بأداء الدكتور محمد مرسي، اليمين الدستورية، أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، أصبح رسميا أول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية.

«بوابة الشروق» تنشر نص كلمتي الرئيس محمد مرسي، والمستشار فاروق سلطان، رئيس المحكمة الدستورية العليا، والذي تنتهي فترة خدمته اليوم السبت.

كلمة المستشار فاروق سلطان

السيد رئيس الجمهورية، السادة الزملاء أعضاء الجمعية العامة، وأعضاء المحكمة الدستورية العليا، وأعضاء هيئة المفوضين.

هذا اليوم يوم مشهود من تاريخ مصر، ذلك الذي سطر فيه شعبنا الصابر الثائر بدمائه المجد والكرامة والعزة والفخامة.. فاليوم نستقبل في المحكمة الدستورية العليا، هذه القلعة الشامخة، اندلاع الحرية والديمقراطية والعدالة، حصن الأمة المنيع في مواجهة البغي والظلم، واسترداد الحقوق.

نستقبل أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية، بإرادة شعبية ديمقراطية أثمرتها انتخابات حرة ونزيهة، حسم نتائجها قول فصل لجموع المواطنين.

نرحب بكم، ونعتز بوجودكم فى هذه المؤسسة الدستورية العريقة، التى تثق أنكم تشاطرون شعب مصر تقديركم لها، واعتزازكم بها، في حماية الشريعة، وإعلاء سيادة القانون على رؤوس كل العباد.

إن وجودكم سيادة الرئيس اليوم فى مقر المحكمة الدستورية العليا، التجسيد الحي الحقيقي لإعلاء الشرعية الدستورية، ترفعون بها راية الدستور فوق كل الهامات، وتطولون دولة القانون فوق كل الرقاب.

فاليوم الاحد الموافق 4 شعبان 1433هجرية، 24 يونيو 2012، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية عن فوزكم في الانتخابات، والجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، التي أشرف برئاستها، إذ تتقدم لسيادتكم بأصدق التهنئة، نتوجه إلى المولى القدير أن يوفقكم في مهمتكم الصعبة، وسدد على طريق الخير خطاكم، لأهل مصر وطنا  وشعبا.

وإعمالا بنص الفقرة الثالثة من المادة 30 من الإعلان الدستورى فى 17/6/ 2012، أدعو سيادتكم لأداء اليمين الدستوري..

وأدى مرسي بعدها اليمين الدستورية، ونصها: «بسم الله الرحمن الرحيم.. أقسم بالله العظيم، وأن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».

وقال مرسي بعدها في كلمته: «أتوجه بالتحية من القلب إلى شعب مصر، وأتوجه بالتحية الواجبة إلى الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، ولرئيسها، وأعضائها جمعيا، هذا الصرح، وهذه المؤسسة، التى نحرص عليها جمعيا، شعبا، وسلطة تنفيذية، وتشريعية، وأحرص على أن تبقى مؤسسة مستقلة قوية وفاعلة، ولا تشوبها شائبة، ومؤسسة مصرية على أرض حرة مع شعب حر، وننطلق جمعيا من اليوم؛ المحكمة الدستورية العليا، والقضاء المصري، وكذلك السلطة التنفيذية والتشريعية، تنطلق هذه السلطات الثلاث، والمحكمة الدستورية مكون أساسي ومحوري وجوهري، أقول ننطلق إلى الجمهورية الثانية، اليوم أسس الشعب المصري لديمقراطية حقيقة، لإعلاء مفهوم المؤسسية.

أحترم وأقدر، وأريد أن أقول بالنص، أحترم، وهذا واجب نحو السلطة القضائية والتشريعية، وأقوم بدوري لضمان استقلال هاتين السلطتين عن بعضهما، وعن السلطة التنفيذية.

أحترم المحكمة الدستورية وأحكامها، والقضاء وأحكامه، ومؤسساته جميعا، وهذا ما سوف نسعى إليه، والحمد لله أن لدينا هذه المؤسسات، وبها رجال مخلصون لوطنهم، حريصون على تحقيق مصلحته، يعرفون معنى احترام الدستور والقانون والأحكام.

اليوم تولد دولة مدنية دستورية حديثة، دولة قوية لشعبها وتاريخها، بمعتقدات أبناءها، وأشكركم جميعا، وأتمنى لكم التوفيق.