قالت مصادر لـ«الشروق» إن مصر مقبلة على مجاعة فى الطاقة، بسبب تناقص معدلات ضخ الوقود لمحطات الكهرباء، مقارنة بتزايد الاستهلاك السنوى، وهو ما أكدته مستندات حصلت عليها «الشروق».
وبحسب ما حصلت عليه «الشروق» من مستندات فإن إمدادات الغاز الطبيعى لن تتطور عما هى عليه حاليا خلال العام المقبل، وذلك بالتزامن مع تجميد البرنامج النووى المصرى بسبب عدم اتخاذ الدولة موقفا جديا، وهو ما يهدد مصر بدخول مرحلة مظلمة قد تمتد لسنوات، كما يعنى أن نصف البلاد سيقع تحت الظلام خلال هذا الصيف.
وكانت دراسات انشاء وتنفيذ محطات نووية مصرية لإنتاج الكهرباء، والتى اجرتها الجهات المختصة بالتعاون مع جهات مختلفة بالدولة، قد اكدت أن مصر تحتاج لأكثر من 53 تريليون قدم مكعب غاز طبيعى خلال 30 سنة فى حالة عدم بناء محطات نووية، وأن هذه الكميات الضخمة من الغاز الطبيعى تقترب من احتياطيات الغاز الطبيعى المؤكدة حتى الآن.
وبحسب المتحدث الرسمى بوزارة الكهرباء والطاقة أكثم أبوالعلا، فإن توقعات الحد الأقصى لاستهلاك الكهرباء خلال الصيف المقبل سوف تصل إلى 32 ألف ميجاوات، فى حين كشفت مصادر أن امدادات الغاز الطبيعى لم تكف تشغيل محطات الكهرباء خلال الشتاء المنقضى، ولم يصل الحمل الأقصى خلال الشتاء إلى أكثر من 22 ألف ميجاوات.
ومع استمرار عجز امدادات الغاز الطبيعى بنفس المعدلات فالمنتظر أن يكون العجز فى الصيف المقبل نحو 10 آلاف ميجاوات، يضاف اليها 20 % انخفاضا طبيعيا فى قدرات محطات التوليد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وسوف تكون النتيجة عجزا كليا يصل لنحو نصف احتياجات مصر من الكهرباء طوال الصيف.
وقال خطاب مرسل من الرئيس السابق للشركة القابضة للغازات الطبيعية «ايجاس» التابعة لوزارة البترول، المهندس محمد شعيب، إلى رئيس الشركة القابضة للكهرباء، المهندس جابر دسوقى، فى 4/ 9/ 2012، إن هناك انخفاضا طبيعيا فى معدلات انتاج الحقول يصل لحوالى 800 مليون قدم مكعب يوميا على مدى السنة، وهو ما مثل تحديا كبيرا لقطاع البترول، حيث لجأت إلى حث الشركات على ضخ استثمارات كبيرة تصل لحوالى 8 مليارات دولار سنويا لتعويض هذا التناقص باكتشافات جديدة وتنمية الحقول ووضعها على الانتاج، وأكد الخطاب، أن امدادات الغاز الطبيعى سوف تستمر بنفس معدلاتها الحالية للسنوات الخمس المقبلة.