دعا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسى المحتمل، الأغلبية البرلمانية بأن تمنح الآخرين قدرا أكبر من التسامح والطمأنينة من خلال التفاوض حول تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وقال: «اقترحت على النواب أن تأتى الجمعية بالكامل من خارج البرلمان، وأن الأفضل لهم الانشغال والتفرغ للعمل التشريعى والرقابى».
وتساءل خلال ندوة نظمتها اللجنة المصرية للعدالة والسلام بمدرسة العائلة المقدسة، مساء أمس الأول، «كيف يكون رئيس مجلس الشعب نفسه رئيسا للجمعية؟»، مشيرا إلى عدم تخوفه من وضع الدستور، لأن غالبية الشعب المصرى وسطى، ولن يقبل بأن يتم وضع أى شىء فج، ولو وجد شىء غريب سيرفضه.
وأضاف: «قلت لمن يعملون بالعمل العام أنتم جئتم لتخدموا الشعب، لا لكى تعلموه دينه، فنحن فى حاجة لأن نبحث عما بعد الدين»، مؤكدا وقوع الإسلاميين فى خطأ أثناء الإعلان الدستورى، لأنهم بعثوا رسالة إلى الناس بأن من يقول نعم فى الاستفتاء يدخل الجنة. وحول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين قال أبوالفتوح: «موقفى من الإخوان هو نفس موقفى من أى جمعية ذات نفع عام، وأى جمعية ستخرج عن القانون فإن سيف القانون يجب أن ينفذ عليها، وأولهم رئيس الدولة»، مشيرا إلى أن معركتى مع أعداء مصر وليس مع الإخوان، وتابع: «أنا فى خدمة كل المصريين دون استثناء، وسأكون موظفا عام برتبة رئيس دولة، ولن أبيع قيمى أو مبادئى من أجل الأصوات».
وأبدى تعجبه ممن يرددون هتاف «إسلامية.. إسلامية» قائلا: «وكأن مصر لسه بتدور على هويتها، مصر دولة إسلامية مدنية منذ قرون وتحترم كافة الأديان»، وشدد المرشح المحتمل على عدم وجود تناقض بين المفاهيم الإسلامية التى تدعو للمواطنة، ووثيقة المدينة التى كتبها الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث تعدل أول وثيقة تدعو للمدنية، واصفا القطيعة التامة بين الدين والدولة بأنه كلام نظرى غير مطبق مائة بالمائة حتى فى أمريكا وأوروبا، وقال مداعبا: «بوش مع كل اللى عمله من خراب قال إن ده جاء له من عند الإله».
وأضاف: «الإسلام كان ضحية جزء من أهله الذين أساءوا إليه ببعض الأفكار وساعد فى ذلك بعض الأجهزة التى تلقى الروع فى قلوب الناس بأن الإسلام هو منع النساء من قيادة السيارات وأن تكون المرأة قابعة فى بيتها لا تخرج إلا لزيارة القبور، صحيح أن هذه الأفكار موجودة، لكن فلننظر كم تمثل من مليار وثلث المليار من المسلمين حول العالم».
وتابع ابوالفتوح: «الذى نتبرأ منه هو أن تكون دولتنا دينية، فالحاكم فى الدولة الدينية يتستر بالدين لإخفاء بعض سلوكياته».