نتنياهو علّق المفاوضات ولم يقتلها
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الخميس 1 مايو 2014 - 7:00 ص
بتوقيت القاهرة
• يمكن القول إن اتفاق المصالحة بين حركتى «فتح» و«حماس» ليس أكثر من مجرّد إعلان نيات. وفى واقع الأمر، فإن مثل هذا الإعلان حدث ثلاث مرات فى الماضى، وفى كل مرة لم يترتب عليه أى تغيير تاريخى على مستوى العلاقات الفلسطينية الداخلية.
• وبموجب ما قالته لى مصادر فلسطينية رفيعة فى غزة، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتجه إلى مسار المصالحة وهو غاضب من العالم كله. فضلا على ذلك، فإن واشنطن غاضبة، وجولة المفاوضات الحالية مع إسرائيل لم تسفر حتى الآن عن أى نتيجة ملموسة، وحركة «حماس» تسعى لرفع رأسها عاليا فى مناطق الضفة الغربية.
• فى المقابل، قالت لى مصادر فلسطينية رفيعة فى رام الله إن عباس نجح فى أن يوقع حركة «حماس» فى الفخ وهى فى ذروة أزمة اقتصادية وسياسية، وقبل أن ينتخب عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر ويصفى الحساب معها.
• إن الأسابيع الخمسة التى حددت لإقامة «حكومة الوحدة الفلسطينية» لن تكفى لحسم العديد من الأمور البالغة الأهمية، اذ لم يتم الاتفاق مثلا على من سيسيطر على الأجهزة الأمنية فى قطاع غزة، وكيف سيتم تقسيم أموال «الوحدة»، وما هو التمثيل الذى ستحصل عليه «حماس»، وكيف سيُدار القطاع فى مقابل رام الله؟
• كل هذه المسائل تبدو مثل ألغام فى الطريق يمكن أن تنفجر فى أى لحظة. ومع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بدا غاضبا للغاية أمام وسائل الإعلام الأجنبية، وسارع إلى إعلان تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين وإقرار سلسلة من العقوبات الاقتصادية، لكن من الواضح أنه ليس بإمكانه تجويع غزة، وأنه مضطر لأن يبقى الباب «أمام المفاوضات» مفتوحا.
• بكلمات أخرى، فإن نتنياهو علّق المفاوضات ولم يقتلها. وهو بذلك كسب الجولة لأنه لن يكون هناك إطلاق دفعة رابعة من الأسرى الفلسطينيين، ولن تنهار الحكومة.
هل فوجئت إسرائيل بالمصالحة الفلسطينية؟ ربما فوجئت بالتوقيت الذى اختاره عباس، أى قبل انتهاء المهلة المحدّدة لانتهاء جولة المفاوضات الحالية بأسبوع واحد. لكن حين يقوم كبار المسئولين فى «فتح» بتنسيق الدخول إلى القطاع والخروج منه عن طريق معبر إيرز مع الجهات الأمنية لدينا، وعندما تقوم مصر بفتح معبر رفح أمام مسئول كبير من «حماس» مثل موسى أبو مرزوق، فلا توجد دراما كبيرة. ولا شك فى أن ما تعرفه مصر يمكن لإسرائيل أن تخمنه.
• فضلا على أنه كانت هناك إشارة مسبقة، فقد نشر أحمد مسلمانى مستشار رئيس مصر الموقت عدلى منصور «رسالة مفتوحة» إلى زعيم حركة «حماس» خالد مشعل، نصحه فيها بالانفصال عن حركة «الإخوان المسلمين» التى أعلنتها مصر منظمة «إرهابية»، والتفكير بمفاهيم سياسية إيجابية. ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن مصر ضالعة فى الصورة عميقا، وأنها مطلعة على آخر ما يستجد فى الساحة السياسية الفلسطينية.