هذا العيد سوف يكون استثنائيا للطفل زياد، الذى لم يكمل المرحلة الابتدائية.. «هشترى طقم جديد له ولمحمد وروان».
سناء والدة زياد هى الأخرى ستحتفل بطريقة مختلفة عن أعياد قاسية مضت، «السنة اللى فاتت كانت دمعتى على خدى، والعيد داخل علىَّ ومش قادرة أشترى لهم أى حاجة جديدة».
منذ عامين وصلت أزمة سناء لذروتها، ازداد مرض الزوج، والدخل لا يتجاوز 800 جنيه شهريا، أما المشكلة الأكبر فكانت دينا قيمته 3 آلاف جنيه تعثرت فى سداده، وأصبح دخولها السجن وشيكا.
الآن سددت السيدة سناء الدين، وامتلكت مشروعا صغيرا لبيع الملابس الجاهزة.
سناء، واحدة ضمن العشرات اللاتى يستهدفهن مشروع الغارمين الذى أطلقته مؤسسة مصر الخير قبل ثلاث سنوات.
جلست وسط زميلاتها فى المؤتمر الذى أقامته المؤسسة قبل رمضان بأيام، للاحتفال بمساعدة 10 آلاف غارم.
«الغارم من حصل على قرض ولم يتمكن من سداده»، جابر رشدى، المنسق المالى ونائب مدير مشروع الغارمين، يشرح الهدف من المشروع، «يعنى أى حد عليه وصلات أمانة أخد قرض أو سلفة ومش قادر يرجعها يتصل علينا».
عنوان الفرع الخاص بمساعدة الغارمين هو 12 شارع الشويفات بالتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة، و3 شارع حافظ بالعجوزة، ويمكن الاتصال على رقم 37611190، أو الخط الساخن للمؤسسة 16140.
فريق عمل المشروع 35 عضوا، المهمة المحددة هى إنقاذ كل المتعثرين فى سداد الدين، من على وشك دخول السجن مثل سناء، أو من صدر بحقه أحكام بالسجن.
«إحنا شغالين فى 41 سجن على مستوى الجمهورية»، والكلام لحازم محمود، أحد أعضاء فريق المحامين العاملين فى المشروع.
حازم يقول إن معظم الغارمين من السيدات، أما السبب فى معظم القضايا، «أن فيه حد كتب وصولات أمانة على بياض».
فى سجون مصر قابل حازم حالات مختلفة، ولكن البداية غالبا وصل أمانة، قد يكون ثمنا لأجهزة كهربية تشتريها الأم لجهاز ابنتها، أو يشتريها الأب فى محاولة لبداية تجارة صغيرة. الخطأ الذى يقع فيه الغارم كما يشرح المحامى «إنه بيكتب أكثر من 20 وصل على بياض، والكارثة الكبرى تكتمل عندما يطلب الدائن ضامنا، ويوقع فرد آخر من الأسرة على إيصالات الأمانة، التى لا تحمل مبلغا محددا».
«كده يبقى الأسرة كلها راحت»، غالبا ما يرفع الدائن القضية بأضعاف المبلغ، وبدون علم الغارم، «وكل وصل عليه حكم، وشوف بقى كام وصل ممكن يكون مضى عليهم».
المشكلة الأساسية فى تلك القضايا، «أن الأحكام الصادرة ضد المحبوسين واجبة النفاذ، ولا تقبل التفاوض».
بداية مهمة حازم تبدأ بنزول فريق من الباحثين ليتأكدوا من سمعة الغارم وسبب الدين، ثم تبدأ مرحلة التفاوض الصعبة مع الطرف المدين، حتى يتنازل عن القضية.
«ودور المؤسسة لا يقف عند إخراج الغارم من السجن»، يشرح جابر رشدى، المنسق المالى ونائب مدير مشروع الغارمين، أن الخطوة الثانية هى توفير قروض متناهية الصغر للغارمين.
سناء اختارت مشروع الملابس الجاهزة، لم يتجاوز رأس ماله 3 آلاف جنيه، وتبعا لنظام المؤسسة فهى تمتلك المشروع بعد سدادها لأقساطه على مدى ثلاث سنوات، إذا نجح المشروع، وإذا تعثرت ففريق المشروع سوف يقدم المساعدة.
الفكرة فى سداد دين المشروع «أن الغارمين يساعدون بعضهم البعض، ولا تتوقف عجلة المشروع».
جابر رشدى، يوضح أنه لا يوجد حد معين لقيمة الدين على الغارم، «فى حالات ممكن يوصل فيها الدين لمبلغ 20 ألف»، وأيضا لا يوجد حد لرأس مال المشروع الذى يتم اختياره،
«المعيار الوحيد أن حالة الشخص تكون تستحق المساعدة». الآن استأجرت السيدة سناء دكانا لبيع الملابس «ونفسى يبقى سنتر كبير لبيع الملابس الجاهزة، يعنى سيدة أعمال كده على قدى».