غضب الدكتور مفيد
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الجمعة 1 مايو 2009 - 4:21 م
بتوقيت القاهرة
ظهر الأربعاء الماضى، اتصل بى الدكتور مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية غاضبا مما كتبته فى هذا المكان، وفى اليوم نفسه بعنوان «سلام الدكتور مفيد»، وفيه انتقدت تصريحاته خلال لقاء له فى دمنهور وقوله: «إن الحرب لا تحرر الأرض ولا تحل الصراعات».
الوزير اعتبر أن ما كتبته جاء مبتسرا، وأننى انتزعت بعض العبارات قسرا من سياقها على طريقة «لا تقربوا الصلاة». وإننى كنت مخطئا حينما و صفته بأنه «كان فى الماضى من أشد القوميين العرب».
قلت للوزير: إننى استندت فى كلامى على خبر بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية يوم الأحد الماضى، وجاء فيه نصا منسوبا للدكتور شهاب: «قال د. مفيد شهاب إن واقع الوضع العربى الراهن منقسم ما بين اتجاه معتدل يؤمن بتحرير الأراضى الفلسطينية بالسلام، وآخر يرى ضرورة العمل على تحريرها بالعنف، مشيرا إلى أن الاتجاه الأخير وراءه قوى خارجية».
وأوضح د. شهاب « أنه ما لم يكن هناك تأييد دولى للقضية الفلسطينية فإنه لا يمكن حل تلك القضية، فالحروب لا تحل الصراعات»، مشيرا «إلى أن فلسطين جزء من الأمن القومى المصرى، وأن الأمن الحقيقى لن يتحقق إلا بتحرير الأراضى الفلسطينية».
وأشار « إلى أن الحرب لا تحرر الأرض، ولا المقاومة غير المدروسة، وإن كل شعوب الدنيا حصلت على تحرير أراضيها من خلال الأساليب التى تؤدى إلى الضغط على العدو».
انتهى الاقتباس، وأزعم أن الكلمات واضحة ولا لبس فيها، ولو كان هناك ابتسار أو عدم وضوح، فإن وكالة أنباء الشرق الأوسط تكون هى المسئولة عن ذلك.. وبالتالى يصبح الأمر «فى بيته» كما يقولون بين وكالة رسمية ووزير مسئول فى الحكومة.
ورغم ذلك، فإننى أرحب بتوضيح د. مفيد بأنه ما ورد لا يمثل حقيقة ما قاله، وأنه أكد فى الندوة أن المقاومة المدروسة هى التى تحرر الأرض، وأنه كان ولايزال قوميا وعروبيا.
إضافة إلى ذلك ــ وكما قلت للدكتور مفيد ــ خلال اتصال هاتفى آخر تم الخميس أمس الأول بمبادرة مشكورة من الوزير وكان خلاله أقل غضبا ــ إننى أكن له كل الاحترام و التقدير، فهو أحد أعلام القانون، وسياسى بارع، رغم أنه نظيف اليد.
خلال المكالمة التليفونية وفى ندوة دمنهور تحدث الدكتور مفيد عن دور مصر فى القضية الفلسطينية وتوحيد الصف العربى. وهنا جوهر الخلاف ــ ليس مع الدكتور مفيد بطبيعة الحال ــ ولكن مع النتائج الفعلية المتحققة على الأرض بشأن ما وصل إليه الدور المصرى فى المنطقة.
مرة أخرى، لست داعية حرب ــ بالطبع أتمنى أن نكون أقوياء ونحرر كل أرضنا العربية بالقوة ــ ولأننى أدرك حقيقة وضعنا، فكل ما أتحدث عنه هو الدور والمكانة والتأثير.
تقزم دور مصر للأسف الشديد لأسباب متعددة منذ منتصف السبعينيات لدرجة أن قطر تتوسط بين الحكومة السودانية ومتمردى دارفور، ولو استمر حالنا هكذا، فقد نفاجأ بوزير الخارجية القطرى يتوسط بين الحكومة المصرية وإدارىى التعليم لمساواتهم بالمدرسين، أو بين محافظة القليوبية وأصحاب مزارع الخنازير، لوقف الذبح!