لماذا فشلت السينما المصرية في تجسيد ثورة 25 يناير المجيدة - بوابة الشروق
الجمعة 20 يونيو 2025 11:05 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

لماذا فشلت السينما المصرية في تجسيد ثورة 25 يناير المجيدة

داوود عبدالسيد
داوود عبدالسيد
القاهرة - أ ش أ
نشر في: الثلاثاء 31 يناير 2012 - 2:25 م | آخر تحديث: الثلاثاء 31 يناير 2012 - 2:25 م

السينما المصرية تاريخ طويل من الإبداع بدأ منذ أكثر من مائة عام ورغم مشاركة الأجانب والعرب في نشأتها إلا أنها تميزت بمصريتها ونجحت  في نقل واقع الحارة المصرية بتفاصيلها،كما كانت تجسيد حياة المواطن المصري على  اختلافه على مدار تاريخها،وحاربت الفساد والمفسدين،وواكبت ثورة 23 يوليو 1952،كما  جارت الأحداث التي مرت بها مصر،غير أنها لم تواكب أحداث ثورة 25 يناير التي  لاتزال بعد تدهش العالم.

 

ووقف القائمون علي صناعة السينما ينتظرون تهدئة الأوضاع وعودة الهدوء للشارع وهو ما يتعارض مع تكوينها الوطني فهل نجح النظام البائد في تغيير النهج الوطني  للسينما وجعلها مؤسسة حكومية تنتظر الأوامر حتي تنفذ ! وهل تحتاج السينما إلي ثورة  بداخلها حتى تواكب الحدث الجلل وهو الثورة! وهل تعاني من أزمة بعد الثورة!  

 

يقول المخرج داود عبد السيد إن السينما المصرية  طوال تاريخها العريق قدمت صورة حية للحياة في مصر والشعوب العربية عرفت مصر جيدا  وفهمت اللغة العامية المصرية بل وأدق التفاصيل عن مشاكلنا وذلك بفضل عراقة وقدرة  السينما فهي قريبة من الواقع تنقل التغيرات وتحللها،كما نجحت في التنوع الشديد من  أفلام إجتماعية وكوميدية وسياسية وتاريخية،وغيرها وذلك في سهولة ويسر فهي تملك  كافة الأدوات لذا تصدقها حتى وأن فضلت عليها السينما الأمريكية والتي تتمتع بتقنية أعلى.

 

ويضيف أن السينما المصرية تعرضت على مدار تاريخها لمحاولات إستمالتها من النظم  الحاكمة وبعض القوى السياسية ونتج عن ذلك بعض الأعمال مثل سلسلة أفلام إسماعيل  ياسين والتي صنعت من أجل الدعاية للجيش والشرطة وأعمال إخري تمجد لثورة 1952 ثم  جاءت حقبة الرئيس السادات لتثني السينما على حكمته وقدرته على التصدي لمراكز  القوى إلا أن السينما المصرية سرعان ما تعود لتوازنها وإنتمائها للشارع المصري.

 

ويؤكد أن السينما المصرية كانت إذكى وأنضج من النظم الحاكمة ولم يسيطر عليها  فكرأو تيار لذا إستمرت حتى في أحلك الظروف وتعدت الحدود الجغرافية. ويشير إلي أن ما تشهده السينما المصرية حاليا من أزمة ليس بسبب النظام السابق  الفاسد بقدر ما هي أزمة في الفكر وقصور فى الإبداع نتيجة لدخلاء المهنة وإستمرار  السياسات تسويقية لم تعد صالحة في هذا الوقت.

 

وقال المخرج داود عبد السيد أن عدم ظهور ثورة 25 يناير علي شاشة السينما برغم  مرور عام على قيامها لا يعني أن السينما غير قادرة أو إستسهال القائمين على  الصناعة ولكن لسبب بسيط هو أن الثورة لم تحقق حتى الان أهدافها، موضحا أن الثورة لم  تقم من أجل إسقاط مبارك ونظامه وانهاء مشورع التوريث ولكن الثورة الحقيقية هي  عودة كرامة المواطن المصرى وأن يعرف حقوقه وواجباته وقيام دولة مدنية تحترم المواطن وانهاء النظم الشمولية للأبد وبالتالى فان صناعة فيلم هى محاولة منقوصة تفتقد لمقومات النجاح والإقناع بعظمة الثورة.

 

ويضيف أن السينما التسجيلية هي المنوط بها تسجيل الثورة منذ قيامها وحتى هذه  اللحظة وهو ما تحقق بالفعل،مشيرا إلي أن هناك العديد من الأفلام التسجيلية التي  شاهدها الجمهور وأثنى عليها لكونها تنقل مشاهد حقيقية بجانب شهادة من شاركوا في  الثورة وهذا جزء من عمل السينما المصرية.

 

من جهته يؤكد المخرج سعيد حامد أن السينما المصرية شهدت فترات من الإنتعاش  يعقبها إنتكاسة نتيجة للظروف التى تشهدها مصر لكونها جزء من النسيج المصرى  والسينما برغم ذلك نجحت طوال تاريخها في التعبيرعن الثقافة المصرية بشكل خاص  والعربية بشكل عام وتربعت على القمة ولم تنجح أي سينما في المنطقة أن تتغلب عليها  نتيجة لسهولة اللغة المصرية واحتضان وإستيعاب المواهب المختلفة وكم المواهب الفذة  في كفة عناصر الصناعة.

 

ويضيف أن السينما المصرية تمر الان بمرحلة تشبع بعد فترة من الإنتعاشِ إستمرت  أكثر من 15 عام لذا تحتاج السينما حاليا لثورة شاملة تعيد مسار الصناعة لسابق  عهدها. وأوضح إن السينما المصرية لن تستطيع تقديم الثورة على شاشتها حاليا نظرا  للحالة المتردية التى تمر بها مصر مع عدم تحقيق مطالب الثورة التي قامت من أجلها، كما أن السينما مازالت تعاني من سيطرة بعض المنتجين الذين إختاروا النجاح التجاري  بعيدا عن المضمون.

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك