«الحمد لله.. مازال هناك بصيص أمل، ولكن يحزننى أن يصل بنا الأمر إلى تقديم المبدعين إلى ساحات القضاء».. هكذا علق المخرج محمد فاضل على الحكم الذى صدر برفض الدعوى المقامة ضده وعدد من السينمائيين بتهمة ازدراء الأديان. وقال: «للأسف الشديد لا أجد غير منطق (لا تقربوا الصلاة) هو من حكم المشهد العام فى تلك القضية، لأن انتزاع المشهد أو الجملة الفنية من سياقها العام فى الفيلم أو العمل الفنى سيؤدى إلى نوع من الانهيار الأدبى والفنى». وتساءل محمد فاضل: «هل يقبل تيار الإسلام السياسى المتحكم فى مصر الآن أن يُنسب إليهم الإرهابيون الذين تم الحكم عليهم فى تهم تتعلق بالإرهاب وحكم على بعضهم بالإعدام وعلى البعض الآخر بالسجن المشدد؟! وأجاب بحدة: لا أعتقد ذلك.. لأن الأفلام التى وردت فى سياق القضية وهى (الإرهابى، الإرهاب والكباب، طيور الظلام) تعرضت للإرهابيين وليس للإسلاميين، ولذلك لا أعتقد أنهم يرضون لأنفسهم أن يقارنوا بهؤلاء.
وتحدث فاضل بلهجة حزينة، قائلا: «إذا كان الأمر وصل للحكم على الإبداع من خلال القضاء وليس بالرأى، فربما يصل الأمر إلى الحجر على رأى المواطن فى الأمور العامة مادام أنها تتعارض مع رأى الغالبية الذين نعرفهم تماما، فمثلا من الممكن أن نفاجأ بشخص يُهاجم لمجرد أنه عارض تحويل نظام الثانوية العامة إلى سنة واحدة، وأقول لتيار الإسلام السياسى إنه إذا كان بينهم مبدعون فليتقدموا بهم ويعرضوا أفكارهم من خلال الفن».
ولم يخفِ فاضل دهشته البالغة عندما علم للمرة الأولى عن وجود دعوى مقامة ضده بتهمة ازدراء الأديان، وقال: «عندما سمعت بالخبر حزنت جدا بسبب وصول مصر لتلك المرحلة التى يتم فيها الحجر على الفن والإبداع».
وتساءل باستنكار: كيف توصى لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب أن تتم مراجعة جميع الأفلام القديمة وحذف بعض المشاهد منها؟! فنحن لا يمكننا ذلك لأنه حق أصيل لأصحابه». وأضاف: «حزنت أيضا وانتابنى الاستغراب الشديد لأنه ورد اسمى فى تلك القضية باعتبارى مخرج مسرحية (شاهد ماشفش حاجة) للتليفزيون منذ 35 عاما، فمن أقام الدعوى تنبه بعد كل هذه المدة للمسرحية وتم اتهامنا بازدراء الأديان». وشدد فاضل على أنه لا يجب الحكم على الفن بتلك الطريقة بل يجب أن يقيم من قبل أساتذة متخصصين لأنهم الأجدر على الحكم، كما أن المبدعين والفنانين لا يعملون فى فراغ لأن هناك قانونا يحكم العملية، وهو قانون الرقابة على المصنفات الفنية التى أجازت كل تلك الأعمال.