أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، اليوم الإثنين عن إنطلاق البث التجريبي الأول لـ «الأذان الموحد» والذي من المقرر أن يتم تطبيقه في جميع مساجد مصر الفترة القادمة.
وقال رئيس قطاع مكتب الوزير والمشرف على الآذان الموحد اللواء عمرو شكري في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، إن البث التجريبي للأذان الموحد سيستمر مدة أسبوعين؛ ثم سيتم بعدها بثه بشكل رسمي بعد تقييم التجربة وتعميمها، من خلال عدة مراحل لتشمل كل مساجد محافظات مصر
والأذان الموحد هو استراتيجية جديدة اعدتها وزارة الأوقاف المصرية، لمنع إذاعة الأذان في المساجد المصرية بأصوات غير مستحبة، نتيجة انتشار ظاهرة «نشاذ أصوات المؤذنين» في مساجد مصر، فهو ينوب عن دور المؤذن، حيث ستتلقى المساجد إشاراة بث أذان محدد ينطقه مؤذن واحد، عن طريق تثبيت أجهزة أستقبال إشارات في جميع مساجد مصر لتلقي وإذاعة الأذان.
وشهدت مساجد الفتح في رمسيس، وحسان ابن ثابت بحدائق القبة، جامع البنات بالأزهر، اليوم انطلاق أول بث تجريبي للأذان الموحد.
وتختار وزارة الأوقاف أفضل المؤذنين ممن أجتازوا اختبارات متنوعة لرفع الآذان الموحد بأفضل الأصوات، بعد أن وافقت عليه دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف.
وأعدت وزارة الأوقاف المصرية التجهيزات التقنية للأذان الموحد بالتعاون مع وزارة الإتصالات والهيئة العربية للتصنيع، وكلية الهندسة جامعة القاهرة، ليتم بثه من المقطم الى مبنى الإذاعة والتلفزيون ثم الى المساجد في الأوقات الشرعية للأذان.
يذكر أن فكرة تطبيق الأذان الموحد ظهرت لأول مرة في مصر عام 2009، لكنها لاقت جدلا واسعا بين علماء واساتذة الأزهر الشريف، حول مدى مشروعيتها من الناحية الدينية، حيث استند العلماء المعارضون على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة»، لترد دار الإفتاء عليهم بأن توحيد الأذان جائز شرعا وليس بدعة.
إن تجربة الأذان الموحد التي تخوضها مصر الآن ليست بجديدة على الوطن العربي، فقد طبقتا 4 دول عربية قبل مصر، هي..
الإمارات
في عام 2004، خاضت الإمارات تجربة الأذان الموحد، في إمارات أبو ظبي، في سابقة من نوعها داخل الوطن العربي، وبحسب صحيفة «الشرق الاوسط»تم رفع الآذان الكترونيا في جميع المدن بصوت مؤذن واحد اختارته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، في حين احتفظ المؤذن في كل مسجد بدوره في رفع الإقامة عند حلول الصلاة.
وطبقا لصحيفة البيان، عممت التجربة على معظم مساجد الإمارات، فقد أعلنت الإمارات الإثنين عن 1050 مسجدا على أرض الإمارات اصبحت تصدح بالاذان الموحد عن طريق الأقمار الإصطناعية.
سوريا
بهدف التقليل من "الفوضى الصوتية" أعلنت وزارة الأوقاف السورية في مطلع عام 2007 عن توحيدها لأوقات الآذان في جميع المساجد عن طريق مركز واحد، وعبر شبكة إذاعية لاسلكية موحدة.
فلسطين
أدخلت فلسطين تجربة الأذان الموحد في عدة مدن مختلفة في القدس عاصمة فلسطين.
واعلن وزير الاوقاف والشؤون الدينية، يوسف أدعيس، في فبراير عام 2016 عن إطلاق البث الفضائي لإذاعة "فلسطين للقرآن الكريم والأذان الموحد"، بما يمكن 23 دولة عربية من سماع البث لأول مرة في العالمين العربي.
وأعلنت بلدية نابلس، في نهاية مايو الماضي عن تحديث نظام بث الاذان الموحد بتحويله من النظام السلكي الى نظام البث الفاضائي.
وقال موقع فلطسين اليوم، عن رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي رفعت، قوله إن البلدية بدأت منذ العام 1965 بربط مساجد المدينة بشبكة الأذان الموحد، حتى وصل عدد المساجد التي تغطيها الشبكة سلكيا إلى 115 مسجدا، بطول 160 كيلومترا مضيفا أن التحديث جاء بعد أن عانت الشبكة من عدة أعطال وصيانات.
الأردن
في أكتوبر عام 2017 خاضت المملكة الأردنية لأول مرة تجربة «الأذان الموحد»، في محافظة الطفيلة، بعد أن أنتهت مديرية اوقاف المحافظة من الاستعدادات الإدارية والفنية اللازمة لإطلاق المشروع في 185 مسجدا في مناطق عدة، وتم تزويد مساجد المحافظة بأجهزة تقنية، ما ساعد المصلين على أداء صلواتهم في المواقيت الشرعية بعد أن كانت تختلف من مسجد الى آخر.