قال الدكتور مصطفي الفقي، إن دور مصرالإقليمي تراجع بتراجع التعليم، وتراجعت معه العديد من القيم الإجتماعية، لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى غياب العدالة في العملية التعليمية وذلك بظهور مدارس خاصة التي خلقت نوع من الغربة بين أبناء الجيل الواحد.
وأضاف "الفقي" خلال تصريحات صحفية على هامش ندوة "علي باشا مبارك رائد النهضة التعليمية"، أمس الثلاثاء، أن مكتبة الإسكندرية لديها استراتيجية قائمة على حماية التراث ودفع الإبداع، وأنها حاضنة لكل أنواع الإبداع وحامية لكل أشكال التراث الفكري والثقافي والإجتماعي.
وأشارت الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بجامعة بنها، إلى أن علي مبارك كان فلاحا بسيطا، لكنه سعى ونجح وأصبح أسمه محفوظا في كتب التاريخ، مشيرة إلى توالي اهتماماته ولا سيما التحديث العمراني، وشهدت مصر على يديه نهضة عمرانية كبيرة.
وتطرق الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة ، إلى دور علي مبارك في الرقي المجتمعي والتحولات الاجتماعية، مبينا أن نشأة "مبارك" كانت صعبة، حيث أصيب بعدة أمراض في صغره منها الكوليرا، كما عمل في رعي الأغنام لكن التعليم استطاع أن يحدث نقلة في حياته ليصبح باشا وهو لقب كان من المستحيل أن يحصل عليها مصري فلاح في ذلك الوقت.
بدوره تحدث الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومي للبحوث، حول دور علي باشا مبارك في العملية التعليمية، مشيرا إلى أن مبارك يعد أحد رموز العصر الحديث، وأنه لم يطرح نفسه على أنه ثوري ولا أن قضيته في نظم الحكم ولكن كانت قضيته هي الحداثة والإصلاح.
ولفت إلى أنه فكر في مشروع وطني كبير يستطيع من خلال أن يعلم جميع أبناء القرى المصرية سواء كان قادرا على دفع مصاريف التعليم أم من الأسر الفقيرة، مبينا أن حال التعليم في مصر الآن يفتقد إلى المشروع فلم يعد التعليم مشروعا كما كان في السابق.