اختار عبدالرحيم كمال مؤلف مسلسل «الخواجة عبدالقادر» أن يبدأ أولى حلقات مسلسله بمشهد يضم عددا من الشباب المنتمين للتيار السلفى أثناء محاولاتهم هدم ضريح الخواجة عبدالقادر داخل إحدى قرى الصعيد وهو المشهد الذى أثار الجدل وسط اتهامات لصناع العمل بالاساءة للسلفيين ومحاولة تشويه صورتهم.
غير أن كمال يدافع عن نفسه قائلا: اخترت تلك البداية بعد أن وقعت أكثر من محاولة من قبل بعض المتشددين لهدم الأضرحة غير مبالين بهذا الشعب الذى يكرم الموتى ولعل هذا تجسد فى الحوار الذى دار بين الشاب المتشدد عبدالقادر ووالده الحاج كمال الذى يلعب دوره الفنان محمود الجندى.. هذا الرجل الصوفى الذى بدا يحكى لابنه قصة «الخواجة» الذى دخل الاسلام.
وأضاف: هذا العمل كتبته منذ عام وهو أكثر الأعمال التى أجهدتنى وأكثر مسلسل اشعر بالفخر تجاهه خاصة أننى سعيت فيه لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة تجاه الاسلام وإعادتها لاصلها بشكل درامى وبأسلوب ممتع ولعل هذا سبب اختيارى لهذه البداية بعد
وأكد عبدالرحيم كمال أنه لم يخش ردود أفعال «ضيقى القلوب»، وقال: أنا اتحدث عن سماحة الاسلام والمحبة وعن قصة رجل أشهر اسلامه ولا أتوقع أبدا أن أواجه التهم التى تطارد الفنان عادل امام وأقول للمتشددين إن الفن خيال ولا يجوز أبدا محاكمة أى إنسان على خياله.
وحول الارتباك الذى أصاب المشاهدين عند مشاهدة الحلقات الأولى تأثرا بالفلاش باك الذى يعتمد عليه، أوضح: لم يكن هذا هو الارتباك الوحيد الذى وقع للمشاهدين بل هناك أيضا هذا الحوار الذى يتحدث به الأبطال الذين يلعبون شخصيات انجليزية وهم يتحدثون لبعض باللغة العربية الفصحى وكفريق عمل كنا نعلم مسبقا أن هذا الارتباك سوف يحدث بالفعل وكان الأمر مقصودا ومبررا .
وأضاف: فبالنسبة للغة فلقد راعينا نسبة الأمية التى يعانى منها مجتمعنا ولم يكن مناسبا أن نجعل الحوار باللغة الانجليزية ونضع ترجمة مما يصعب على البعض قراءتها ولذلك لجأنا الى هذه الوسيلة التى استوعبها المشاهد بعد الحلقة الأولى، وفيما يتعلق بالفلاش باك فخطورته اذا كان بلا مبرر ولكنه هنا له ضرورة قصوى فنحن نسعى لضم الماضى بالحاضر وبعد مرور عدد من الحلقات سنكتشف أنها حدوتة متكاملة ينصهر فيها الزمن.
وحول الاستغناء عن أغنية تتر المسلسل والاكتفاء بمقطوعة موسيقية للموسيقار عمر خيرت، قال كمال: هذا الأمر متعمد خاصة أننا بصدد عمل روحانى صوفى.. والموسيقى هى أقرب لترجمة هذا العمل بخلاف مسلسل «شيخ العرب همام» فهو عمل ملحمى كانت هناك ضرورة لوجود أغنية بالتتر بمثابة مقدمة لحكى قصة المسلسل.
وعن سر تخلى الفنان يحيى الفخرانى بطل العمل عن شاربه فى المسلسل قال: ونحن نناقش تفاصيل العمل توقفنا كثيرا عند الشكل واقتنع الفنان يحيى الفخرانى بضرورة الاستغناء عن شاربة لأن الشخصية تحتاج لوجه برىء تعكس قلب صاحبها الطيب والشارب أحيانا يعيق توصيل هذا المعنى.
عبدالرحيم كمال يتحدث عن تفاصيل الحلقات المقبلة، ويقول ستشهد إشهار الخواجة هربرت اسلامه وتغيير اسمه الى عبدالقادر وبعدها سوف يتجه الى الصعيد هذا المجتمع القاسى وهناك سيرى المشاهد كيف سيتعامل هذا الرجل الطيب فى هذه الأجواء الصعبة.
مسلسل «الخواجة عبدالقادر» هو العمل الثالث لكمال الذى تدور أحداثه فى بيئة صعيدية وهو ما يعتبره المؤلف أمرا طبيعيا، ويقول: ربما لأننى بالأساس منتمٍ للبيئة الصعيدية فأنا متأثر بها بشدة وإن كنت حاولت الخروج منها بكتابة مسلسل «بين شوطين» وكان من المفترض أن يلعب بطولته الفنان نور الشريف لكن حالت الظروف دون انتاجه.
وأضاف: بمناسبة الحديث عن نور الشريف فقد كانت أول مكالمة تهنئة بالمسلسل تلقيتها من الفنان نور الشريف الذى اثنى على العمل وكانت لهذه المكالمة تأثير بالغ عليّ لاعتزازى بهذا الرجل الذى قدمت معه أول أعمالى «الرحايا».