توقع محللون أن يستمر الأداء الإيجابى للسوق خلال الأسبوع الذى يبدأ أولى جلساته اليوم، مع موجات محدودة من جنى الأرباح بعد الصعود الكبير الذى شهدته أسعار الأسهم الأسبوع الماضى، على خلفية مرور احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير بسلام، إضافة إلى أنباء عن قرب حل مشكلة شراء الحكومة الجزائرية لشركة «جيزى» التابعة لأوراسكوم تليكوم. مرور يوم 25 يناير بسلام، وحل مشكلة جيزى المرتقب، ووجود الأجانب فى السوق منذ بداية العام بشكل ملحوظ دعم السوق الأسبوع الماضى، بحسب ثلاثة محللين استطلعت «الشروق» آراءهم، ويرى المحللون أن هذه الأسباب ستواصل دفعها الايجابى للسوق الفترة المقبلة.
وقال أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء فى شركة عكاظ للسمسرة فى الأوراق المالية، إن الاستقرار السياسى الذى يبدو فى الأفق منذ نهاية الجولة الثالثة لانتخابات مجلس الشعب، إضافة إلى مرور يوم 25 يناير بسلام، شجع على زيادة السيولة، نتيجة لإقبال المصريين، إضافة إلى الأجانب على شراء الأسهم، مما رفع أسعار الأسهم بشكل ملحوظ فى اليوم التالى لذكرى 25 يناير.
وكان المؤشر الرئيسى للبورصة EGX30 اختتم تعاملات الأسبوع الماضى الموافق يوم 26 يناير على ارتفاع بنسبة 7.2%، وأغلق عند 4432 نقطة، كما بلغ إجمالى التعاملات نحو 650 مليون جنيه.
«مرور ذكرى 28 يناير، أمس، بسلام أيضا، سيؤدى إلى مزيد من التحسن فى الأسعار والسيولة»، حسب زكريا، وقال إن ذكرى 28 يناير، جمعة الغضب التى اتسع فيها نطاق الثورة فى العام الماضى، والتى راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء، تخيف المستثمرين.
لكن بصفة عامة يتوقع زكريا أن تتحرك السوق عرضيا وستكون مائلة نحو الارتفاع الفترة المقبلة فى حالة إذا استطاع المؤشر الرئيسى أن يصل إلى 4500 نقطة ويستقر عندها. ولفتت مشتريات الأجانب نظر أحمد فاروق، مدير عام شركة المصرية للسمسرة فى الأوراق المالية، ويرى أن وجودهم فى السوق ساند زيادة حجم السيولة بصورة قوية، حيث وصلت إلى أكثر من نصف مليار جنيه، بعدما كانت تدور طوال الأشهر الأخيرة حول 200 مليون جنيه.
ويعتقد فاروق أن السبب الرئيسى لتكثيف الأجانب مشترياتهم، هو الاستقرار النسبى فى الأوضاع السياسية بشكل عام، ورسائل حزبى الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفى اللذين سيطرا على غالبية مقاعد مجلس الشعب، التى تطمئن المستثمرين، إضافة إلى التوقعات الخاصة بحل مشكلة شركة جيزى التابعة لشركة أوراسكوم تليكوم فى الجزائر، «مشتريات الأجانب واضحة فى سهم أوراسكوم تليكوم إضافة إلى التجارى الدولى وأوراسكوم للإنشاء».
ورغم أن فاروق يتوقع استمرار صعود الأسهم، ويعتقد أنها ستحقق مكاسب تتراوح بين 20%، و30% خلال الشهرين المقبلين إلا انه يعتقد أن المستثمرين سيتجهون نسبيا إلى عمليات جنى أرباح محدودة تحقق مكاسب بعد صعود أسعار الأسهم الملحوظ، «وفى هذه الحالة ستكون هناك فرصة جيدة للشراء» حسب قوله.
وكانت مشتريات الأجانب غير العرب بلغت 216.94 مليون جنيه الأسبوع الماضى، وبلغت مشترياتهم 360.67 مليون جنيه منذ بداية العام. من جهته يرى إبراهيم منصور، رئيس قسم البحوث فى شركة أتش إيه للسمسرة فى الأوراق المالية، أنه رغم زيادة مشتريات الأجانب إلا أنهم لن يدعموا السوق الفترة المقبلة، مشيرا إلى إن إقبالهم على السوق لا يعود إلى رؤية تفيد بوجود استقرار سياسى، وإنما بسبب مشاكل الاقتصادين الأوروبى والأمريكى، حيث خفض صندوق النقد الدولى توقعاته للنمو فى أوروبا، كما حقق الاقتصاد الأمريكى نموا أقل من المتوقع فى الربع الأخير من العام الماضى.
«هذا هو السلوك المعتاد للأجانب فى البورصة المصرية» حسب منصور، وقال إن الأجانب لم يعتادوا الاستثمار طويل الأجل فى بورصتنا، وإنما يضعون أموال فى وقت الأزمات فى أسواقهم فى بورصتنا لتعويض خسائرهم وبمجرد تحقيق نسب ربح يخرجون، «عادة ما تكون أموالا ساخنة تبحث عن فرص الربح السريعة فى الأسواق الناشئة». لذلك يرى منصور أن المستثمر المحلى هو الذى يدعم السوق، وسيواصل دعمه فى حالة استمرار استقرار الأوضاع وعدم وجود رد فعل أمنى على المظاهرات، «الناس فى مصر تعودت على المظاهرات وأصبحت ترى أنها جزء من الحياة العادية فى الفترة الأخيرة لكن ما يقلقهم هو رد الفعل الأمنى حيث يكون عنيفا ويولد عنف». ويتوقع منصور أن تواصل السوق صعودها الفترة المقبلة، «ومرور كل مرحلة بنجاح من انتقال السلطة سينعكس إيجابا على الأسعار وحجم السيولة» أضاف منصور، مشيرا إلى أن وضع الدستور وانتخابات الرئاسة يعدان العنصرين الأهم فى التأثير على السوق الفترة المقبلة.