أى تغيير يا (محسنين)

أحمد الصاوى
أحمد الصاوى

آخر تحديث: الأربعاء 2 مايو 2012 - 9:01 ص بتوقيت القاهرة

يقولون إن دولة مقبلة على انتخابات رئاسية بعد 3 أسابيع، فيما أغلبيتها منشغلة بتغيير الحكومة، هذه ليست نكتة غالبا لكنها وقائع السياسة الجديدة فى مصر، لكن الأصل فى هذه الوقائع هو لعبة الإرادات المستحكمة بين المجلس والجماعة، لكن حتى هذه اللحظة يربحها المجلس بامتياز، بل ويترك الجماعة تمضى حتى النهاية فى تهديداتها ووعيدها ثم تنتهى مرة أخرى إلى لا شىء.

 

بضعة أسابيع فقط وتنتهى المرحلة الانتقالية، ويأتى رئيس جديد، وتصبح الحكومة مستقيلة نهائيا، لكن الجماعة ترفض أن تتحرك بشكل محموم لإحداث أى تغيير، حتى لو كان هذا التغيير هو إعلان إقالة الجنزورى وحكومته، ثم إعادة تكليف الجنزورى بتشكيلها مرة أخرى حتى ولو بذات الوجوه، الجماعة تبحث عن انتصار دعائى أجوف، قالوا للمجلس لا مانع من إعادة تكليف الجنزورى، ثم طلبوا على الأقل تغييرا محدودا، لكن رئيس الحكومة الذى بات لا يجد فى منطق الإخوان أى مبرر أو وجاهة، قال للمشير بوضوح وربما بتحدٍ، إنه سيرحل مع أى وزير يغادر.

 

المسألة تدخل مرحلة العبث السياسى، الجماعة تريد أى مكسب سياسى يسعف شعبيتها، حتى لو كانت تناقض ما سبق أن واجهت به الثوار الذين هتفوا بسقوط الجنزورى من أول يوم، مازالت كلمات المرشد فى هذه الأثناء على الجنزورى حاضرة، ومازالت تصريحاتهم عن حكومة الأشهر المعدودات، كم من قيادى فى الجماعة واجه معتصمى مجلس الوزراء بقوله، هذه حكومة أشهر قليلة، لكن اليوم يقول لهم المجلس العسكرى هذه حكومة أسابيع، فلا يطيقون الانتظار، لكن الجماعة أيضا لا تريد أن يغادر الجنزورى، ولا تجرؤ أن تطلب مغادرة فايزة أبوالنجا، ذهبت فى الأيام الأخيرة للتوافق مع المجلس حول الإطاحة بثلاثة وزراء، «التموين، والبترول، والخارجية»، وربما وجد المجلس العسكرى هذا مرضيا، لكن الجنزورى وضع العقدة فى المنشار، وقال إنه سيرحل.

 

المشير منزعج لا يريد أن تدخل البلاد إلى انتخابات رئاسية وسط انقسام بين الحكومة والبرلمان، خاصة بعد أن تدخل بقبضته التى هبطت حاسمة حازمة على طاولة الحوار وأنهى أزمة التأسيسية والانقسام بشأنها، لكنه شخصية تقبل دائما بالحلول الوسط، ولا تميل للصدامات الحادة، حاول إقناع الدكتور، لكن بدا أن الإطاحة بوزير الخارجية الآن سيذهب برسالة للسعودية أن الدولة غير راضية عن أدائه فى الأزمة معها، وأنها تحاول أن تغازل الشارع الغاضب ضد المملكة، الرسالة ستأتى عكسية إذن، الجماعة تريد أى شىء، حتى لو وزيرا واحدا على طريقة «أى تغيير لله يا محسنين»، لتوهم الرأى العام أنها انتصرت، وأنها الطرف الأقوى فى المعادلة، لكنها تدرك تماما أنها عاجزة عن سحب الثقة من الحكومة، لا سند دستوريا لذلك، وعاجزة عن تشكيل حكومة أغلبية برلمانية أيضا لا سند لذلك، لكنها لا تملك إلا أن تقنع العسكرى «المحسنين» أو تضغط عليه ليفعل ذلك، والأيام أثبتت أن الجماعة لا تستطيع الضغط على المجلس لأن الأخير يجلس على أرض صلبة، فيما لا تزال الجماعة تحاول مغادرة الرمال المتحركة.

 

قال الكتاتنى إن العسكرى وعده بتغيير الحكومة، لكن الفنجرى خرج لينفى أى نية لذلك، ما هى المكاسب والخسائر التى تخصك من بقاء الحكومة لعدة أسابيع قادمة أو استبدالها، الأرجح أنه لا شىء، فلن توقف حكومة جديدة أى نزيف فى أسبوعين، وستكون مضطرة للاستقالة فى 30 يونية، ولن تحقق أى حكومة حالية أى إنجاز فى هذه المدة، ما الجدوى من وراء كل ذلك إذن؟ لدينا انتخابات رئاسة ربما تكون هى مربط فرس الصدام والتفاهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved