وقع الكاتب الصحفي طارق مصطفى المتتالية القصصية (الشوارع الجانبية للميدان) الصادرة عن دار الربيع العربي، وذلك مساء أول أمس الخميس 29 مارس، وسط حشد من القرَّاء والنشطاء السياسيين والحقوقيين.
قدَّم الحفل أحمد سعيد الباحث اللغوي ومدير دار الربيع العربي، الذي تحدث عن المتتالية وظروف نشرها وعمَّا تمثِّله للدار من أهمية، حيث اعتبرها نقطة الانطلاق نحو نشر الفِكر الثوريّ الحُرّ الذي لن يكتبه مؤرخو الثورة من الذين حكموا، قائلًا "في كل ثورة يكتب المنتصرون تأريخها كما يرون وبما يناسب فِكرَهم، بينما الذين ثاروا ولم يحكموا يتم تهميشهم، هنا في الشوارع الجانبية للميدان تأريخ موازٍ يحكي عن الشوارع الجانبية التي أدَّت بهؤلاء البشر للثورة.
مؤكدًا"أنتم الشوارع الجانبية للميدان ... كل واحد وواحدة منكم يمثِّل طريقًا للثورة".
المدوِّن السكندريُّ أحمد بلال قدَّم قراءةً للمتتالية لخَّص فيها ملاحظاته "فى البداية يُطالعك الغلاف ويلفت نظرك الكرسي الجلدي القديم المهترئ أمام حائط أُصيبَ بالعديد من الرصاصات والخرطوش على بداية مدخل شارع جانبي مظلم، ولوحة الشارع الدالة على اسمه منزوعة من الحائط لتجد بدلًا منها لوحة أخرى جديدة تمامًا تظهر جليةً فى المشهد مكتوب عليها (شارع عيون الحرية - محمد محمود سابقًا، مع رقم المبنى الذي يحمل الرقم 25)،
لا تنس أن تلاحظ الدماء التي تنساب من حرف العين في كلمة الشوارع لتعبر عن عيون كثيرة نزفت، وربما كانت سببًا في فقد أصحابها نور أبصارهم للأبد وربما فقد حياتهم أيضًا"!.
ويضيف أحمد بلال "على الأرض تجد إحدى الكمامات مغطاةً بالدماء بجانب باب معدني لمحل مغلق، ويجب ألَّا نغفل عن حنفية المياه الخاصة بقوات المطافي والتي تبدو كأنها لم تُـمَس من قبل، ولن تُـمَس أبدًا، وأرجوك أن تحذر أن تصطدم عيناك بقنبلة الغاز المسيل للدموع الفارغة هناك بجانب الكرسي".
ويليه تقديم نوال السعداوى المميز للكتاب بالرغم من كونها قارئة مخضرمة أكثر منها ناقدة، وباعترافها في المقدمة إلا أنها كتبت مقدمة تشويقية كأنك ترى إعلانًا لفيلم سينمائي تنتظر عرضه قريبًا، متمنيةً النجاح لكاتب وكتاب غير تقليدي وثوري على حدِّ قولها.
حيث قالت "لا يمكنك مهما تجنيتَ أن تحصر كل قصة من الأربع عشرة قصةً في شخصية بطلها فقط، ولكنك تعيش بقلبك في مواقف ربما عشت بعضها أو حتى رأيته من قبل. مع رسوم داخلية جرافيتيَّة قبل كل قصة بالأبيض والأسود تعبر عن شخصية قصتها، هناك الشخصيات الثانوية في القصة والتي لا تنحصر أدوارها في إظهار الشخصية الرئيسية فقط، ولكنها هي أيضًا بثانويتها تستعد لخلق قصص أخرى بطوليَّة، بلا نهاية".
وتضيف "بداية جريئة قوية لكاتب شاب لم تخلُ من مستوى راقٍ من الكتابة يتساوى مع مستوى العديد من الكتاب البارزين، لكنها تختلف في أسلوب رشيق ينساب تحت عينيك يجعلك في بعض الأحيان ترى الأحداث كمشاهد سينمائية، منتظرًا ظهور التترات خاصة مع أحداث تصلح للتمثيل الدرامي".
طارق مصطفى عبر خلال كلمته عن سعادته بخروج المتتالية للنور، وأكَّد أنه لا يهتم بأرشفة الثورة، وأنه ما قصد من هذه القصص التأريخ للثورة، بقدر ما همَّه التأريخ للبشر الذين عاش معهم ورأى تضحياتهم وقوتهم في الدفاع عن حقهم، وتكاتُفهم وتغافُلهم عن اختلافاتهم لأجل تحقيق مطالبهم المشتركة.