع من دائرة نشاطه لتشمل عدة محافظات من بينها البحر الأحمر وأسوان وقنا، ما أثار ذعر الأهالى منه، لاسيما بعدما أطلق تهديداته بالقيام بعملية كبرى يتحدث عنها العالم.
البيئة الاجتماعية التى نشأ فيها الحمبولى لم تكن بمعزل عن الإجرام، ففى بداية حياته اشترك مع والده فى عمليات السرقة، وعلمه زوج شقيقته إطلاق الرصاص حيث كان أحد المجرمين المشهورين فى الأقصر ويلقب اللورد، وصدر بحقه حكم بالإعدام فى قضية قتل رئيس مباحث القصير، وهى القضية ذاتها التى حكم فيها على الحمبولى بالسجن المؤبد، حيث حاول رئيس المباحث القبض عليهما بعد قيامهم بعمليات سطو مسلح على محطتى بنزين، لكنهما بادروه بإطلاق النار مما أدى إلى وفاته فى الحال. تلقى ياسر ضربة قوية من رجال الشرطة بعد القبض على زراعه الأيمن على العزب، أثناء وجوده فى محافظة الجيزة الشهر الماضى، بينما فشلت جميع المحاولات السابقة للقبض على الحمبولى، حيث كان يختبئ مع أفراد عصابته فى زراعات القصب الكثيفة التى تمتلئ بها الأقصر.