حاكم الشارقة: يجب تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة التي تؤثر سلبا على التنشئة الاجتماعية - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 3:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حاكم الشارقة: يجب تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة التي تؤثر سلبا على التنشئة الاجتماعية

حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي
حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي
رسالة الشارقة- محمد عنتر
نشر في: الأربعاء 28 مارس 2018 - 1:04 م | آخر تحديث: الأربعاء 28 مارس 2018 - 1:04 م

افتتح حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، صباح اليوم، فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي، في نسخته السابعة التي تقام على مدار يومين، في مركز إكسبو الشارقة، وذلك تحت شعار «الألفية الرقمية.. إلى أين؟».

ويشارك في المنتدى أكثر من 40 متحدثا من 16 دولة من خلال 19 جلسة حوارية و7 جلسات تفاعلية، إضافة إلى عدد من ورش العمل والحلقات التدريبية بالتعاون مع مؤسسة الأمم المتحدة، وتومسون رويترز، ولينكدإن، ويوتيرن.

وبدأت فعاليات المنتدى اليوم، بعقد جلسة حوارية بعنوان «الحكومات والقطاع الخاص.. ماهيّتها وطبيعة الأدوار المناطة بها في عصر المجتمع الرقمي»، ناقش خلالها الحضور زيادة كفاءة الإجراءات في الجهات الحكومية، وتسهيل ربطها مع بعضها البعض لرفع جودة الخدمات المقدمة إلى الجمهور، والارتقاء بمستوى الأداء في العمل الحكومي.

وأكد حاكم الشارقة في كلمته الافتتاحية بالمنتدى، على ضرورة تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلبا على التنشئة الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها، مع أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.

وأضاف «القاسمي»، أن الشعور الطاغي على الشعوب العربية في تلك الفترة كان سلبيا، مبينا أن هذا الشعور مثّل نهاية النموذج القومي للإنسان العربي، تاركا تفكير الإنسان العربي مشلولا، وشعوره بأن صفحة قد طُويت، وفي نفس الوقت مثّلت استنزافا لكل المنظومات والنظريات التي سادت في تلك الفترة وبعدها، وتركتنا في مجتمع خاضع للصدمات المختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

وحكى عن تأثير تلك الفترة على تفكير الإنسان العربي، قائلا: «بدأ الإنسان العربي أنه في عمق أزمة، يرى البعض أنها أزمة هوية، ويرى البعض الآخر أنها أزمة مشروعية، وبقينا كذلك إلى يومنا هذا، نتيّه في التيّه، وتأتينا الآن هذه التقنية الحديثة، فعلى أي أساس ارتكز على السماح لتلك المعطيات للولوج إلى مجتمع لا يعرف هويته ولا مشروعيته».

وتابع: «أنا أنظر إلى هذا السلاح الخطير كإنسان مُصلح لمجتمعه، وأنتم تنظرون إليه من باب التطور»، مضيفا: «لا بد قبل أن نبدأ في طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا، وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات، وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل، وإنما نحصّنه على درجة من المعرفة والوعي وإيمان إنساني يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا في تدمير الشعوب».

ومن جانبه، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، إن أبرز أبحاث تقنية المستقبل التي تتناول التواصل بالتخاطر بإرسال محتوى من دماغ إلى آخر دون تدخل الآلة وربما بأدوات جديدة لم يتصورها العقل البشري حاليا، لافتا إلى تقنية الواقع المعزز للحصول على المعلومات التي يحتاجها الشخص دون الحاجة إلى الاتصال بجهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي، وإلى توقعات تمكّن العقول بعد التواصل بسحابة مرتبطة بآلاف أجهزة الكمبيوتر من تضخيم الذكاء الأصلي ليصبح تفكيرا اصطناعيا، كما أطلقت عليه أبحاث المرحلة الماضية بالتفكير الهجين.

وأضاف: «قد تبدو هذه الأفكار الخارجة عن نطاق إدراكنا الحالي غريبة نوعا ما وغير قابلة للتطبيق، ولكن يجب أن نتذكر أنه منذ 15 سنة فقط لم يكن لنا أن نتصور أن نحمل مكتبنا ومنزلنا وحسابنا المصرفي وكتبنا وصورنا كلها في جيّبنا وفي آلة واحدة اسمها الهاتف الذكي»، مؤكدا أهمية التفكير في مستقبل الاتصال الإنساني، وطبيعة تواصل الحكومات مع شعوبها في المستقبل في سياق هذا التطور الجذري الهائل في طريقة تواصلنا مع بعضنا وتواصلنا مع الآلة.

واختتم كلمته متحدثا عن وسيلة التواصل المستقبلية القادرة على أن تتفوق على الهاتف الذكي الذي تمكن من جمع العالم بكل أبعاده وصلاته في شريحة صغيرة، مشيرا إلى حكاية الطفل «عمر» الذي طرحه كشخصية تمثل أجيال السنوات المقبلة مقدما تساؤله للحكومات: «ماذا أعددنا كحكومات لمرحلة "عمر" وما بعده ؟».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك