مفاجأة فجرها الكاتب الكبير وحيد حامد عندما قال إنه لم يكن يعلم بأنه طرف فى القضية المرفوعة ضد عادل إمام من البداية، وذلك بسبب اللبس الذى أثاره وجود دعويين قضائيتين فى نفس الاتجاه، والذى يلقى بتهمة ازدراء الدين الإسلامى على عدد من المبدعين والفنانين، ولكنه عاد ليؤكد أنه لم يشعر بصدمة تجاه هذه القضية، وذلك بسبب ثقته المطلقة فى القضاء وعدالة أحكامه.
وأضاف قائلا: «وحتى لو حكمت المحكمة ضدى فى أول درجة من القضية، فلم يكن ليزعجنى لأننى أعلم بأن هناك مراحل تقاضى تالية، وأنه فى النهاية لن يجور أحد على حقوقى».
وأشار وحيد حامد إلى تاريخه مع تلك المنازلات القضائية التى أجبر لخاضها على مدى رحلته مع الكتابة للسينما والتليفزيون، وقال إنه سبق وأن تعرض لقضايا مشابهة مع مسلسل «العائلة» الذى عرض فى عام 1994، فيلم «طيور الظلام» سنة 1995، و«النوم فى العسل» سنة 1996، ولكن لم يخف الكاتب الكبير شعوره بحالة من القلق بعد معرفته بشأن هذه القضية، وقال إن حالة التوتر التى صاحبة نظر الدعوى المرفوعة ضده هو والمخرجين شريف عرفة ونادر جلال ومحمد فاضل والكاتب لينين الرملى، كان سببها صدور حكم من محكمة الهرم فى اليوم السابق لنظرها بالحبس ضد الفنان عادل إمام فى قضية مشابهة، لكن هذا لم يؤثر إطلاقا على ثقته فى عدالة القضاء.
وعن تلك المفارقة التى ارتبطت برفض الدعوى المرفوعة ضدهم كمؤلفين ومخرجين فى الوقت الذى صدر فيه حكم على عادل إمام عن نفس الاعمال قال: «لا أرى أى شىء غريب فى هذا، لأن كل قاضٍ يحكم برؤيته الخاصة فى القضية، وهذه هى طبيعة الأشياء، وإن كانت هناك أشياء قد غابت عن المحكمة فى الجولة السابقة، فهناك درجة أعلى من درجات التقاضى، فرصة متاحة لتوضيحها أمام محكمة أعلى فى المرحلة المقبلة، ونحن ثقتنا لا تتزعزع إطلاقا فى عدالة قضاء المصرى ونثق أنه لن يجور أحد على حقوقنا، فكل قاضٍ يحكم بمعاييره وليس من حق أحد أن يتدخل فى رؤيته، ولكن من حقنا أن نطلب إعادة نظر القضية أمام محكمة أخرى وفق ما يتيحه لنا القانون».
وعلق وحيد حامد بأن هذه القضية جاءت فى كجزء من الحالة القلق العام التى وصلنا لها فى ظل النظام الذى يحكمنا الآن، التى تدفعه للقلق على هذا البلد وليس على الفن فقط، فما يهدد الفن يطول التعليم والصحة، وغيرهما، ويجعل مساحات التفاؤل تتقلص إلى أقصى درجة.
فيما أبدى دهشته من توجيه هذه التهمة لفيلمه «الإرهاب والكباب»، الذى يعرض بشكل مستمر على القنوات الفضائية والأرضية، ولم ير فيه أحد شيئا مسيئا، لكن هناك بعض الناس يرون الباطل حقا، والحق باطل، وأمور تدفعنا لأن نقول إننا نعيش حالة مسخ، ففى هذا الزمن نتوقع أن يحدث أى شىء.
وأضاف حامد: أتمنى أن يحدث خير، وأن تقف الأمور عند هذا الحد، ولكن من يدرينا بأن الطرف الثانى يقصد من رفع الدعوى القضائية لن يذهب للاستئناف فى دائرة أخرى.
وعن دور الفنانين فى الضغط لتأكيد حرية الإبداع بشكل دستورى، ولاستصدار القوانين التى ترسم حدود هذا الإبداع، قال وحيد حامد: «نحن لا نريد أن نعطى الفنان ميزة عن أى مواطن، لكننا نريد الحرية لكل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن، فلا يتعدى أحد على حقوقه المشروعة، ومنها حقه فى الإبداع والتعبير».