اعتذر القيادى الإخوانى، محمد البلتاجى، عن الترشح لرئاسة لجنة الصحة بمجلس الشعب، والتى كان حصل عليها وفق التفاهمات التى جرت بين أحزاب الحرية والعدالة والنور والكرامة والوفد.
وقال البلتاجى «إنه فضل عضوية لجنتى الأمن القومى والتشريعية، عن أن يكون رئيسا للجنة الصحة، اكتفاء بما عليه من واجبات وتبعات وجهد ووقت، وللأهمية السياسية للجنتين فى المرحلة المصيرية التى تمر بها مصر»، حسب تبريره. وأضاف البلتاجى أن قرار تخليه عن رئاسة لجنة الصحة يرجع لأسباب منها أن يكون قريبا من ملفات الأمن القومى المصرى، وعلاقة العسكريين بالسلطة المدنية والملفات السياسية، واستكمال تسليم السلطة للمدنيين، وأن يتفرغ لممارسة أدواته البرلمانية من الرقابة والتشريع، بشكل يتيح له ممارسة دوره كنائب برلمانى فى أول برلمان بعد الثورة. وأوضح البلتاجى أن قرار تخليه عن رئاسة اللجنة، قرار شخصى، لكنه جاء متسقا مع توجه الحرية والعدالة بتوسيع مظلة التوافق الوطنى لتشمل أحزابا لم تكن ممثلة فى التوافق الأول، مشددا على «ضرورة مراعاة التمثيل والوزن النسبى لكل حزب ممثل داخل البرلمان، فهذه هى قواعد اللعبة الديمقراطية وعلينا احترامها»، مشددا على أن التوافق لن يصل إلى 100% لأن بعض الأحزاب تطلب المستحيل، وتطلب لجانا تم التوافق عليها قبل ذلك. وشدد البلتاجى على رفضه انتقال السلطة من العسكرى إلى مجلس الشعب، أو إلى مجلس استثنائى، وإنما عن طريق انتخابات ديمقراطية يصوت فيها جميع المصريين، ويشهد العالم بنزاهتها. وقال محمد أبوحامد، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن هناك اتصالات تجريها الأغلبية البرلمانية الإخوانية داخل مجلس الشعب، مع باقى القوى السياسية، من أجل الاتفاق على رؤساء اللجان الـ19 داخل المجلس، وكلاء اللجان، قبل جلسة الثلاثاء المقبل، مشددا على رفض نواب المصريين الأحرار، لأى اتفاقات أو تفاهمات بعيدا عن أن تكون معايير الاختيار هى الكفاءة والمهنية.
وقال أحمد خليل، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب النور، إن هناك مفاوضات بين القوى السياسية للوصول إلى توافق داخل البرلمان من أجل عبور المرحلة الحرجة وإنهاء المرحلة الانتقالية، وتسليم السلطة للمدنيين.
وكشف خليل لـ«الشروق» عن أن حزب النور يدرس التقدم بمشروع قانون لتقنين المميزات التى يتحصل عليها النائب البرلمانى للقضاء على سوء استخدام السلطة، فبعيدا عن المكافآت والحوافز المالية التى يتقاضاها النائب البرلمانى فإن ما أسماه خليل «الجاه» الذى يتحصل عليه النواب لابد من ترشيده وتقنينه وفقا لما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين بعيدا عن سوء الاستخدام.
وأوضح خليل إن ما تحتاجه مصر الآن هو الحوار الجاد بين جميع التيارات والاتجاهات السياسية، من أجل الوصول بسفينة الوطن لبر الأمان، خاصة أن تجربتهم فى حزب النور فى الحوار مع المصريين الأحرار كشفت لهم عن أن قيادات المصريين الأحرار لا يأخذون نفس الاتجاه الذى يأخذه رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس الحزب والداعم له.
وأضاف خليل إنهم من خلال تجربتهم فى الحوار مع الإخوان المسلمين لم يجدوا فى الإخوان أية رغبة فى الاستحواذ والسيطرة على لجان المجلس، وتركوا الأمر برمته للنقاش والتفاهم بين القوى السياسية، خاصة أن حزب النور أعلن من البداية إعلاءه قيم التواصل والتفاهم الوطنى بين النواب فى المجلس حتى لو أثر ذلك بالسلب على حصته من اللجان التى يستحقها بسبب تمثيله البرلمانى.