مع أنها إطلالته الأولى في عالم القصة، فإن قصة "الغفران" لباتريك فلانري إطلالة قوية بحق وتبشر بكاتب كبير .
وقوبلت قصة "الغفران" بحفاوة نقدية في الصحافة البريطانية، ووصفها الناقد آدام أوريوردان في جريدة "الأوبزرفر" بأنها "عمل أدبي مثير عن الحياة في جنوب إفريقيا وتقاطعات المصائر".
وأظهر فلانري في قصته الأولى قدرة على إدارة الحوار، مع تطعيم السرد بملاحظات دالة عن الحياة في ظل نظام الفصل العنصري وعصر ما بعد سقوط الأبارتيد والتوترات الدرامية للحظات الفاصلة بين الحقبتين .
وتتناول القصة حياة كاتبة مسنة تدعى كلير والد، تعيش في الكاب الغربية بجنوب إفريقيا، وكاتب سيرتها وهو شاب يدعى سام ليروكس، ويتعرض منزله لهجوم مسلح من ملثمين، فينتقل للإقامة في مجمع سكني محاط بالأسوار العالية والأسلاك الشائكة المموهة، وكأنها نبات اللبلاب، أو ما يسمى "بحبل المساكين".
وعبر جلسات الكاتبة كلير والد التي اختفت ابنتها وكاتب سيرتها سام ليروكس تتوالى وجوه وشخصيات وأحداث ومفارقات، تؤكد تقاطع المصائر والحاجة الإنسانية للغفران في قصة يغوص كاتبها إلى أعماق المعاني .