الأسباب العشرون لفشل ثورة 25 يناير
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 1 فبراير 2019 - 10:25 م
بتوقيت القاهرة
كانت ثورة يناير من أنبل وأعظم الثورات فى تاريخ مصر وذلك فى الشهر الأول لاندلاعها ثم ما لبثت أن فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق أهدافها المعلنة«عيش ــ حرية ــ كرامة إنسانية» فقد انتكست ثورة 25 يناير انتكاسة خطيرة بعد نجاحها الباهر فى الأيام الأولى.. فلماذا حدث ذلك؟، الموضوع يحتاج إلى تفصيل كبير ولكن هناك أسباب كثيرة لهذا الفشل من وجهة نظرى المتواضعة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1ــ عدم وجود قيادة للثورة، قد يكون ذلك مبررا فى بدايتها، ولكنه غير مبرر بعد نجاحها واستقرارها، فلما نجحت وكادت ثمرتها تنضج ظهر العشرات من القادة والاتجاهات يريدون قطف ثمارها وأداروا المعارك العلنية والسرية بينهم.
2ــ غياب المشروع، فثورة بلا قيادة ولا مشروع محكوم عليها بالفشل، ولذا اكتفت الثورة بشعار «الشعب يريد اسقاط النظام» فلما سقط رأس النظام لم تدرِ ماذا تصنع بعد ذلك، فلم يكن إلا الفوضى التى عمت البلاد والعباد.
3ــ عدم القدرة على الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، ومن فكر الثورة إلى فكر الدولة بسهولة ويسر ودون خسائر.
4ــ إنزال الصراعات السياسية من عالم النخبة السياسية العاقلة والحكيمة والتى تقبل الحلول الوسط إلى الجماهير العريضة والمليونيات المتعاكسة والمتضادة والتى يغلب على خطبائها دغدغة العواطف وتهييج النفوس وحشدها للصراع والتقاتل.. فلم يعد للحكماء موطن ولا مكان حتى ضاعت مصر كلها بفعل هذا الخطاب الحماسى الحنجورى الذى يريد أسر الحاضرين دون أن يدرى أنه هو الأسير لهم.
5ــ الرغبة فى إلغاء الماضى وكأن تاريخ مصر بدأ منذ ثورة 25 يناير.. وكأنه لم يحدث أى خير فى مصر قبل ذلك وكأنه لم يولد فى مصر وطنى مخلص قبل 25 يناير. وهذا حدث أيضا بعد 23 يوليو 1952 و30 /6 لعام 2013، فالجميع يظن أن تاريخ مصر بدأ بهم.
6ــ ظن الجميع أنه يستطيع حكم مصر دون أى مؤهلات تؤهله لذلك.. وهذا كان واضحا فى نوعيات المرشحين لأول انتخابات رئاسية.
7ــ رغبة الجميع فى أن يبتلع كعكة الحكم فى مصر وحده دون الآخرين فأصيب هؤلاء بانسداد معوى حاد أدى إلى وفاتهم وضياع كل شىء.
8ــ احتكام القوى السياسية بعد الثورة إلى الخارج أكثر من احتكامهم إلى مواطنيهم واستلهام قرارهم السياسى من موافقتهم.
9ــ من أكثر السلبيات التى حدثت بعد الثورة دخول المال السياسى الحرام فى اللعبة السياسية المصرية لأول مرة منذ ثورة 23 يوليه وبطريقة فجة.. والأدهى من ذلك عدم إنفاق هذه الأموال فى أى شىء يصب فى مصلحة المواطن الغلبان غير المسيس أو المؤدلج أو المنتمى لهذا أو ذاك.
10ــ أكثر ما أضر ثورة 25 يناير هو استباحة المجال السياسى المصرى لكل من هب ودب من الدول صغيرها وكبيرها.. حتى الدول التى لم تكن تجرؤ على أن تتدخل فى الشأن المصرى فى أضعف حالات مصر مثل حالتها بعد 5 يونيه 1967 تدخلت فى الشأن المصرى كله وأصبح لها وكلاء حصريون فى مصر وأصبحت كل قوة سياسية مصرية لها ظهير إقليمى ودولى دون مواربة أو خجل.
11ــ استعجال الثمرة.. «فمن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه».. فالجميع كان يريد قطف ثمرة الحكم فى مصر بسرعة البرق دون تريث أو تمهل أو حتى إعداد جيد.
12ــ تحول الثورة المصرية من السلمية إلى المولوتوفية والحرق.. وسن سنة الحرق دون نكير شرعى أو قانونى.. وذلك بحرق الأقسام ومقار الحزب الوطنى.. وبعد مرور هذه السنوات الأربع احترق فى مصر ما لم يحرق فى كل تاريخها «مساجد وكنائس ومقار الاحزاب وأقسام الشرطة ونيابات ومحاكم وآلاف السيارات».
13ــ بداية ثقافة التخوين بعد الثورة بقليل.. وذلك من أجل أى رأى أو موقف سياسى يتخذه صاحبه.. ونشر ثقافة تحطيم الآخر بالحق أو الباطل، بالصدق أو الكذب مع تعميم الأحكام والعقاب أيضا، مع أن القرآن قال عن خصومه «ليسوا سواء».
14ــ فشل الثوار فى تحويل الثورة إلى دولة، ورغبة البعض فى هدم المؤسسات دون أن تكون له رؤية لبنائها وإصلاحها.
15ــ نشر ثقافة الانتقام والتشفى بعد نجاح الثورة بفترة وغياب معانى العفو والصفح فى خطابات كثيرة سواء فى المليونيات أو فى رابعة أو غيرها، وإذكاء ثقافة الكراهية للآخر وتعطيل معانى الحب بعد عدة أشهر فقط من نجاح الثورة فى خلع الرئيس مبارك.
16ــ اعتقاد بعض الثوار أنه ينبغى على المجتمع المصرى أن يفوض الثوار فى حكم مصر تفويضا كاملا لأن الثائر أولى الناس بالحكم.
17ــ وقعت مصر بعد الثورة بين سندان الثوار ومطرقة بعض المؤسسات الامنية ثم بين سندان الإخوان ومطرقة القوى السياسية.. ثم بين سندان الإخوان ومطرقة مؤسسات الدولة القديمة.. وكان كل فريق يرى أنه الأجدر والأفضل بالقيادة.. ويريد أن يسوق مصر كلها إلى فصيله دون الآخرين.
18ــ فشل كل المراحل الانتقالية من بداية الثورة وحتى الآن.
19ــ قيادة محمد مرسى للدولة بعقلية وفكر الجماعة وعدم تفريقه بين فقه الدعوة وفقه الدولة، ورهن قراره كاملا لمكتب الإرشاد.
20ــ عدم الانتباه لنمو الجماعات التكفيرية وتسلحها فى سيناء وانشغال الجميع بالصراع السياسى عن الأخطار المستقبلية.