هل من حلقة أخيرة لمسلسل الإجرام؟
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 1 فبراير 2014 - 5:00 ص
بتوقيت القاهرة
أشعر بغصة مؤلمة كلما طالعت أنباء تشير إلى انتشار جرائم بيع الأعضاء البشرية والاتجار فيها فى مصر وهى الآن فى تزايد وازدهار.. لم لا ومن الطبيعى أن تورق أغصان الشر وتتعمق جذوره فى أيام الغمة وسنوات المحن. تتصدر مصر الآن قائمة العار فهى على رأس القائمة فى منافسة دائمة مع تركيا التى يلجأ إلى جراحيها الآن مرضى أوروبا بحثا عن قطع غيار آدمية. مازال العالم يذكر صور تلك الفيللا الأنيقة على ضفاف البسفور والتى حولها بأكملها الطبيب المعروف إلى مركز للجراحات غير المشروعة وتجارة الأعضاء لأثرياء فى أوروبا المرضى. ومازلنا نحن هنا نستقبل أخبار تلك الجرائم رغم تكرارها بدهشة تليق بها تتجدد فى كل مرة كما لو أنها تحدث للمرة الأولى. عناوين مثيرة وتفاصيل درامية تتحدث عن ضراوة الفقر الذى يدفع الإنسان المصرى لبيع قطع من لحمه الحى وأسماء لأطباء دائما مشهورين. ونجوم عديدة وسيوف متقاطعة تشير إلى فرق البحث والخطط الأمنية التى أوقعت المجرمين فى شبكة العدالة!
أصبحنا فى ترقب دائما للحلقة القادمة من مسلسل الإجرام الذى يعرض على شاشة الواقع المصرى القاتم. لا أحد يسأل بجسارة عن موعد الحلقة الأخيرة.
قد تبدو بادرة تفاؤل فيما أقره دستور 2014 وقد نصت مواده 6 و61 على ما يؤكد على حرمة جسد الإنسان ويقر أن الاعتداء عليه أو تشويهه أو التمثيل به يعد جريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون المصرى ويحظر الاتجار فيه أو أى أعضائه.
ينظم أيضا ويدعو لثقافة ربما كانت إلى حد بعيد غريبة على عقل الإنسان المصرى: ثقافة التبرع بالأعضاء لمن هم بحاجة ماسة إليها أملا فى الحياة. الواقع أن هناك بلادا عربية سبقتنا بصورة تدعو للاحترام والإعجاب أولها المملكة العربية السعودية التى أقرت قانونا محكما لزراعة الأعضاء بعد عدد من المؤتمرات الموسعة طبية وفقهية إلى أن استقرت إلى رأى واضح التفاصيل، إنسانى المعنى، إسلامى الهوية استندت إليه فى تشريع محكم قضى على تلك الظاهرة فى مهدها وقبل أن تبدأ لديهم.
متى يختفى اسم مصر من قائمة العار، إلى متى سنظل مكتفين بمطاردة السفاحين من الأطباء وسماسرتهم والبكاء على ضحايا الفقر والحاجة؟
الاتجار بأعضاء الإنسان جريمة ضد الإنسان والإنسانية فى كل مكان وقد كان من الأجدى ألا نكتفى بالفرجة على وقائع مطاردة المجرمين الذين غالبا ما يعرفون جيدا طرق النجاة الملتوية إنما بمحاصرتهم حتى الموت.
محاصرتهم بالقوانين والتشريعات ونشر ثقافة التبرع بالأعضاء ويد من حديد تضرب بكل القوة كل جمجمة تحمى عقلا إجراميا لكل طبيب أو سمسار أو فنى أو وسيط يشارك فى أركان تلك الجريمة اللا إنسانية.