فاروق الإسلام عمر بن الخطاب - بوابة الشروق
الإثنين 26 مايو 2025 1:02 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فاروق الإسلام عمر بن الخطاب

الشروق
نشر في: الأحد 29 يوليه 2012 - 11:25 ص | آخر تحديث: الأحد 29 يوليه 2012 - 11:25 ص

قدم الكاتب عبدالرحمن الشرقاوى رثاء شديدا بكى فيه فاروق الإسلام عمر بن الخطاب بعد أن فرغ من رواية سيرته الثرية، التى قدر أن تنتهى بجريمة تاريخية بخنجر أبولؤلؤة المجوسى الذى طعن بن الخطاب.

 

واستعان الشرقاوى فى كتاب «سيرة عمر» بعشرات المراجع والأعمال لشخصيات ومفكرين وفلاسفة مثل نهج البلاغة للإمام على بن أبى طالب، والاجتهاد للدكتور عبدالمنعم النمر، والأحكام السلطانية للمواردى، والأحكام فى أصول الأحكام لابن حزم، وأسد الغابة لابن أثير، والعبقريات لعباس محمود العقاد وسيرة عمر بن الخطاب لابن الجوزى، والسيرة النبوية لابن هشام، والفتاوى الكبرى لابن تيمية.

 

بعد ذلك، سجل الشرقاوى فى كتابه « الفاروق عمر» ــ الذى يقع فى 318 صفحة ــ رحلة الخطاب منذ صباه ورسم ملامحه وعرض لنشأته فى بيئة صلبة وسط قبيلة بنى عدى الفقيرة، التى شب بها ليصبح أحد أقوى رجال عصره، وأكثرهم تعصبا للجاهلية، بل وأكثر أهل مكة بطشا بمستضعفيها الذين اعتنقوا الإسلام.

 

عبر الشرقاوى عن مشاعر التناقض والارتباك التى كانت تصيب الخطاب عند سماع القرآن الكريم، التى كانت تتأرجح بين الغضب الشديد والخشوع الذى لم يشعر به من قبل عند سماعه لكاهن أو شاعر، ومع ذلك آثر أن يختبر داخله هذا الوهج، ولم يسلم حتى جمعه موقف عصيب مع شقيقته فاطمة التى أعلنت إسلامها وزوجها، وقرأ فى منزلها للمرة الأولى صحيفة قرآنية توجه بعدها إلى الرسول الكريم محمد بن عبدالله (ص)، وأشهر إسلامه بين يديه ليكتمل عدد المسلمين آنذاك أربعين، ولقبه رسول الله بعدها بالفاروق بعد أن آثر إعلان إسلامه وقال «والذى بعثك بالحق لأعلنن الإسلام كما أعلنت الشرك».

 

ناصر الفاروق الرسول وارتبط ارتباطا شديدا بأول خلفاء المسلمين أبوبكر الصديق وبكاه بكاء شديدا بعد موته، وبويع ثانى الخلفاء الراشدين ليصبح أميرا للمؤمنين، وأسس الدولة الإسلامية، وأقام أركانها وبسطها حتى بلغت بحر الزوين شرقا وحدود تونس غربا وبلاد الروم شمالا والسودان جنوبا، وأصبحت بذلك أكبر دولة فى العالم عرفها الناس آنذاك، حتى تولى خلافة وحكم عملا عشرة أعوام ونحو نصف العام حتى أصبحت الدولة الإسلامية أعظم دول الزمان، ففى عهده فتحت العراق ومصر وليبيا والشام وفلسطين وصارت القدس فى ظل الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين وفى عهده قضى على أكبر قوتين عظمى فى وقته دولة الروم ودولة الفرس.

 

روى الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى سيرة الخطاب بأسلوب سردى حكائى جعل كتابه عن الفاروق شديد التشويق ــ على الرغم من أن أنها ليست السيرة الأولى، أو الوحيدة التى تكتب عن عمر بن الخطاب ــ ما بين وصف ملامحه كقائد وحاكم عظيم وحتى قصصه فى الزهد التى كان أشهرها نومه تحت الشجرة وطهيه للسيدة الفقيرة أم اليتامى حتى تطعم صغارها.

 

بكى الشرقاوى الخطاب بوصفه أول حاكم فى التاريخ كفل للناس حرية العقيدة وحرية الفكر، وأول من تفقد أحوال الرعية فى النهار والليل ورفع عنها إصرها ونصر ضعفاءها، وأطلق فى المجتمع الحرية الدينية والعقلية، وأول من سأل كل من تولى أمرا من أمور المسلمين من أين لك هذا؟



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك