حقائق خطيرة عن خطط إسرائيل.. أمس واليوم وغدا

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025 - 6:45 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية مقالا للكاتب جوزيف القصيفى، تناول فيه المحاولات الإسرائيلية لاحتلال جنوب الليطانى منذ نشأة إسرائيل عام 1948 وحتى الآن، داعيا الرئيس اللبنانى المنتخب حديثا والأفرقاء اللبنانيين إلى التوحد لمواجهة هذا المخطط.. نعرض من المقال ما يلى:

منذ العام 1948، لم تستسغ إسرائيل وجود لبنان موحّدا على حدودها. وكان آباء الصهيونية منذ بدء حراكها يسعون إلى تقسيم لبنان «بإلحاق جزء من المناطق الإسلامية بسوريا، وإنشاء وطن قومى مسيحى، والتواصل مع الدروز والشيعة من أجل صوغ تفاهمات تكون مصدر طمأنينة للدولة الموعودة: دولة إسرائيل». ورغم حصول اجتماعات وإنفاق كثير من المال، فإن الخيبة كلّلت سعيها.

بعد 1948 تبيّن مراسلات ديفيد بن جوريون وموشيه شاريت أنّ الهدف الرئيس لإسرائيل «التدخّل فى الشأن اللبنانى من أجل الدفع فى اتجاه إقامة دولة مسيحية. وادّعى بن جوريون أنّ «الدروز فى لبنان وكذلك المتاولة، سوف يتجاوبون مع إقامة دولة كهذه». كما أنّ موشى دايان اقترح فى هذا السياق «العثور على ضابط لبنانى، ولو حتى ضابط صغير برتبة رائد، واستمالته أو شرائه بالمال، لكى يوافق على إعلان نفسه مخلّصا للجمهور المسيحى من وزر التسلّط الإسلامى». فى هذه الحال، بحسب دايان «سوف يدخل الجيش الإسرائيلى إلى لبنان ويسيطر على منطقة جنوب الليطاني، ويؤسس حكما مسيحيا يتحالف مع إسرائيل. ومنطقة جنوب الليطانى سوف تُضمّ إلى إسرائيل».

مما تقدّم يتبين الآتى، أولا- إنّ أطماع إسرائيل باحتلال جنوب الليطانى ووضع اليد على مصادر المياه، هى أطماع تاريخية موثقة. وهى تستغل أى فرصة لمحاولة تحقيق ذلك.

ثانيا: حاولت إسرائيل تقسيم لبنان أو تجزئته إلى مواقع نفوذ تضرب وحدته، وقد أفلحت فى ذلك جزئياً وموقتاً منذ الاجتياح الأول 1978، ومن قبل عندما أقامت الشريط الحدودى فى العام 1976، ثم اجتياح العام 1982 ودخول قواتها إلى بيروت، قبل أن تنسحب بفعل المقاومة فى العام 2000، وتعاود الكرّة عام 2006 من دون تسجيل أى نجاح.

ثالثا: اليوم إسرائيل، وقد تيقنت من عدم قدرتها على احتلال الجنوب بصورة دائمة بعد القرار الأـخير الصادر عن الأمم المتحدة والقاضى بانسحابها من المناطق التى احتلتها، تقوم بمسح القرى على الحافة الحدودية فى منطقة جنوب الليطاني، وضرب مقومات الحياة فيها بغرض تحقيق استراتيجيتها الأمنية، وفرض حزام من النار والخراب بإقامة منطقة خالية من السكان أو شبه خالية. ويساعدها فى ذلك توسعها فى الجولان واحتلالها الجانب السورى من جبل الشيخ، عدا سياسة الأرض المحروقة المتمثلة بهدم المنازل وتسويتها أرضا، واقتلاع الأشجار، وتسميم التربة، ودك البنى التحتية.

رابعا: فشلت إسرائيل فى جرّ لبنان إلى اتفاق ثنائى معها منذ إنشائها كيانا مصطنعا ومزروعا فى قلب المنطقة العربية لتشتيتها. وآخر مسعى لها كان اتفاق 17 مايو 1983 الذى تمّ إسقاطه بفعل التجاذبات الدولية والإقليمية ورفض شرائح لبنانية له. واليوم تعمل على تحويل إتفاق وقف إطلاق النار الأخير إلى اتفاق إذعان، مستفيدة من الانقسام العمودى للبنانيين الذى يعطى انطباعا أنّ هناك تقسيماً نفسياً وعلى مستوى الخيارات السياسية الكبرى والمصيرية بين مكونات الشعب، أعمق أثرا وتأثيرا من التقسيم الجغرافى والحرب الأهلية المباشرة. علماً أنّ جميع الأفرقاء على تنوع انتماءاتهم، متفقون على وجوب الانسحاب واحترام القرارات الدولية.

فى اختصار، فإنّ إسرائيل لن تدع لبنان يرتاح إلا إذا وقع معها اتفاق سلام بشروطها، وهى تعلم أنّه لن يوقّع، لأنّ المتعارف عليه بين الجميع أنّه سيكون آخر الموقّعين بشروط تضمن سيادته وتعيد إليه حقوقه. هذه التحدّيات التى تواجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. كما على الأفرقاء اللبنانيين فى أى موقع كانوا، أن يجتمعوا حول خريطة طريق موحّدة لمواجهة ما قد يطرأ من مفاجآت.

النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved