حىّ على الحرية والمساواة فى جنوب أفريقيا المستقلة - بوابة الشروق
السبت 14 يونيو 2025 11:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

حىّ على الحرية والمساواة فى جنوب أفريقيا المستقلة

الشيخ بسيوني في منزله بمدينة لينازيا قرب جوهانسبرج    تصوير: ندي الخولي
الشيخ بسيوني في منزله بمدينة لينازيا قرب جوهانسبرج تصوير: ندي الخولي
ندى الخولى
نشر في: الخميس 29 مارس 2012 - 12:20 م | آخر تحديث: الخميس 29 مارس 2012 - 12:20 م

شوارع هادئة، وواجهات متشابهة، وبيوت قصيرة لا تعلو لأكثر من طابقين، تفصلها حدائق ورد بكل ألوان الطبيعة.

 

لينازيا مدينة صغيرة فى أطراف العاصمة الكبيرة جوهانسبرج، لا تختلف كثيرا عن باقى مدن جنوب أفريقيا فى الطراز المعمارى والطبيعة الساحرة، ولكن هناك فقط، تسمع اللغة العربية فى حديث الجائلين، وتقع عيناك على محال تجارية لبيع الزى الإسلامى.

 

هنا يعيش الشيخ الأزهرى الحاصل على رسالتى ماجستير ودكتوراه فى علوم الدعوة، وممثل رابطة العالم الإسلامى، الدكتور عبدالسلام بسيونى، منذ عام 1990.

 

داخل بيت الشيخ يفوح المسك والعنبر، وتغطى أرضياته قطع الكليم والفراء. يتحدث الشيخ بفخر عن أكثر من 30 مسجدا فى لينازيا، «قد تختلف فيها مواقيت الصلاة، تسهيلا على المسلمين، فأذان الظهر مثلا يمتد ما بين الواحدة إلا الربع، حتى الواحدة والربع، ليتمكن المسلمون من أداء الصلاة فى الجماعة كلما أمكن، إلا صلاة المغرب، فهى بميقات معلوم».

 

الأزهرى المحاضر فى جامعة جوهانسبرج، هو أول مصرى يحصل على الدكتوراه من جنوب أفريقيا. «فى الدعوة نستخدم اللغات المحلية للمواطنين، ثم الإنجليزية والعربية»، وتعتمد الدعوة على «الزيارات الميدانية، والمدارس الحكومية، والقوافل التى تقدم خدمات طبية ومحاضرات عامة».

 

يقول الشيخ بسيون إن كل مدينة مسلمة لها إذاعة محلية، وهناك إذاعات قومية على مستوى الدولة مثل صوت الإسلام، بالإضافة إلى تخصيص نص ساعة من الإرسال التليفزيونى يوم الأحد للحديث عن المسلمين فقط.

 

«عندما وصلت جنوب أفريقيا كان عدد المسلمين يتراوح ما بين مليون ومليون ونصف المليون مواطن، والآن يقترب من 4 ملايين». يتذكر الشيخ أن البلاد قبل الثورة كانت مقسمة بحواجز نفسية واجتماعية بين فئات الشعب الأربع، البيض والسود والسكان الأصليون والنوع الرابع المختلط، الناتج عن تزاوج البيض والسود».

 

اكتشف الشيخ بعد 20 عاما أن المرأة تميل للدخول فى الإسلام أكثر من الرجل، والمواطن الأسود، أكثر من الأبيض. «الإسلام يمنح المرأة كامل حقوقها، ويقدس الحياة الزوجية، والمواطن الأبيض لايزال يشعر بعزته وتميزه عن نظيره الأسود، ولا يقبل أن يتلقى التعليم أو التوجيه من أى جنس آخر».

 

يبلغ عدد سكان جنوب أفريقيا حوالى 50 مليون نسمة وفقا لتعداد 2011، وشعبها خليط من أصول أفريقية وأوروبية وهندية، وخضعت البلاد للاستعمار الهولندى ثم البريطانى حتى عام 1994.

 

«بابا: ممكن دقيقة واحدة من فضلك».

 

قالتها ابنته الشابة بلكنة إنجليزية، فتبعها الشيخ، قبل أن يعود باسما، «دى بنتى زهراء، أنا أصريت إن اللغة السائدة فى البيت تكون العربية، للحفاظ عليها، ولأنها لغة القرآن، ولا أسمح بنطق مفردات اللغة الإنجليزية هنا».

 

رابطة العالم الإسلامى، التى ينتمى إليها الشيخ بسيونى، تركز على نشر العربية وتعليم الإسلام، فضلا عن مشاركة المسلمين فى مناسباتهم العامة، وإمامتهم، كما تتعاون مع بعثة الأزهر الشريف ومجلس القضاء الإسلامى، فى بناء المساجد، وتنظيم الحج والعمرة، ورعاية العلاقات الأسرية. «هناك مدن يُرفع فيها الأذان وتدق فيها أجراس الكنائس، وترفع فيها صلوات الهندوس فى مكبرات الصوت، هناك مدن أخرى ترفض ذلك، فى حالة اعتراض غالبية سكان المدينة».

 

أئمة المساجد يتولون أيضا مسئولية تحفيظ القرآن الكريم، التى يحصل الطالب فى نهايتها على لقب «حافظ». وترتسم البسمة على وجه الشيخ وهو يقول «يٌنادى حامل القرآن بحافظ، كأنه لقب مثل دكتور أو مهندس، وطالما نلت شرف تحفيظ القرآن للمئات».

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك