الذكريات .. كتاب جديد عن صحفى عتيد بين الصحافة والسياسة - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 6:35 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ويليام ريس-موج: الصحافة بين رأس المال و مطرقة السلطة السياسية

الذكريات .. كتاب جديد عن صحفى عتيد بين الصحافة والسياسة

لندن - أ ش أ
نشر في: الإثنين 28 نوفمبر 2011 - 10:40 ص | آخر تحديث: الإثنين 28 نوفمبر 2011 - 12:38 م

يالها من ذكريات في بلاط صاحبة الجلالة بين الصحافة والسياسة عندما تنساب بين دفتي كتاب بقلم صحفي عتيد مثل "ويليام ريس-موج" الذي اختار لكتابه الجديد عنوانا من كلمة واحدة هي "الذكريات".

 

والمؤلف الذي وصل لمنصب رئيس تحرير جريدة التايمز البريطانية الشهيرة ويحمل لقب "لورد" يستعيد بالحنين الأجواء الراقية والحميمة للصحيفة المرموقة وشارع الصحافة البريطانى الشهير "فليت ستريت" فى الأيام الخوالى .

 

ويكاد اللورد ويليام ريس-موج أن يكون فى هذا الكتاب مؤرخا فى ثوب الصحفى واهاب "الجورنالجى" وهو الذى تجول طويلا فى شارع الصحافة مابين صحف ومطبوعات متعددة شملت الفينانشيال تايمز والصنداى تايمز حتى أعتلى عرش صحيفة التايمز ذاتها .

 

وكصحفى له سطوته المهنية فإن هذا الكتاب الجديد يسلط الأضواء على كواليس ودهاليز مهنة البحث عن المتاعب بقدر مايروى سيرة صحفى مرموق كان منذ البدايات يوصف بأنه "مبشر وواعد ولايخلو من المكر الحميد المطلوب أحيانا لمن يدخل هذا المعترك بكل تحدياته ومشاقه".

 

هاهو ويليام ريس-موج يتحدث فى ذكرياته عن الاطلالة الأولى فى خمسينيات القرن العشرين على شارع فليت ستريت واللقاء الأول مع السير جوردون نيوتن فى صحيفة الفينانشيال تايمز، وهاهو يتذكر أيام دراسته الجامعية عندما كان رئيسا لاتحاد الطلاب فى اوكسفورد ويحلم بدخول بلاط صاحبة الجلالة أو السلطة الرابعة .

 

قدراته وأقداره وضعاه فى موضع كاتب خطب السياسى البريطانى الشهير ورئيس الحكومة أنتونى أيدن الذى كان ينشد الكمال فى الصياغة ويدقق بعمق فى الكلمة والمفردة دون أن يتنازل عن جماليات الخطاب كما يقول اللورد موج.

 

ومن انتونى ايدن الذى هوى نجمه فى حرب السويس عام 1956 إلى رئيس الوزراء الجديد هارولد ويلسون، تستمر رحلة ويليام ريس-موج بين الصحافة والسياسة، فيما يكشف فى كتابه عن أن ويلسون كان يشعر بالضيق حيال النقد السياسى لأداء حكومته فى صحيفة التايمز وخاصة من جانب محررها السياسى دافيد وود .

 

ولعل القارىء يشعر بالدهشة حيال تصرفات الساسة حتى فى أعرق الديمقراطيات حينما يؤكد اللورد موج فى كتابه الجديد أن هارولد ويلسون لم يتورع عن طلب طرد المحرر السياسى دافيد وود من التايمز مقابل تذليل عقبات يمكن أن تفضى إلى إحالة ناشر الصحيفة للجنة مكافحة الاحتكارات بسبب صفقة استحواذ دخلت فيها الصنداى تايمز .

 

وذكريات موج لم تغفل عن منطقة الشرق الأوسط وعلاقته بالرئيس المصرى الراحل أنور السادات، فضلا عن رئيسة الحكومة الاسرائيلية الراحلة جولدا مائير، إضافة لساسة ومسؤولين أوروبيين فى وزن الرئيس الفرنسى جورج بومبيدو والمستشار الألمانى هيلموت شميدت .

 

وإذا كانت العلاقة بين الصحافة والسياسة غنية عن البيان والافاضة، فإن ويليام ريس-موج يشرح فى كتابه طبيعة العلاقة بين الصحفى والسياسى والمعادلات الصعبة بين الصحفيين والساسة وما الذى يحدث عندما يختلط الجانبان وتختفى الحدود الفاصلة والواجبة بينهما .فمن السىء كما يخرج القارىء لهذا الكتاب أن يتحول الصحفى وهو يمارس مهنته إلى سياسى وهى خطيئة ينزلق لها البعض طمعا فى سراب النجومية أو طموحا لأمجاد قد تنجلى عن أوهام .

 

ومن السىء أيضا أن يفرض رأس المال هيمنته على توجهات الصحيفة ويوجهها لخدمته كما فعل الملياردير روبرت ميردوخ عندما اشترى صحيفتى التايمز والصنداى تايمز بعد إضراب طويل للعاملين فى الصحيفتين العريقتين .ومن الغريب ان اللورد موج لم يمانع فى شراء ميردوخ لصحيفة التايمز بعد الأزمة العاتية التى تعرضت لها الصحيفة، فيما يبرر ذلك بأنه كان المخرج الوحيد لاستمرار التايمز على قيد الحياة .

 

إنها الصحافة بين سندان رأس المال ومطرقة السلطة السياسية حتى فى الديمقراطية البريطانية العريقة، محنة واى محنة كما يلاحظ القارىء لكتاب الذكريا، إنها رحلة طويلة ومثيرة حقا لصحفى عتيد شغل بعد خروجه من رئاسة تحرير صحيفة التايمز منصب نائب رئيس مجلس أمناء هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى"، غير أنه فيما يبدو لم يتخل أبدا عن عشقه للكلمة المطبوعة واستمر فى الكتابة بالصحف وخاصة معشوقته التايمز .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك