قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، يوم الجمعة: "إن التصرفات التي يقوم بها المتظاهرون في محافظة الأنبار بقطع الطرق الرئيسية والدولية تصرف "غير مقبول"، ودعا إلى حل المشاكل عن طريق الحوار".
وقال المالكي في كلمة ألقاها في العاصمة بغداد: "إن على الأطراف اعتماد السبل المتحضرة للتعبير عن آرائها"، مضيفًا أن قطع الطرق وإثارة الفتن الطائفية تعتبر تصرفات "غير مقبولة"، على حد تعبيره.
وكان المالكي يشير بذلك الى المظاهرات الاحتجاجية، التي ما برحت تخرج في محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، منذ الأحد الماضي، والتي قطع المتظاهرون فيها الطرق الدولية الرئيسية، التي تربط العراق بالأردن وسوريا.
وقال المالكي "إنه من الأفضل أان نتحدث إلى بعضنا البعض ونتفق على طاولة الإخوة والمحبة على إنهاء مشاكلنا وخلافاتنا، وأن نستمع إلى آراء بعضنا البعض."
وكانت الاحتجاجات في الأنبار وغيرها من المحافظات ذات الأغلبية السنية قد اندلعت إثر قيام قوات الأمن العراقية، التي تأتمر بالمالكي باعتقال بعض عناصر حماية وزير المالية رافع العيساوي (وهو سني من الانبار وعضو في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي) بتهم تتعلق بالإرهاب، مما حدا بالأخير إلى الدعوة لإقالة المالكي أو إزاحته.
دعا المالكي الى حل المشاكل بالحوار
وكانت القائمة العراقية وغيرها من الاطراف السياسية المنضوية في ائتلاف المالكي الهش قد اتهمت رئيس الوزراء باحتكار السلطة والتحول نحو الديكتاتورية.
الرمادي
في غضون ذلك، خرج عشرات الآلاف من المحتجين في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار الى الشوارع في مظاهرة ضخمة اعقبت صلاة الجمعة.
كما شارك عشرات الآلاف في صلاة موحدة أقيمت في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الواقعة على بعد 60 كم غرب مدينة بغداد.
خروج تظاهرات في الفلوجة ضد "الاعتقالات العشوائية"

شارك عشرات الآلاف في صلاة موحدة أقيمت في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الواقعة على بعد 60 كم غرب مدينة بغداد واعقبتها تظاهرة احتجاجية ضد ما سماه المتظاهرون الاعتقالات العشوائية التي تنفذها الحكومة المركزية.
واقيمت الصلاة على الخط السريع الواصل بين بغداد والاردن واعقبتها تظاهرة احتجاجية ضد ما سماه المتظاهرون الاعتقالات العشوائية التي تنفذها الحكومة المركزية وكذلك ضد ما سموه بتهميش المكون السني في العراق.
وطالب المتظاهرون باطلاق سراح السجناء والمعتقلين.
وحاول مصلون آخرون كثيرون من مناطق اخرى كالموصل وسامراء والأعظمية والعامرية الالتحاق ببقية المصلين لكن الاجهزة الامنية منعت ذلك كما منعت الصحفيين من الوصول الى مكان اداء الصلاة.
كما جرت مظاهرات مماثلة في مدينتي الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية وفي سامراء في محافظة صلاح الدين اطلق المتظاهرون فيها هتافات من قبيل "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الذي كان يطلقه المشاركون في انتفاضات "الربيع العربي" في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا.
وحسبما اوردت وكالة رويترز، فقد رفع المتظاهرون في الرمادي صور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي دأب على انتقاد المالكي في الفترة الاخيرة.