هجرة اللاعبين شرقًا..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 1 فبراير 2018 - 10:05 م
بتوقيت القاهرة
** بدأ منتخب السعودية الاستعداد لكأس العالم بمعكسر فى الرياض يعقبه ثلاث معسكرات أخرى، يتخللها لعب عدد من المباريات الودية، وتنتهى بلقاء منتخب ألمانيا. وكان الفريق السعودى قد خاض خمس مباريات منذ فترة.. بينما يبدأ منتخب مصر الاستعداد بمعكسر فى مارس ويلعب مع البرتغال واليونان..
** الدورى السعودى لم يتوقف لإعداد المنتخب، ولكن جرى تعويض غياب الدوليين بفتح باب التعاقد أمام الأندية لاستيراد 6 لاعبين أجانب. أما الأندية المصرية فهى ترفض فكرة الاستغناء عن نجومها الدوليين للدخول فى معسكرات طويلة، تطبيقًا لمبدأ أن اللاعب يملكه النادى.. وفى الوقت نفسه أبرمت السعودية اتفاق شراكة مع رابطة الدورى الإسبانى يقضى بانتقال 9 لاعبين بينهم ثلاثة من المنتخب الأول إلى أندية الليجا وبعضها من الدرجة الثانية، وذلك فى خطة معايشة وتدريب ولعب مباريات تكسب اللاعبين خبرات كبيرة.. وثار هنا جدل كبير على أساس أنه ليس احترافًا بالمعنى الدقيق، وربما ترتب عليه أن تسدد السعودية المقابل المادى نظير قضاء هؤلاء اللاعبين بضعة أشهر فى إسبانيا.. وفى جميع الأحوال هناك ناس تفكر وتبتكر وتبحث وتتطور وتفتش عن أفضل الوسائل الممكنة لإضافة خبرات للاعبيها.
* فى سياق باب الأجانب الذى فتحته الكرة السعودية اتجه العديد من اللاعبين المصريين إلى أندية الرياض وجدة.. ورأى بعض جماهير هؤلاء النجوم أن الكرة السعودية أرسلت بعض نجومها إلى إسبانيا، فيما أرسلت الأندية المصرية نجومها إلى السعودية، والواقع أن الأمر أبعد وأعمق من ذلك، فهؤلاء النجوم سيلعبون فى الدورى السعودى ومنهم من لا يشارك مع ناديه فى مصر، كما أن تعاقداتهم تمثل إضافة من العملة الصعبة، خاصة أن دولًا كبرى مثل البرازيل صدرت آلاف اللاعبين، وقد كانوا دومًا من القوى الناعمة للبرازيل مثل المنتخب، كما مثلت فرقة باليه البولشوى قوة ناعمة لروسيا، وكان تصدير اللاعبين ذلك إضافة للاقتصاد.. ولا شك أن انتقال اللاعبين المصريين للعب فى دول عربية هو تجسيد لفكرة القوة الناعمة التى تمثلها كرة القدم.. وفى الوقت نفسه يضيف هذا الانتقال شعبية وجماهيرية للأندية السعودية نظرًا لمتابعة الجالية المصرية لمباريات يشارك بها نجوم اللعبة فى مصر.
** المهم أن هناك خلطًا فى تعريف الكرة المصرية أو الكرة فى أى دولة، فهى ليست المنتخبات وحدها، وإنما هى المسابقات المحلية، هى الدورى والكأس، وعناصرها عديدة، تبدأ باللاعبين والمدربين والحكام والملاعب والتسويق والجمهور والنقل التليفزيونى، تلك عناصر الصناعة.
** كرة القدم فى إنجلترا ليست المنتخب فقط، ولو كانت كذلك لقطع الإنجليز شرايين أيديهم حزنًا وألمًا على نتائج المنتخب الذى لم يحقق شيئًا منذ عام 1966، أما البريمييرليج فهو جوهرة الكرة العالمية وليس الأوروبية وحدها.. وبهذا المنطق نذهب إلى تعريف دقيق لكرة القدم فى أى دولة، وهى هذا كله وربما أكثر.. فهل كان صائبًا أن يتوقف الدورى المصرى أو لا يستكمل من أجل معسكرات المنتخبات؟ وهل كانت الأندية ستوافق على خوض مباريات الدورى دون لاعبيها الدوليين؟ وهل حقًا أن كوبر يعتمد على أغلبية من الدورى المحلى أم أنه يستند على اللاعبين المصريين المحترفيين فى أوروبا؟
** باختصار لا يوجد خطأ أو خلل فى انتقال لاعبين مصريين شرقًا.. ولا خلل فى استمرار الدورى والمسابقات المحلية.. ولا خطأ فى عدم الدخول فى معسكرات طويلة بالنسبة للمنتخب.. الخطأ الأول والأخير أن برنامج الإعداد للفريق غير مكتمل، وينقصه الكثير.. وقد فات أوان إصلاحه!.