المرأة والإرهاب
سامح فوزي
آخر تحديث:
الأربعاء 1 أبريل 2015 - 9:20 ص
بتوقيت القاهرة
ودعنا بالأمس شهر مارس الذى يوصف بأنه «شهر المرأة»، نظرا لأن اليوم العالمى للمرأة يحل فى الثامن منه، وهو ما يعتبر عطلة فى بعض الدول سواء كانت عامة أو للنساء فقط. بالطبع، يرتبط استقبال العيد، وما تحيط به من فعاليات بإعادة النظر فى مكتسبات المرأة، وما حصلت عليه من حقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية، ليس فقط فى الدول التى لا تعترف بكامل حقوق المرأة، ولكن أيضا فى العديد من الدول التى توصف بالمتقدمة.
وفى الوقت الذى تحتفل به المعمورة باليوم العالمى للمرأة، كانت التنظيمات الإرهابية التى تعج بها المنطقة العربية وأفريقيا تحتفل بالمرأة على طريقتها الخاصة.
«بوكو حرام»، التنظيم الذى ينشط فى نيجيريا مناهضا لتعليم الفتيات، يحتل مقاتلوه قرى يقومون بالزواج من نسائها كرها، فيما يشبه الاغتصاب، ثم قتلهم لاحقا فى حالة مغادرة المكان. حدث ذلك فى منتصف شهر مارس فى قريبة «باما» فى شمال شرق نيجيريا عندما علمت ميليشيات «بوكو حرام» أن قوات التحالف التى تقودها نيجيريا وتضم تشاد والكاميرون والنيجر على وشك أن توقع بهم هزيمة ساحقة، قام الرجال بذبح نسائهم بدعوى منعهم من الزواج بالكفار فى حالة قتلهم أو اضطرارهم للفرار من المكان، وأملا فى أن تظل مرتبطة به إلى اللقاء الأخير فى السماء. وعندما حررت القوات النيجيرية وحلفاؤها قرية «باما» تعثرت أرجل الجنود بجثث النساء المنتشرة فى الطرقات والشوارع. وفى قرية أخرى تدعى «داماساك» فى الشمال الشرقى من البلاد، قامت ميليشيات «بوكو حرام» بتفريغها من النساء والأطفال، واتخاذهم دروعا بشرية، لمنع تقدم القوات النيجيرية وحلفاؤها.
بالطبع ليست «بوكو حرام» استثناء على الممارسات الهمجية التى تمارس ضد المرأة، وسائر الفئات الأخرى، هناك «داعش» خلاصة التطرف والوحشية يرى، حسب المنشور فى المجلة الناطقة باسمه «دابق»: «يجب على المرء أن يتذكر بأن استعباد عائلات الكفار وسبى نسائهم هو من الأسس الثابتة للشريعة الإسلامية». بالطبع لسنا فى معرض تفنيد هذه الفتاوى والآراء إسلاميا، إذ أن هناك المئات من الدراسات والفتاوى والآراء القيمة التى تفند هذه الآراء الفاسدة، وتنتصر للشريعة الإسلامية فى وجه التخلف الذى يلصق بها. الإشكالية أنه إذا كانت هذه هى نظرة «داعش» فقد ظهرت ــ حسب تقارير الأمم المتحدة ــ أسواق للنخاسة وبيع النساء عبيدا فى الاماكن التى يسيطر عليها التنظيم فى العراق وسوريا، وتعرضت الأقلية الزيدية والأكراد والمسيحيون إلى ممارسات شديدة الانحطاط والتخلف من اغتصاب واستغلال جنسى وانتهاء بالبيع عبيدا فى الأسواق. من هنا لم يكن غريبا أن نجد المرأة فى صفوف القوات العسكرية التى تقاتل ضد «داعش» ليس فقط تعبيرا عن مسئولية وطنية، ولكن أيضا خوفا من مصير مشئوم سوف تواجهه حال تمكن هذا التنظيم.
المرأة دائما تدفع ثمن الفقر والتخلف والحروب والنزاعات أكثر من الرجل، ولن ننسى ما حدث للمرأة فى الحروب التى شهدتها يوغسلافيا السابقة، والتى اختلط فيها السياسى بكل من الدينى والعرقى فهى دائما ضحية الحرب والجريمة، واليوم تدفع ثمنا باهظا للإرهاب الذى جعلها موضوعا للاستهلاك والقتل معا!.