لليوم الرابع على التوالي تظاهر المئات من الوافدين والبدو وعدد من أفراد الشرطة أمام ديوان مديرية أمن جنوب سيناء؛ للمطالبة بعودة الأمن مرة أخرى إلى المحافظة بعد تكرار حوادث السطو المسلح والسرقة من قبل الملثمين؛ حيث افترش المتظاهرون أمام مديرية الأمن وأغلقوا باب المديرية أمام الجميع؛ وقاموا بعمل خيمة كبيرة أمام مديرية الأمن واعتصموا بداخلها لحين عودة الأمن.
وفي السياق ذاته؛ أدت أعداد كبيرة من المواطنين من البدو والوافدين صلاة العشاء والقيام أمام مبنى مديرية أمن جنوب سيناء بمدينة طور سيناء؛ وبعد انتهاء الصلاة تجمعوا أمام بوابة المديرية وطالبوا عبر مكبرات الصوت بنزول مدير الأمن لهم؛ كما طالبوا بإقالته هو والمجموعة المحيطة به.
وردد المتظاهرون هتافات (يا وزير الداخلية مش عايزين الأشكال ديه)؛ و(يا رئيس الجمهورية مش عايزين الأشكال ديه)؛ و(لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله).
من جانبه؛ انتقد غريب حسان- عضو مجلس الشعب السابق؛ تقاعس الأمن وعدم نزوله الشوارع للقبض على المجرمين؛ وطالب مدير الأمن القيام بحملات بنفسه والقضاء على البلطجة مثل باقي المحافظات. أما جمعة مبارك- من قبيلة القرارشة؛ يقول إن «الأمن عندنا لا يعمل وهم يعرفون البلطجية ويتركونهم؛ وإذا أمسكوهم يتركونهم مرة أخرى؛ ومشايخ القبائل مستعدين يعملوا لجان شعبية ويعيدوا الأمن مرة أخرى؛ رغم أن البدوي ما يصحش يمسك بدوي لكن الضابط ده عمله ومعظم المشاكل بتيجي من المحافظات المجاورة؛ وهم يدعون أنهم من بدو جنوب سيناء وهم ليسوا كذلك؛ ولو أغلق الأمن مفارق وادي فيران ومفارق وادي الطور بسيارات مدرعة سيعود الأمن مرة أخرى».
وقال جمعه مبارك -في كلمه ألقاها أمام المواطنين- إن «الضباط يقولون له عندما يطالبهم بالأمن إن البركة فيكم أنتم»؛ وتساءل لماذا يقبض الأمن رواتبهم بدون عمل؟. وطالب عصام خضير؛ بالتوقف عن العمل أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس احتجاجًا على الانفلات الأمني الشديد؛ خاصة بعد تكرار حوادث السطو المسلح على الطريق الدولي وعلى الصرافين بالمديريات؛ وآخرها مصرع صراف التعمير داخل مقر عمله.
كما طالب حسن محمد مقبول- من قبيلة المزينة؛ بسرعة عودة الأمن حيث تأثرت الحركة السياحية بأحداث الانفلات الأمني؛ مما أثر على دخول البدو والعاملين في مجال السياحة.
هذا؛ وقد انضم للتظاهرة ائتلاف أفراد الشرطة بجنوب سيناء؛ والذين طالبوا بتفعيل دور رجال الأمن؛ وإقالة القيادات الأمنية المتخاذلة؛ وقد اتفق المواطنون على العودة للاحتجاج أمام مديرية الأمن اليوم الثلاثاء.
وعلى جانب آخر؛ أكد مصدر أمني رفيع المستوى في تصريحات خاصة لـ«بوابة الشروق» أن الأمن في جنوب سيناء يتحمل ما لا يطيق؛ فالمحافظة مساحتها 30 ألف كيلو متر مربع تقريبًا وبالتالي تحتاج أعداد كبيرة لتأمين طرق المحافظة التي تبلغ 1000 كيلو تقريبًا؛ وهي كبيرة جدًا بالمقارنة بعدد الضباط والأمناء.
وأوضح أن الأمن يقوم بتأمين كل شيء سواء منشآت أو حتى سيارات فكل سيارات نقل الأموال والوقود ونقل البضائع؛ حتى سيارات المواطنين نقوم بتأمينها وهو أمر صعب للغاية إلى جانب السياحة؛ وبالتالي فالوضع في سيناء يختلف عن باقي المحافظات؛ خاصة وأن العصابات المسلحة تسكن الجبال ولديها أحدث أسلحة.