فى السنوات الأولى من عمرك طفلك وقبل أن يبلغ عامه الثانى لا يستطيع النوم بصورة جيدة خاصة ليلا، وتقضى الأم ليلها ساهرة بجوار وليدها. أسباب عدم النوم كثيرة يمكن تلخيصها فى رغبته فى اللعب أو استدعاء الأم وقد يكون بسبب إصابته بالمغص أو الجوع أو معاناته من البلل.. لا توجد وصفة سحرية يمكن اتباعها حتى ينام طفلك جيدا ولكن يمكننا تقديم بعض النصائح المهمة التى قد تقلل من حجم المشكلة:
١ــ التفرقة بين ساعات الليل والنهار:
لا يمكن للمواليد تحديد الفرق بين ساعات النهار المخصصة لليقظة وساعات الليل المخصصة للراحة والنوم ، وهنا يأتى دور الأم حتى يعتاد طفلك التفرقة بين كل منهما. بعض الأطفال يدرك الفرق أسرع من غيره ولكن عليك أنت أولا مساعدته فى هذا الأمر. فى النهار لا داعى لشد الستائر وإغلاق التليفزيون وتوفير الهدوء الكامل وإظلام الحجره تماما ولكن دعيه ينام فى قليل من الضوء مع استمرار نشاطاتك اليومية بجوار مهده. وفى الليل ابدأى فى خفض الضوء واكتفى بالسهراية مع إغلاق جميع الأجهزة فى المنزل وتوفير الهدوء التام مع التحدث معه قبل النوم بصوت منخفض حتى يدرك الفرق بسرعة.
٢ ــ ممارسة بعض العادات قبل النوم:
يجب أن يعتاد الطفل على ممارسة بعض الطقوس التى يتعلم عندها أن وقت النوم قد حان. ضعيه فى مهده واقرأى له قصة بصوت هادئ حتى لو لم يدرك ما تقولين، كما يمكنك الغناء بصوت خافت أو وضع جهاز الراديو فى حجرته على إذاعة القرآن الكريم مثلا أو دعيه يحتضن دبدوبه الصغير وحين يتكرر الأمر سيفهم بالروتين معنى هذا الأمر ويبدأ فى الاستعداد للنوم. لا تجعلى طفلك يعتاد على النوم بين ذراعيك أو بجذب شعرك مثلا، فهذه العادات تستلزم وجودك بجانبه فإذا استيقظ ليلا لن يستطيع مواصلة نومه بدونك. كذلك لا تحمليه إلى فراشك ولكن يمكنك البقاء قليلا بجانبه حتى ينام وانسحبى من حجرته بهدوء.
٣ ــ ساعديه على النوم:
يستطيع الطفل النوم لمدة ست ساعات متواصلة مع نهاية الشهر الأول من عمره، ويصل الأمر إلى 8 أو 9 ساعات فى الفترة من الشهر الثالث للشهر التاسع، ولكنها ليست بالقاعدة العامة التى يمكن القياس عليها، فالأطفال يختلفون فى قدرتهم على النوم لعدد ساعات أطول. ولكن نوم الطفل فى تلك الفترة ينقسم إلى ثلاث مراحل مرحلة النوم البطىء فى بداية الليل يليه مرحلة النوم الخفيف ثم مرحلة النوم العميق كل مرحلة منها تصل لساعتين متواصلتين يفصل بينهما مدة بسيطة تصل إلى عشر دقائق يتقلب فيها طفلك، وقد يبكى أو يصرخ ولكن لا تعريه التفاتا وحاولى التماسك حتى لا يعتاد تدخلك مما يجعله يتمادى فى الأمر كل يوم.
٤ ــ لا تضعفى أمامه:
احترسى من العادات السيئة فلا تخضعى لبكائه بسهوله حتى لا يعتاد استدعائك والضغط عليك. أما إذا لم تنجحى فى ذلك فيمكنك الدخول إلى حجرته لاستطلاع الأمر فقد يكون محتاجا لمساعدة بسيطة منك بإعطائه التيتينا التى سقطت من فمه، أو وضع دميته بجواره وتحدثى معه برفق ليدرك أنك موجودة فى حجرته فيشعر بالأمان ولكن لا تحمليه أبدا بين ذراعيك ولا تظهرى استياءك حتى لا يزداد عنادا.
٥ ــ افهمى لغته:
الأم وحدها تفهم لغة ابنها قبل أن يتكلم. تستطيع أن تقرأ من حركاته قبل كلماته متى يكون جائعا ومتى يكون متألما ويمكنها من خلال الملاحظة إدراك الوقت الذى يداعب النوم فيه اجفان طفلها، بعض الأطفال يدعك عينيه والبعض يبكى والبعض يتثاءب. لاحظى عاداته قبل الخلود للنوم واستغلى رغبته فى مساعدته على تحقيقها حتى لا تفوتك الفرصة.
6 ــ تهيئة الأجواء المناسبة:
يفضل أن ينام الطفل على ظهره وليس على بطنه أو على جنبه حتى نتجنب الموت المفاجئ للمواليد بقدر المستطاع. كما يجب الحرص على ألا تزيد حرارة الحجرة على 19 درجة مئوية. مهد الطفل يجب أن يكون مريحا خالى من الوسائد ويتوافر فيه عناصر الأمان حتى لا يسقط من فوقه. اختارى المفروشات من القطن لأنها الأفضل لصحة طفلك ولنعومة جلده.
7 ــ ضبط مواعيده:
عندما يتمكن طفلك من ضبط مواعيده ويستطيع النوم لعدة ساعات متواصله فلابد من احترام مواعيده ولا تحاولى تغييرها. فإذا اعتاد طفلك مثلا الاستيقاظ فى السادسة صباحا وينام فى الثانية عشرة مساء مثلا فلا تحرصى على أن ينام فى الواحدة مثلا املا فى أن يستيقظ فى السابعة أو الثامنة صباحا فهذا التفكير خاطئ لأن طفلك سيستيقظ فى الميعاد الذى اعتاده حتى لو نام متأخرا بل سيستيقظ متعبا وباكيا لأنه لم يحصل على القدر الوافى من ساعات نومه.
8 ــ وصفات قديمة:
إضافة ملعقة من الدقيق لبزازة اللبن مساء نصيحة تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه العادات صحيحة. فالدقيق سيسبب السمنة لطفلك ولن يفيده شيئا. استبدلى الدقيق ببزازة من الأعشاب الدافئة مع إضافة قليلا من عسل النحل ستساعد طفلك على النوم جيدا. ولا تعطيه بزازة من اللبن إذا استيقظ ليلا حتى يتعلم أن المساء هو وقت النوم وليس وقت تناول الطعام.
9 ــ حمام المساء:
يفضل أن تؤجلى ميعاد حمام طفلك إلى المساء بعد أن يتناول وجبته الأخيره بنحو ساعة. بعد الحمام سيكون جسم الطفل أكثر استرخاء وأكثر استعدادا للنوم. ضعيه فى مهده وأعديه للنوم بهدوء وتمتعى أنتى أيضا بقليل من ساعات النوم قبل أن يستيقظ من جديد.
10ــ الشعور بالحنان:
طفلك فى حاجة لحنانك حتى يستطيع أن يشعر بالأمان، ومن ثم يستطيع النوم نوما عميقا. استغلى ساعات النهار فى تدليله بتدليك جسمه ومداعبته. ولا تنسى أن طفلك يشعر بك إذا أهملتيه أو تعجلتى نومه مما يجعله اكثر عنادا. ولكن لا تحملى طفلك بين ذراعيك وتهزيه اثناء مشاهدتك للتلفاز مثلا، فالطفل رغم عدم إدراكه لا تخونه أحاسيسه بأنك تريدين التفرغ لنفسك على حساب رغباته، كما قد يعتاد هذا الأمر فلا يمكنك تغييره بعد ذلك